فضاء وليد الآغا

ضوء، حركة، سكون، فراغ، امتلاء وتدرجات لونية
وليد الآغا، قمة الحرفية في التشكيلات الحروفية

فضاء وليد الآغا

تتميز لوحات الفنان التشكيلي وليد الآغا باعتمادها على تقنيات عديدة متباعدة جداً عن بعضها، حيث تبرز اللوحة وكأنها مزيج من تجارب فنية مختلفة تعبر عن مراحل سابقة وحالية وتشير إلى استمرار التجدد في لوحات مستقبلية أيضاً لخلق مزيج فني لافت في أسلوبه.

وربما يسعى الفنان إلى عدم التقيد بتقنيات محددة في أعماله بحثاً عن الغنى والتلون، فيعتمد في بعض لوحات معرضه الأخير الذي أقيم في صالة السيد للفنون التشكيلية، على تقنية الطباعة بالأختام الخشبية وتقنية الرسم والتلوين، بينما نراه ينتقل في لوحات أخرى إلى استخدام أدوات الحفر التي تساعده على التعبير عن هدف اللوحة بصورة واضحة، ولكن رغم هذا الوضوح المتعمد على معالجة اللوحة بتسليط الإضاءة القوية عليها، فإنه يبتكر تقنيات العجائن اللونية السميكة والنائية ويعالجها بصورة فنية غارقة في تجريديتها.

تداخل لوني
وتبدو الألوان متداخلة في بعضها ضمن تدرجات متقاربة في كل لوحة فيمتزج اللون الأصفر مع حروفيات اللون البني وتظهر تقنية التعتيق البعيد عن الإبهار اللوني معمقة وجود تدرجات الألوان الداكنة في معظم اللوحات، خصوصاً وأن المعرض بأكمله يرتكز على الكتابة والمخطوطة العربية واللغة المسمارية التي يعالجها الفنان من جوانب مختلفة، حيث تشير إلى وجود ذاكرة حضارية متعمقة في الوجدان الإنساني ومحملة بالعديد من الرموز التشكيلية. لكنا لا نستطيع اعتبار هذه الرموز باحثة عن زمن الماضي فقط، لأنها تحمل في مدلولاتها الفنية وتعبيراتها اللونية تراث الماضي وعراقته والحداثة العربية بتقنياتها المشغولة بحرفية وإتقان. وهذا ما خلق نوعاً من الحركة في لوحات المعرض بالإضافة إلى لعبة الضوء المسلطة على زوايا اللوحات والتي امتزجت مع تعدد الأساليب التشكيلية مما أوصلها إلى التشابه والاختلاف.

وتتميز تجربة وليد الآغا بوجود إسقاطات الحالة الروحانية الشرقية على اللوحات مما يظهر حوارية فنية مشتركة بين سكونية الأجواء اللونية المعتقة بالألوان الداكنة والخافتة وبين زوايا اللوحة المشتعلة بقوة الإضاءة وهذا ما يبرز قدرتها على تحقيق البساطة والعفوية وامتزاجها مع الغرائبية الفنية التي تتواجد في الأعمال المعروضة.

وتحتل الفراغات مكاناً واسعاً في اللوحة حيث تتوزع الحروفيات في منطقة الزوايا على شكل خطوط متوازية من خلال لون متجانس وتكون المساحات الأخرى مكتظة بالبقع اللونية المتناثرة بشكل عشوائي متوزعة بين الخطوط الحروفية وهي معتمدة على تدرجات اللون الواحد ومتجانسة مع الألوان الأخرى، مما يعمق أسلوب الفنان المشير إلى المدرسة التجريدية المتواجدة في جزء من اللوحات فقط.

الفنان وليد الآغا أقام العديد من المعارض الفردية والمشتركة في فرنسا وأميركا وألمانيا واليابان والكويت ودبي والشارقة ودمشق وحلب واللاذقية. حائز على شهادة تقدير من معرض السنتين العربي في الكويت، وشهادة تقدير من معرض الكونغرس في أميركا، دخلت بعض لوحاته ضمن مقتنيات قصر الشعب الرئاسي والمتحف الوطني في دمشق، إلى جانب دخولها ضمن مجموعات خاصة موزعة في بلدان عربية وأجنبية.

أهم المعارض التي شارك فيها كانت معرض كان سورمير في فرنسا، ومعرض الكونغرس في أميركا، ومعرض الفنانين السوريين في غاليري مونيكابيل في ألمانيا.


ريما الزغير