لمسات فنية أنثوية في غاليري فري هاند للفنون التشكيلية
قدرة المرأة بالنهوض في المجتمع وطاقاتها العالية في التعبير

21/تشرين الأول/2008

أضافت المرأة على مسيرة الفن التشكيلي قضايا عديدة ولمسات فنية متميزة عبّرت من خلالها عن ذات الأنثى والمراحل المختلفة التي تطرأ على حياتها، كما أكدت الكثير من الفنانات عبر أعمالهن الفنية، قدرة المرأة بالنهوض في المجتمع وطاقاتها العالية في التعبير عن إبداعها بوسائل مختلفة ومتنوعة، وهذا ما ظهر في غاليري فري هاند للفنون التشكيلية الذي أقام معرضاً لمجموعة من النساء اللواتي ساهمن في الحركة التشكيلية كل بطريقتها وأسلوبها.
الفنانة سلمى العلاق التي تخرجت من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1971، وتدربت بعد ذلك في ألمانيا عام 1974، عكست في هذا المعرض مكانة المرأة في المجتمع العراقي في لوحة رسمت فيها بعضاً من معالم بغداد إلى جانب امرأة تنظر إلى الأفق مرتدية زيها الشعبي، على حين طغى الشوق لبلدها على اللوحات الأخرى حيث نقلت جزءا من ملامحها كأشجار النخيل وقبب الجوامع والبيوت العراقية القديمة بساحاتها الواسعة وأبوابها العتيقة، كما كان الأمل بالاستقرار والسلام ظاهراً في أعمال أخرى عبر طيور السلام البيضاء التي تحلق عاليا في السماء فوق مدينتها بغداد.
وسلمى العلاق فنانة تشكيلية عملت مصممة في دار الأزياء العراقية عام 1971 – 1976، وأشرفت على المرسم الطلابي في الجامعة المستنصرية عام 1976 – 1982، كما شاركت في الكثير من المعارض الجماعية وأقامت أيضاً العديد من المعارض الفردية منذ عام 1975 إلى عام 2000، كما تعد العلاق عضواً في جمعية التشكيليين والفنانين العراقيين.
وكذلك الفنانة التشكيلية عشتار جميل حمودي عكست من ذاكرتها البصرية ومخيلتها شوقها وحبها لبلدها العراق، فكانت لوحات عفوية بأسلوب تكعيبي أو هندسي حيث جعلت الخطوط والأشكال فيها متقاطعة ومنظمة بعيداً عن العشوائية فالبيوت الصغيرة والمنازل اصطفت إلى جانب بعضها بعضاً وظهرت في الساحات مآذن وقبب الجوامع بالإضافة إلى الطبيعة الخضراء التي زينت بها الشوارع والأحياء، كما كان للمرأة نصيب من لوحاتها حيث نقلت المرأة العراقية العاملة كبائعة الزهور التي وضعت الملاءة على رأسها وجلست على قارعة الطريق تبيع الزهور.
وعشتار جميل حمودي فنانةٌ ولدت في باريس وأقامت العديد من المعارض الفردية في بغداد، والبصرة، واشبيليا - إسبانيا، وتونس، وسورية، كما شاركت في جميع المعارضلمسات فنية أنثوية في غاليري فري هاند للفنون التشكيلية التي نظمتها جمعية الفنانين العراقيين ودائرة الفنون التشكيلية داخل وخارج العراق كما شاركت أيضاً في معارض جماعية أخرى في ليبيا، وباريس، وبغداد، ودبي، وبيروت، واليابان، ودمشق، وحازت أيضاً جوائز عدة وتعد عضواً في المؤسسة العالمية للفنون التشكيلية – اليونسكو– باريس.
وأما الفنانة سوسن الجلال فقد اختارت الأزهار عنواناً للوحاتها حيث ظهرت فيها الشفافية العالية والقدرة على مزج الألوان والسرعة بمعرفة وضع اللون في المكان المناسب بضربات منظمة وعشوائية في الوقت نفسه، لاسيما أنّ الألوان المائية لا تحتمل الكثير من الطبقات اللونية كما هي الحال في الألوان الزيتية التي تستوعب الكثير من الطبقات والألوان وإعادة صياغة للوحة ذاتها، لذا يحتاج اللون المائي إلى طاقة عالية من الصدق والشفافية والذكاء أثناء العمل بالإضافة إلى أن سوسن جلال اعتنت ببعض التفاصيل الصغيرة في لوحاتها كطبقات الزهرة نفسها وكذلك الورقة التي تحملها واختلاف أشكالها وألوانها.
والفنانة سوسن جلال خريجة كلية الفنون الجميلة عام 1977 وعملت في مجال الديكور مدّة 18 عاماً، كما درست في كلية الفنون الجميلة وهندسة العمارة محاضرة وعملت في مجال تصميم الأزياء ودرست في معاهدها أيضاً وأقامت معارض فردية في صالة عالبال، وصالة عشتار، وصالة دار كلمات في حلب، كما شاركت في العديد من المعارض الجماعية.



الوطن

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
مشرقة:

مواضيع جيدة

العراق