محمد قانصوه: تعرفنا على أدونيس ومحمود درويش من خلال الغرب

ثلاثة آلاف عنوان بمعرض الكتاب في ثقافي أبو رمانة

29/تموز/2008


على أرض المركز الثقافي العربي بـأبورمانة، وردهاته الخارجية المحيطة، أقيم معرض للكتاب تشارك فيه ثلاث دور نشرٍ، دار الحارث، ودار البشائر، ومؤسسة الوحدة.

في هذا المعرض التقينا الكاتبة مريم خير بك، القائمة على دار الحارث، وطلبنا منها أن تحدثنا عن أهمية هذا المعرض، ومحتوياته وعدد عناوينه فقالت: «اعتدنا، منذ سنوات عديدة أن نقيم في تموز من كل عام معرضاً للكتاب بمشاركة دار البشائر، ومؤسسة الوحدة، ودار الحارث التي أقوم على شؤونها، كتب هذا المعرض متنوعةٌ، وصادرة عن أهم دور النشر العربية، وقد حرصنا أن يضم هذا المعرض جميع أنواع الكتب التي تلبي رغبات واتجاهات رواده».

و أضافت مريم «قد حرصنا أن يكون لنا مصداقيةٌ مع رواد المعرض من حيث انتقاء الكتاب المعروض البعيد كل البعد عن الإسفاف ومن حيث الحسم، فنحن نحسم 20% من ثمن الكتاب حقاً، مهما بلغ ثمنه الأصلي. وبما أن معرضنا هذا العام أقيم احتفاءٌ بدمشق عاصمة للثقافة العربية، فإنك تجد عدداً كبيراً من الكتب عن دمشق، من تاريخها، وأعلامها، وأدبائها، وعن دمشق مجتمعاً، وتاريخاً وكل ما يمت إليها بصلةٍ. أما عدد عناوين الكتب المعروضة فهي تبلغ حوالي ثلاثة آلاف عنوان».

وعلى هامش معرض الكتاب هذا كانت محاضرة الكاتب التركي محمد قانصوه «العلاقة بين الأدب التركي والأدب العربي»، وهو عضو نقابة الكتاب الأتراك فرع أنطاكية. وقد عرض المحاضر للأدب والشعر التركيين من قبل اعتناق الأتراك الإسلام، وبعده حتى العصر الحديث.

فحتى بداية القرن العشرين كان الأدب التركي ينقسم إلى نوعين؛ الشعر الديواني، وشعر الأدب الشعبي الذي مرّ بمراحل عديدة. وقد حاول كثير من الشعراء الخروج على قوالب الشعر الديواني ومصطلحاته، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وظلوا في الإطار القديم. أما الأدب الشعبي، فإنه يرجع إلى حقبٍ قديمة جداً، من قبل اعتناق الأتراك الديانة الإسلامية، ولم يدون، وظل تراثاً شفوياً عفوياً.

بعد اعتناق الأتراك الإسلام، ظهر الشعر الديواني الذي تعمّق أصحابه في الثقافة العربية الإسلامية، والثقافة الفارسية، واستفاد من هذا الأمر واستمر وظهر مع هذا الشكل، وقد سُميّ هذا الشعر بالديواني، لأن أصحابه جمعوا شعرهم في كتاب سموه «الديوان».

وقد أحدث اعتناق الأتراك للإسلام تغيراً جذرياً في المجتمع التركي، حيث ظهرت في ‏القرن الثاني عشر، عدّة اتجاهاتٍ في الفن، والأدب، والاجتماع، والسياسة. وظهرت اللغة العربية بصفتها لغة علمية، ودخلت الثقافة الفارسية إلى هذا المجتمع أيضاً، وتطور الشعر التركي في هذا الإطار.

وأعظم ما حدث، هو الترجمة عن العربية، وعن الفارسية وتُرجمت في هذه الفترة أعمال عددٍ من الشعراء الفارسيين إلى اللغة التركية. فأخذ الشاعر جل شاري من تاليدو وأضاف عليها منطق الطير أو لغة الطير، أما خوجا دهاني فقد خرج عن الإطار الديني، وبدأ يكتب عن العشق الحسي وعن الخمر وعن الحياة بواقعية. والشاعر نسيمي اتخذ لغة الخرافيين ونشرها في الأناضول وخرج عن الإطار الديني، وبدأ يكتب أشعاراً مخالفة للثقافة الدينية، وأعدم في حلب بسبب ذلك.

وفي القرن التاسع عشر، تطور الأدب الديواني وصار يُكتب بثلاثة أنواعٍ، نثري، ومزين، ومجرد.
وظهرت القصة، والقصة القصيرة، والرواية. وفي هذا القرن أخذ الأدب التركي يبحث عن التطور والتحديث، والخروج على قالب الأدب الديواني.

وكان الشاعر توفيق فكرت الركيزة الأولى في كتابة الأدب الشعبي الحديث، ومن الشعراء الذين كتبوا الأدب الشعبي وخدموا التحديث الشاعر أحمد هاشم الذي كان محيطاً بالشعر الفرنسي ورموزه من الأدباء والشعراء، وكان جسراً لنقل الشعر الفرنسي إلى التركية، وأما الشاعر يحيى كمال باظ فقد بقي في إطار الشعر الديواني، وكتاباته رصينةٌ جداً، وخدم التحديث. أما مؤسس الشعر الحديث في تركيا فهو الشاعر ناظم حكمت، وكان مفعماً بحب الإنسانية عامة، وحب شعبه وقضاياه.

عام 1921 شارك في معركة التحرير في الأناضول، ولكونه محباً للتجدد والتقدم فقد زار الاتحاد السوفييتي في هذه الآونة وقد كانت ثورة اكتوبر ، لكي يقف عن كثبٍ على التقدم والعدالة الاجتماعية، وتعرف إلى مكسيم جوركي، وبعد تعرفه على هذا العالم الجديد، أخذ يكتب الشعر الحر.

وعقب عودته 1929م أصدر كتاباً سماه «830 سطراً» وكان من الشعر الحر، وبعد سلسلةٍ متوالية من الكتب الأدبية لناظم حكمت في هذا الوقت؛ حاز حكمت الصدارة في عالم الشعر والأدب في تركيا. وأشعاره تسجل على اسطوانات، ويسمعها الناس في المقاهي، وفي هذه الفترة أيضاً أصدر حكمت كتابه «ابن القاضي بدر الدين» ولاقى إعجاباً شديداً، وكان فتحاً في الأدب التركي؛ إذ كان نموذجاً جديداً في الأدب التركي.

وقد أخذ حكمت من تقاليد الشعر الديواني مازجاً إياه بأسلوب خاص، في شعرٍ حر، كان شيئاً جديداً ونموذجياً وكان أسلوباً جديداً في الكتابة، اتسم به شعر حكمت هذا. و في عام 1938 حُكم على حكمت بالسجن 28 عاماً، ومنعت أشعاره وصودرت كتاباته، وصار الناس يتداولون أشعاره بسرية تامة، لتقرأ في البيوت.

وبلغ ناظم حكمت ذروة التجديد في الأربعينيات. وفي عام 1940 أصدر ثلاثة شعراء مجلة شعرية اسمها «الغريب»، والنقطة المشتركة بينهم حديثهم عن المشكلات اليومية للشعب، ولم يكن هدفهم الحُكام بل الشعب الكادح.

وفي عام 1950 كان ثمة حدثان مهمان عن الشعب التركي، الأول هجرة ناظم حكمت إلى المنفى، والثاني هو سقوط الشاعر أورهان فيلي في حفرة للبلدية، في حدث تراجيكوميدي. ومن أهم شعراء هذه الفترة جمال ثريا. وفي عام 1965 أعيد من جديد طبع ونشر مؤلفات ناظم حكمت، وبعد انقلاب 1971 أخذ الشعر طابعاً اجتماعياً وسياسياً وأهم شعراء هذه الفترة جان يوجال.
 ‏
وبعد الانقلاب العسكري عام1980 حدثت ردّات فعلٍ على السبعينيات إذ صار الشعر يُكتب خارج الإطار الاجتماعي والسياسي، نتيجة التضييق على الحريات، وبدا الشعراء وكأنهم ملوا، ولم يبق شيء جديد يضاف إلى تلك المرحلة، ولم يكن ثمّة شعراء جديدون ولا أسلوبٌ جديد وإن كان عددهم كبيراً، ولكن شعرهم لم يكن ذا بال من حيث النوعية وكثرة عددهم في هذه الفترة دفعت الأديب عزيز نيسين إلى القول: «كل ثلاثة أتراك أربعة منهم شعراء».

ومما قاله الكاتب المحاضر بعد انتهاء المحاضرة وبدء المداخلات «إن الأتراك قد عرفوا الشاعرين العربيين الكبيرين أدونيس ومحمود درويش عن طريق الغرب»! ‏ وهذه دعوة إلى اتحاد الكتاب العرب، ووزارات الثقافة للبدء بحركة ترجمةٍ فعالة من العربية إلى التركية، ومن التركية إلى العربية.

وما ذكره المحاضر الكاتب محمد قانصوه أنهم منذ خمس سنوات وقعنا اتفاقية بيننا وبين د. علي عقلة عرسان الذي كان رئيس اتحاد الكتاب العرب حينها، نقوم بموجبها بترجمات كتب متبادلة من العربية إلى التركية، ومن التركية إلى العربية، تتناول الأدبين التركي والعربي. ولكننا حتى الآن لم ننجح في ذلك على النحو الذي نريده ونرغب فيه.




تشرين


مواضيع ذات صلة
- معرض الكويت للكتاب بمشاركة سورية ملفتة
- خمسة آلاف عنوان في معرض الكتاب بحمص
- ثلاثة آلاف عنوان في معرض الكتاب الجامعي الثاني
تحت عنوان «الكتاب الجامعي بين الماضي والحاضر»

- معرض مكتبة الأسد الدولي الرابع والعشرون
الكتاب يحجز مقعده في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية

- افتتاح معرض الكتاب الأول في مدينة القرداحة
في إطار تحفيز الجيل للاهتمام بالكتاب وتطوير وتعزيز ثقافة المجتمع المحلي

- افتتاح معرض مكتبة الأسد للكتاب بمشاركة 24 دولة عربية وأجنبية
لا يمكن لأي دولة مهما عظمت إلغاء حضور سورية الدولي العريق

- برعاية الرئيس الأسد..افتتاح معرض مكتبة الأسد الدولي للكتاب غداً
فعاليات ثقافية تتضمن محاضراتٍ تدور محاورها حول اللغة العربية

- أكثر من 35 ألف عنوان و17 دار نشر جديدة في معرض الكتاب بمكتبة الأسد
تكريم الدكتور الراحل شاكر الفحام


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
إلفة الإدلبي
إلفة الإدلبي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر