سورية المعاصرة معرض تكريمي

25 06

بانوراما التشكيل السوري بين الحداثة والمعاصرة

احتفاءً بفنانيّها، أقامت غاليري أيام في 21 حزيران 2008 معرضاً تكريمياً، لأكثر من 20 فناناً وفنانةً تشكيلية، تحت عنوان «سورية المعاصرة»، والذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري.
جاء المعرض مُنوعاً شاملاً، ضمَّ أعمالاً لأجيالٍ فنية مختلفة، ومدارس، واتجاهات فنية متعددة، فمن التجريدية الغربية البحتة كالتشكيلية سامية الحلبي، إلى التجريدية المحلية الصرفة ذات المستوى العالمي كالفنان عبد الله مراد، إلى الواقعية والتجريبية والرومانسية كالفنانة أسماء فيومي وصفوان داحول، وصولاً إلى أهمُّ فنانٍ تشكيلي قدَّم الحَرف العربي بتشكيل تجريدي جمالي، ومرونةٍ في التعامل مع الكتلة، والفراغ، والظل، والنور، وهو الفنان منير شعراني، ويمكننا أيضاً أن نَذكر من الفنانين المشاركين الفنان يوسف عبد لكي، وأسعد عرابي، وزاهر هلال، وخالد تكريتي، وفادي يازجي، وعبد الكريم مجدل بيك، ونهاد الترك، وحسام بلال، وياسر صافي، وعمار البيك، وتمام عزام، وقيس سمان.
لقد تجاوز معرض «سورية المعاصرة» في مضمونه حدود عنوانه. فهو إضافةً إلى تقديمه أعمالاً فنية قديمة الإنتاج ومُعاصرة في مقوماتها، من حيث التكوين، واللون، والطرح، والتكنيك، ولأعلامٍ كبارٍ في الفنّ التشكيلي السوري، فهو إلى جانب ذلك قدَّم أيضاً جملةً من الأعمال المعاصرة في إنتاجها وطرحها، لعددٍ من الفنانين الشباب. كان هذا من جهة، ومن جهة ثانية قدَّم المعرض بانوراما للاتجاهات والمدارس الحديثة لا المعاصرة فقط، في المشهد التشكيلي السوري. وعليه ما بين المعاصرة والحداثة تم اختيار الفنانين واللوحات.
الفنان عبد الكريم مجدل بيك في معرض «سورية المعاصرة»ومن الفنانين المشاركين عبد الكريم مجدل بيك الذي يقول في مشاركته: «أميلُ في تشكيلي إلى المدارس الحديثة في الفنّ، ونتاجي الفنّي التشكيلي ممكن توصيفه تارةً بالتجريدي، وأخرى بالواقعي، لكوني أشتغل على فكرة الزمن، والأثر الذي يتركه الزمن، وكان خيرُ حاملٍ لهذه الفكرة وأقدرها على التعبير هو "الجدار". فمن خلال الجدران القديمة، استطعت تثبيت الزمن ورسمه، تلك الجدران التي تحمل شحنةً من العاطفة، والكثير من الرموز، والإشارات، التي تدل على فعل الزمن حال جدران "باب توما"، وحقيقةً هذا الجدار بالمعنى التجريدي، يحمل ذاكرة هذه الحارة أو المدينة. ضمن هذا الاتجاه الذي أشتغل فيه على عوامل الحكِّ والتعرية التي يفعلها الزمن، قمتُ بإضافة رموزٍ وإشاراتٍ خاصة بي ومُخزنةٌ في ذاكرتي، بعد أن أعطيتها بُعداً ثانياً، إلا وهو جدار مجدل بيك في النهاية».
ويتابع مجدل بيك «أنا ميّالٌ للمدارس الفنية الحديثة من كونها تعبِّر عن عصري، ومن جهة أخرى الفنان مرهونٌ بمشهده وموقفه البصري الآني، والمعاصر الذي يعمل عليه ويطرحه فنّاً».
الفنان علي الكفري في معرض «سورية المعاصرة»ويجد الفنان علي الكفري بصفته مُشاهداً لا مُشاركاً في المعرض «من حق الصالة أن تحتفل بفنانيها، ومثل هذا النوع من التكريم يشكل حافزاً مهماً للفنان للعمل والعطاء، وأنني لأجدُ في هذا المعرض بعض الأعمال الجديدة، والتي تُعرض لأول مرة، مثل لوحة أسعد عرابي ولوحة سامية الحلبي. وهذا معناه، أن في هذا المعرض شيء جديد والتجديد سمة الفنان المبدع».
ويضيف الكفري «سورية المعاصرة في غاليري أيام، وقد سبقتها صالة السيد منذ عشر سنوات، في العمل على هذا النوع من الأعمال، فما كانت النتيجة؟، فنحن في عالمٍ اسمه العالم الثالث، حيث مُتلقينا يتمتع بأمية فنية قاتلة، بمعنى آخر، نعاني أزمة قارىء لوحة، أزمة تذوّق للجمال التشكيلي بالمعنى الفني. ودليلي في قولي هذا هو معرض «سورية المعاصرة»، والذي انطوى على مجموعة من الفنانين لهم تواجدهم وحضورهم العالمي، ومع ذلك لا نجد جمهوراً وحضوراً يعكس أهمية المعرض. وعموماً هذا ليس بعيب، فنحن ما زلنا نحتاج إلى عقودٍ عدّة لتكريس الفنانة اسماء فيومي في معرض «سورية المعاصرة»حالة تذوّق فنّي توازي حالة النتاج الفنّي المزدهر والمتطور لدينا».
أما الفنانة أسماء فيومي فتجد في المعرض «بانوراما للمشهد التشكيلي السوري، فكل فنان يُعبِّر في لوحاته عن طريقته وأسلوبه الخاص، وعن هواجسه وقناعاته في العمل الفني التشكيلي، ولا ضيم فهذا النوع من المعارض يشكل حالة حوارٍ ما بين الفنانين وما بين الفنان ومُتلقيه».
في حين جاء رأي الفنان والخطّاط منير الشعراني في موضوع المعاصرة والحداثة «بأن جميع الفنون بما فيها التصوير، والنحت، والموسيقى، لها جذورٌ تاريخية. ومع ذلك هي مُعاصِرة بقدر ما تَعامل الناس معها على أساس المُعاصَرة، وبقدر ما استطاعوا أن يجدوا فيها ويضيفوا عليها. أما فيما يتعلق بالخط العربي، فأن مشكلته كانت في خضوعه ولزمن طويل لاعتباراتٍ بعيدة عن الفن وهي اعتبارات القدسية في العهد العثماني. وبالتالي تجربتي قائمةٌ على إعادة البحث والتنقيب بالموروث الخطي ما قبل العثماني، والذي رأيتُ فيه الكثير من الخطوط القابلة لأن تكون مادة معاصرة، فيها منطق غرافيكي، وجمالياتٌ، وإمكانية التركيب، اعتماداً على بُنية الخط العربي التي تسمح لنا بتشكيل لوحةٍ يكون الخط الفنان منير شعراني في معرض «سورية المعاصرة»العنصر الوحيد فيها.
وبالتالي إذا ما استطعنا التعامل مع الحرف بديناميكية توازي ديناميكيته، وبسماتٍ جمالية عامة توازي سماته الخاصة. فإننا بكل تأكيد نستطيع صُنع عملٍ فنّي حديث ومعاصر، يضاهي أفضل الأعمال الفنية المعاصرة».
ويضيف شعراني «يجب أن لا ننسى بأن الحرف العربي تجريدٌ قديم، مرَّ بأطوارٍ مختلفة حتى وصل إلى طور التجريد. من الصورة إلى اللوغوس، ومن بعدها أصبح حرفاً له وظيفة دُنيا وهي التوصيل، ثم تطورت وظيفته إلى أشكالٍ جمالية. ما يهمنا أنه هناك مستقبل كبير للخط العربي في الفنون الأخرى».

رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق