نسخة تجريبية

تناغم اللون والخط في أعمال سعيد نصري
التجديد والإبداع ضمن مناخ الفن الحديث ومدارسه

26/تموز/2008

بعد انقطاعه في غربةٍ بعيدة، يطلّ علينا الفنان سعيد نصري بمجموعةٍ جديدةٍ من أعماله في معرضه الأحدث، الذي يُقام في الفترة مابين 22 تموز ولغاية 3 آب، في صالة فري هاند للفنون التشكيلية.
يعد الفنان سعيد نصري ابن تيار الحروفية في الفنّ العربي، لكنه استطاع أن يركب موجة الحداثة من خلال خلق حالةٍ من التماهي بين الخلفيات اللونية التجريدية، والكلمات التي هي عبارة عن آيات قرآنية أو سور كاملة من القرآن تغطي بعض الأحيان كامل مساحة اللوحة.
مرّت تجربة الفنان سعيد نصري هذه في مراحل عدّةٍ حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، من توليفٍ موسيقي متناغمٍ مابين الحَرف، والكلمة، واللون وتشكيل للجمل، والتراكيب، وبخطوطٍ متعددة كالثلث والكوفي وغيرها.
عن تجربته يقول نصري لوكالة سانا: «هذه الأعمال تتطور منذ ثلاثين سنةً، حيث في البداية كانت الكتابة خفيفة في اللوحة والألوان أكثر، أما الآن فمساحة الكتابة تعادل مساحة الألوان، وأحياناً تطغي على اللوحة بكاملها؛ وهذا الأسلوب هو الفنُّ الحديث الذي يجب أن يقدمه الفنان العربي». كما يضيف نصري «وليست الأشكال التي لا معنى لها إذ أن الخط العربي والزخرفة العربية هما الموروث الطبيعي للفنان العربي، والتطوير يفترض أن يقوم على أساس هذا الموروث».
يضم المعرض 18 لوحة أغلبها من قياساتٍ كبيرةٍ، وقد رأى فيها الناقد الدكتور عفيف بهنسي في تقديمه للمعرض، أنها تُجسّد أسرار جمالية الخط العربي، ومقدرة هذا الفن على تمثل التجديد والإبداع ضمن مناخ الفن الحديث ومدارسه.
الفنان الخطاط محمد غنوم قال: «نشهد في هذا المعرض بعض الأعمال التي هي الأكثر قرباً، واستفادةً واستلهاماً من جوهر الخط العربي وهي موسيقاه، فعندما يقترب سعيد نصري في أيّ عملٍ من هذا الجوهر، أي عندما يعزف على الحَرف فإنه يستطيع أن يطربنا».
وفي تقويمه لتجربة الفنان نصري، اعتبر أن اللون عنده أصبح أكثر غنى، وقد تكون المسؤولية أكبر لديه لأنه عرف الحوار مع هذا الملمح الأساسي في الهوية التشكيلية العربية وهو الخط.
الفنان سعيد نصري من مواليد القامشلي عام 1941، عمل فترةً طويلةً في وزارة الثقافة قبل أن يتفرغ للفن، أقام أكثر من عشرين معرضاً فردياً داخل سورية وخارجها، وشارك في معارض جماعية، وأعماله مقتناة في ايطاليا، وهولندا، وبلجيكا، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ودولٍ أخرى.



سانا

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك