«شم النسيم» لقاء التشكيليين السوريين من أجل دمشق

دعوة للجميع لاحترام طبيعة وخضرة الشام

30/نيسان/2008


باعتبار أن المعرفة الفنية عامةً والتشكيلية خاصة معرفة لا يمكن ترجمتها إلا من خلال قراءات متعددة لمدارس واتجاهات وتشكيلات مختلفة، وباعتبار أن الفنان وهو أكثر الأشخاص حساسية يتأثر إيجابياً باحتكاكه المباشر مع من يماثله في العمل ويؤثر في من حوله في الوقت ذاته، ورغم أن تأثيره في المتلقي يعتمد على تنوع ما يطرحه من سويات فنية وأفكار تراعي اختلاف مستويات الثقافة البصرية عند قارىء اللوحة: المتلقي، انطلاقاً من كل ما ذكر، يأتي «شم النسيم» معرضاً تشكيلياً ضم أربعة عشر فناناً: نشأت الزعبي، وسمير الصفدي، ونعيم شلش، وحسكو حسكو، وعدنان عبد الرحمن، وباسل الأيوبي، ومحمد الوهيبي، ومروان جوبال، وإسماعيل نصرة، وهالة الفيصل، وعلي الصابوني، وعدنان حميدة، ويوسف البوشي، بنِتاج فني تجاوز ثمان وعشرين لوحة تحت سقف صالة فري هاند في التاسع والعشرين من نيسان 2008.

في «شم النسيم» تعددت أجيال الفن حيث وقف تلميذ الأمس إلى جوار أستاذه ليقدما معاً وجهة نظر ونتاجاً فنياً أرادوا به، بحسب زعمهم، أن يكون دعوةً لربيعٍ دمشقي لم يعد موجوداً بين قلاع الزحف الإسمنتي الذي طال غوطتها ومساحاتها الخضراء.

ميزة معرض «شم النسيم» -كما يراها الفنان عدنان حميدة- «تأتي من شموليته لمجموعة من الفنانين المعاصرين الذين ينتمون إلى أجيال عدة متباعدة زمنياً ومدرسياً، تجمعها الحداثة بمفهوم المحافظة على خصوصية كل فنان في عمله، وتدرجت اللوحة التشكيلية بين التعبيرية والواقيعة التجريدية ولكن جميعها كانت حداثية».

يضيف حميدة: «مشاركتي اقتصرت على عملين يطرحان مجموعة من الوجوه البشرية المختزلة في الذاكرة البصرية والمفرغة على سطح اللوحة بطريقة مقطعة ومجزّأة وفيها إلغاء للبعد الثالث،حيث لا يوجد هناك خط أفق ومنظور.

 «في هذين العملين خرجت من الإطار اللوني العفني والأخضر الذي اشتغلت عليهما لسنوات وقدمت هنا اللون الأبيض والأسود والأحمر بما يعبر عن اختلاف واضح في انفعالات دواخلي النفسية بين اللوحتين».

جاءت مشاركة الفنان علي الصابوني بلوحتين من أعماله القديمة نسبياً من أواخر التسعينات، وفيهما يقول «أنا أحب الطبيعة، لذا فإن ما قدمته في المعرض هو عبارة عن لوحات لمناظر طبيعية من جزيرة أرواد ومدينة حماة، أشعر من خلال لوحات كهذه أنني أتنفس هواءً نظيفاً ولعلني من يقوم برسم هذا الهواء الذي نفتقده اليوم في المدن الكبيرة».

 فيما يتعلق بالتجمع الفني يقول الصابوني «التجمع على الدوام مفيد لكونه يحرض الفنان ويشكل لديه حافزاً على العمل والإنتاج»، وفي الإطار ذاته يقول الفنان حسكو حسكو «إن ما تقدمه صالة فري هاند مهم جداً لمتلقٍ يمكنه من خلال معرض كهذا التعرف على اتجاهات الفن التشكيلي كافة في سورية من التعبيرية إلى الواقعية والتجريدية والفن الذي يعتمد على الفلكلور والحفر والنحت، وذلك أمر جيد تتأتى نتائجه أيضاً عند المتلقي الذي يتصف باختلاف إمكاناته وقدراته في قراءة اللوحة المعاصرة، ومن هنا فإن الصالة تقدم لكل سويات المجتمع التي ستجد فيها ما تستطيع فهمه».

يتابع حسكو: «إنني مشارك بلوحتين هما إنتاج هذا العام. ليس لدي فلسفة في العمل. أُطلق فقط العنان لمخيلتي فيَخرج أحياناً شيء إسلامي، لغياب المنظور كما يُقال لي، وأحياناً شيء له علاقة بالطبيعة وأنا أهتم في الفن للعناصر المهملة، وأجد أن الإنسان جائر على الطبيعة».

من الجدير قوله أن «شم النسيم» معرض من سلسلة معارض تضطلع بها صالة فري هاند وتقوم على فكرة المشروع، وفي السلسلة يقول الفنان أحمد قطيط «شم النسيم معرض موسمي موجود كتظاهرة في عدد من الدول وهو مرتبط بالفصل المناخي.

«رغم أننا نعمل على مشاريع فنية فكرية إلا أن شعورنا بأن دمشق تحولت إلى كتل وأكوام إسمنتية ضخمة جعلنا أسرى رغبتنا في رؤية لونٍ وطبيعة جميلة وأجواء ومحيط جميل وهواء نقي كما في الماضي، وبناء عليه قررنا أن يكون لكل فصل مناخي معرض والبداية من الربيع. والمعرض دعوة للمحافظة على الطبيعة وربيع دمشق الذي بِتنا نفتقده».



رياض أحمد


اكتشف سورية


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر