شاهد عصر على فورة الفن التشكيلي في سورية 03/تموز/2008
15 فناناً وفنانةً قدموا أنفسهم في معرض «الشباب» في صالة فري هاند يوم 2 تموز 2008. وتمايزوا فيما بينهم من حيث اختلاف مدارسهم التي تنوعت ما بين الانطباعية، والتعبيرية، والرومنطيقية، والتجريدية، واختلاف الأسلوب والطرح والأداة الفنية. والأهمُّ هو اختلاف المحيط المكاني الذي ينحدرون منه. على أنهم تقاطعوا بمضمون العرض الذي يتفق وعنوان المعرض «الشباب» من كونهم وبمجملهم من خريجي كلية الفنون الجميلة ما بعد عام 2000. وبالتالي يُعتبر معرضهم هذا من المعارض المهمة بالنسبة لهم.
من جانبٍ آخر، تميّز المعرض عامةً بكونه قَدَّم رؤيةً فنيةً شبابية تُمثل على حد تعبير الفنان التشكيلي عدنان حميدي «شاهدة عصر على فورة الفن التشكيلي في الفترة الراهنة».
وقد شارك فيه كل من الفنانين عزة بشير، وفاروق محمد، وفاتن حريري، ويوسف يوسف، ومحي الدين ملك، وخالد العاني، وسعود العبد الله، وخُناف صالح، وسامر داؤد، وسمير الصفدي، وعزة حيدر، وإيمان الواسطي، وإيمان الحاصباني، وجوان خلف، وفادي عطورة، وأحمد جمعة. ويستمر المعرض لغاية 13 تموز 2008.
وعنه يقول الفنان عدنان حميدي: «يطرح المعرض عدداً من الأسماء الفنية الشابة المتميزة، وبرأيي الشخصي أعتبر هذه الأسماء شاهدةً على هذا العصر فنياً وفكرياً وسياسياً، مع العلم أن المعرض لم يحتوي ولا على لوحة سياسية». ويتابع حميدي «العالم الآن أصبح خليطاً، والإنسان العربي خليطٌ من الحزن، والفرح، والألم، والأمر الجديد الذي دخل عليه هو التشويه، لذلك نجد بعض هؤلاء الفنانين وقد قدموا بورتريهاتٍ بشريةٍ مشوهة قبيحة، وهم حقيقة صادقين بتعبيرهم لأنهم يرون أنفسهم والعالم من خلال لوحاتهم، والسبب عائدٌ إلى تقليد الغرب والفن الأوروبي. وهنا تتجذر مشكلة خروج الفنان من أصالته وابتعاده عن محليته. وفي منحى آخر، هناك قسمٌ من الفنانين يعبرون عن حالة وعي وفهمٍ للوحة والعمل الفني في ملمسهما وتكوينهما. وانطلاقاً من هذا التنويع والتشكيل يمكنني القول أن معرض الشباب متميزٌ يعبر عن المجتمع بمجمله».
شارك الفنان فادي عطورة بلوحتين تناولتا موضوع الطفل وعنهما يقول: «عشت حالة اللوحة التي تعبر عن الطفل، وعبثيته، وتداخله مع أدواته، التي تدب فيها الحياة نوعاً ما، وقد جسدت الفكرة بطريقةٍ معاصرة ضمن موضوع الحداثة وضمن نطاق التبسيط، مع إعطاء حالة السطح البعد الثاني عن طريق شبكة الظلال».
أما الفنان جوان خلف والذي شارك بلوحةٍ واحدةٍ ذات محتوى البصري مميز، وتتحدث اللوحة عن الأثر الذي يُترك على الأرض وتحديداً أثر الدم، والخامة المستخدمة في اللوحة مختلفة ومتميزة تعتمد على مادة البحص، والرمل، والألوان، وعنها يقول خلف: «أنا أسعى للغرابة والخصوصية في الطرح، ومسألة مدى تقبِّل الناس لهذه الغرابة أمر يهمني بقدر اهتمامي بأن أقدم شيءً جديداً له علاقة فيَّ كشخص».
يعتبر المعرض الجماعي الأول للفنان فاروق محمد بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة ويقول: «هذا معرضي الجماعي الأول، على أنني أقمت معرضين فرديين، يعتمد أسلوبي في العمل على التبسيط والعلاقات اللونية ومحاولة تجريد الطبيعة».
أما الفنان يوسف يوسف فيقول: «العنصر البشري هو عنصرٌ أحاول في كل أعمالي إخراجه من الفراغ الذي يعيشه، وأرسم البورتريه كثيراً لكونه أقدر في التعبير عن حالة القلق التي نعيشها».
الفنان أحمد قطيط يقول: «المعرض لمجموعةٍ من الشباب غالبيتهم خريجين جدد، أساليبهم مختلفة وشخصياتهم مختلفة، ولكن عملهم جميلٌ، ومقنع، ومنسجم مع الشيء الذي نسعى نحن إليه. وعامةً أحب التعاون مع هؤلاء باستمرار».
ويضيف قطيط «يحمل المعرض صفة التشجيعي لأشخاص مهمين لم يستطيعوا أخذ فرصهم، وشخصياً أرى فيهم فناني المستقبل».
|