معرض مكتبة الأسد الدولي الرابع والعشرون

الكتاب يحجز مقعده في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية

10/آب/2008


تستمر فعاليات معرض مكتبة الأسد الدولي الرابع والعشرون للكتاب في ساحة المكتبة بمشاركة عربية ودولية واسعة حيث وصل عدد الدول المشاركة في هذا العام إلى 24 دولة بينها 13 دولة عربية و11 دولة أجنبية إضافة إلى 32 هيئة ومنظمة رسمية وغير رسمية.

وتمتزج فعاليات هذه الدورة بانسجام مع فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية كبرهان على أن الكتاب كان وما زال الركن الأساس الحامل لثقافتنا إلى جانب كل الإبداعات والفنون المختلفة.

وعلى هذه البقعة الصغيرة، نصبت دور النشر الوافدة من بلدان عربية وأجنبية رفوفها وزينتها بآلاف الكتب والمطبوعات من قصص وروايات، ومسرحيات، ودواوين، ومعاجم عربية وأجنبية لكافة المهتمين من صغار السن، والدارسين، والأكاديميين، إلى الأدباء، والمفكرين، والأخصائيين، وغيرهم. وقال الدكتور علي العائدي مدير عام مكتبة الأسد في افتتاح المعرض قبل أيام: «إن 70% من العناوين الموجودة في المعرض حديثة وصدرت خلال السنوات الأربع الماضية».

حشود كثيفة يكاد الزائر في المساء لا يجد موطئ قدم بينها، وتلك الرفوف المكتظة تجتذب الأبصار إليها دون أن تتفوه بكلمة واحدة، تظاهرة جميلة يتفق معنا في وصفها الفنان السوري فارس الحلو الذي كان يحضر توقيع الكتاب الشعري الأول «رمان» للصحافية السورية سعاد جروس، وقال الحلو في تصريح لـ«اكتشف سورية»: «إن معرض الكتاب فرصةٌ جيدة لجمع الناس في هذه المناسبة المهمة التي يتم فيها عرض آخر المطبوعات، وللتعرف على آخر ما توصلت إليه العلوم والمعارف الفكرية والإنسانية». وحول رأيه بواقع الكتاب في هذا العصر المليء بالقنوات والفضائيات، قال الحلو إن «الكتاب» في العالم العربي هو في الأصل متراجع منذ زمن طويل مبرراً ذلك بعدم وجود تشجيع حقيقي منذ الصغر للطفل على القراءة، سواء في البيت أو في المدرسة التي وصفها أنها تستنفذ جهد ووقت الطفل وتحرمه من قراءة أي مادة أخرى غير المنهاج الدراسي الكثيف. وعبّر الحلو عن تفضيله للكتب العلمانية وكتب تاريخ المنطقة والرواية العربية.

المشاركون: اقتناء الكتاب بين الجيد والمقبول
وفي لقاء مع المؤلف أحمد الخوص -صاحب الشهرة الواسعة من المؤلفات التعليمية المتعلقة باللغة العربية- قال: «إن مكتبة الأسد تمنحه المشاركة المجانية في هذا المعرض منذ انطلاقته قبل 24 عاماً تقديراً لجهوده المضنية في سبيل الحفاظ على اللغة العربية».

وحول ما قدمه هذا العام من كتب جديدة، قال الخوص إنه أعاد طباعة وتنقيح كتاب «قصة الإملاء للكبار» وغيره من الكتب العديدة. ووصف الخوص الإقبال على مؤلفاته بالجيد ومن مختلف الأعمار ككتاب «عروبة نزار قباني». وحول معاني معرض للكتاب في دمشق، قالب: «إن دمشق كانت وما زالت منارة ثقافية وسياسية وأدبية في كل العصور، وهي أم العروبة والمعرفة» مستذكراً اختراع الفينيقيين للحروف الألفبائية. وأضاف الخوص أن هذه المناسبة جيدةٌ للقاء المكتبات مع الناس بمختلف اتجاهاتهم الفكرية والثقافية المتشعبة والملونة.

وكان للأديب والشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان جناح خاص يعرض فيه الأعمال الكاملة له، حيث صرحت السيدة إلهام عبد اللطيف -زوجة الراحل عدوان- إلى مشروع التعاون مع عاصمة الثقافة العربية لإصدار «سلسلة ذاكرة المسرح على مدى مئة عام» بدءاً من أبي خليل القباني إلى محمد الماغوط، وسعد الله ونوس، ومصطفى الحلاج، وانتهاءً بعشر مسرحيات لكتاب جدد من الشباب. وتقول عبد اللطيف: «إن هذه المشاركة هي الثانية باسم الأديب عدوان، بعد أن كان هناك غيرها من المشاركات عن طريق بعض دور النشر المحلية»، ووصفت الإقبالَ على هذا الجناح بالجيد بالرغم من العناوين القليلة التي يضمها والتي لم تتجاوز الخمسين عنوان. وفي هذا الجناح، هناك الكثير من الأعمال الفكرية لبعض الكتاب، كالدكتور صادق العظم، وعبلة الرويني، ومجموعة من أدب الشباب.

وفي حديث مع بلال جاموس من جناح «مجمع اللغة العربية» بـدمشق، وضح أن مشاركة المجمع مستمرة منذ انطلاقة المعرض قبل 24 سنة، ووصفها في هذا العام بالجيدة مقارنة مع مشاركات المعارض السابقة، ووضّح أن المقبلين على مطبوعات المجمع هم من الاختصاصيين في الغالبية العظمى، كالدارسين للغة العربية. وعن ما يقدمه المجمع من مطبوعات جديدة في هذا العام، تحدث جاموس عن ديوان «ابن سنان الخفاجي» وكتاب «البرق المتألق في محاسن جلق» عن مدينة دمشق ومتنزهاتها وأنهارها، و«معجم الكلمات المصطلحية في لسان العرب» الموضوعة في عدة علوم يستفيد منها القارئ مباشرةً بهدف توفير البحث الطويل في لسان العرب الكبير، إضافة إلى كتاب «المقصور والممدود». وحول الإقبال على اقتناء الكتب من قبل القراء، وصفه جاموس بالمقبول ولكنه لم يصل إلى درجة الجيد.

ويقول مرعي مرعي من «دار طلاس» إن مشاركة الدار مستمرة منذ انطلاقة المعرض وذلك بمختلف أنواع الكتب التراثية والكتب السياسية، والمتخصصة بالاستراتيجيات العسكرية والتاريخ السياسي، إلى جانب الكتب العلمية، والأدبية، الروائية، والشعرية. ووصف مرعي إقبال الزوار بالكبير، إلا أن هناك تراجع ملموس في حجم شراء الكتاب مقارنة بالسنوات الماضية.

ويقول حسان جبّان من دار نشر «أكاديميا أنترناشيونال» الذي يشارك في المعرض منذ 12 سنة: «إن الدار تقدم للقارئ حزمة من الكتب العلمية، والتقنية، والأكاديمية، وتتوجه إلى مختلف الفئات العمرية». ووصف جبّان إقبال القراء على هذا النوع من الكتب بالجيد وأنه في ازدياد. وعن ما تقدمه الدار من جديد في هذا العام، تحدث جبان عن الموسوعة العسكرية المترجمة من اللغة الإنكليزية «جينز» للمرة الأولى في سورية، وغيرها من الكتب العلمية التي صدرت بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية.

وكان هناك دور للنشر تخصصت بكتب اللغات الأجنبية مثل «مركز المنار للكتاب»، الذي يشارك للمرة الخامسة في هذا المعرض. ويقول أيمن عساودة المشرف على الجناح: «إن الكتاب لدينا باللغة الانكليزية فقط، الأمر الذي يستقطب ذوي الاختصاص من متعلمي اللغة الانكليزية، والأطباء، والمبرمجين، والدارسين في المدراس الخاصة»، ويصف عساودة الإقبال هذا العام بالجيد مقارنة مع السنوات السابقة خصوصاً مع إدخال الكثير من الكتب الحديثة في علوم الطب على وجه الخصوص.

الزوار: فرصة لنجد كل ما نريد
وكالعادة يشكل طلاب الجامعات نسبة جيدة من الزوار نظراً لما توفره هذه الفعالية السنوية من كتب حديثة بأسعار مشجعة. ويقول الطالب أيهم في قسم اللغة الانكليزية: «إني أبحث مع زملائه في هذا المعرض عن الكتب والقواميس التي تساعدنا في تسهيل الدراسة والإطلاع على اللغة، إضافة إلى توافر النسخ الأصلية من الروايات والمسرحيات الأجنبية التي تدرس في الجامعة».

وتقول السيدة ديمة: «إن زيارتي إلى معرض الكتاب مستمرة لأنتقي فيه كل ما أريده من روايات، وقصص أدبية، وشعرية عربية وعالمية». ورأت دندش أن هناك نوعاً من الجمود في الإنتاج الأدبي بسبب التكرار المستمر في عناوين الكتب المطروحة.

ولم تقبل سيرين الفرنسية -التي تزور سورية- أن تعود إلى بلدها دون أن تزور معرض الكتاب وتشتري الكتب التي تريد، وهي تتبع دورة مكثفة في مدرسة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بدمشق خلال تعلّمها اللغة العربية في فرنسا، وقالت سيرين: «إن الكثير من الكتب في هذا المعرض يصعب إيجادها بسهولة في فرنسا، إضافة إلى أنها باهظة الثمن هناك». وعند سؤالها حول نوعية الكتب التي جاءت لشرائها قالت أنها تفضل الكتب الدينية المكتوبة بالعربية. أما صديقتها آنييس فتقول إنها اشترت كتبها المفضلة في قواعد العربية والتصريف الضرورية في دراستها الجامعية العليا.

وكان لكتب الأطفال حضوره بنسبة جيدة، الأمر الذي دفع بالكثير من الأهالي إلى إحضار أبنائهم. وكان عبد الرحمن قطب مع أخيه بدر الدين من بين آلاف الأطفال الذين وجدوا في المعرض كل ما يرغبون في قراءته، من قصص، ومجلات مصورة، وخرائط لبلدان العالم، ومواد علمية وتثقيفية منسوخة على أقراص ليزرية. وقال عبد الرحمن إنه يرغب بالكتب الطبية لرغبته في أن يصبح طبيباً، على العكس من أخيه بدر المهتم بتعلم اللغة الإنكليزية.

وتكثر الآراء وتتداخل في معرض الكتاب الرابع والعشرين، فالبعض يجد كل الكتب التي يرغبها، والبعض لا يزال يبحث، وهناك من لم يجد أي من العناوين التي يريدها.



حسان هاشم


اكتشف سورية


مواضيع ذات صلة
- بمشاركةٍ سورية ودولية تنطلق فعاليات مهرجان أبو ظبي الدولي للكتاب
42 دار نشر سورية تشارك بنتاجاتٍ فكرية وأدبية متنوعة

- سورية تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب
- «الكتاب المنوع» في مدينة الحسكة
المعرض محاولة لردم الهوة بين أبناء الجزيرة والكتاب.

- معرض الكويت للكتاب بمشاركة سورية ملفتة
- خمسة آلاف عنوان في معرض الكتاب بحمص
- ثلاثة آلاف عنوان في معرض الكتاب الجامعي الثاني
تحت عنوان «الكتاب الجامعي بين الماضي والحاضر»

- افتتاح معرض الكتاب الأول في مدينة القرداحة
في إطار تحفيز الجيل للاهتمام بالكتاب وتطوير وتعزيز ثقافة المجتمع المحلي

- افتتاح معرض مكتبة الأسد للكتاب بمشاركة 24 دولة عربية وأجنبية
لا يمكن لأي دولة مهما عظمت إلغاء حضور سورية الدولي العريق

- برعاية الرئيس الأسد..افتتاح معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب غداً
فعاليات ثقافية تتضمن محاضراتٍ تدور محاورها حول اللغة العربية

- محمد قانصوه: تعرفنا على أدونيس ومحمود درويش من خلال الغرب
ثلاثة آلاف عنوان بمعرض الكتاب في ثقافي أبو رمانة

- الفارابي فيلسوف العرب في مكتبة الأسد غداً
ضمن مجموعة الندوات والمحاضرات التي تنظمها الأمانة العامة للاحتفالية

- أكثر من 35 ألف عنوان و17 دار نشر جديدة في معرض الكتاب بمكتبة الأسد
تكريم الدكتور الراحل شاكر الفحام

- المؤتمر الخامس للغة العربية بمكتبة الأسد الوطنية
العربية بين ثقافة الأمة وهويتها القومية

- اختتام أعمال مؤتمر «التوثيق الإلكتروني للتراث العربي»
بدء مرحلة عملية من الاهتمام بالتراث العربي والحفاظ عليه والتوعية الشاملة بأهمية حفظه وتوثيقه

- الصالونات الأدبية العربية النسائية
منتديات ساهمت في تكريس مبدأ الحوار الفكري في المجتمع العربي

- مؤتمر التوثيق الإلكتروني للتراث العربي
والاجتماع الثاني للجنة «ذاكرة العالم العربي»

- فرق من معهد شبيبة الأسد المركزي للموسيقا في مكتبة الأسد
- محاضرة الكاتب المكسيكي ألبرتو سانشيز في مكتبة الأسد
تأثير الثقافة العربية في الثقافة المكسيكية


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

yaser:

لم استطيع قراءة العناوين
سوريا

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 
 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر