فضاء سارة شمة

فازت بالجائزة الأولى في مسابقة فن التاريخ الطبيعي في أستراليا
سارة شمة: تسعون في المئة من تاريخ الفن لا يؤثر فيّ

فضاء سارة شمة

فازت الفنانة التشكيلية السورية سارة شمة بالجائزة الأولى في مجال التصوير الزيتي في مسابقة الفن العالمية واترهوس للتاريخ الطبيعي. وتعد المسابقة السنوية الأهم في فن التاريخ الطبيعي بأستراليا. ومن بين 693 فناناً تقدموا للمشاركة في المعرض/المسابقة اختير 102 فناناً، في مجالات التصوير الزيتي، والرسم على الورق، والنحت. ويقام المعرض العالمي في متحف جنوب أستراليا في مدينة أدوليد من 2 آب إلى 7 أيلول 2008 بينما تعرض الأعمال الحاصلة على الجوائز في مقر الأرشيف الوطني الأسترالي من تشرين الأول إلى كانون الأول.

وقد وصفت الفنانة عملها الفائز بالقول: «هي لوحة لوحيد القرن، مرسومة بالألوان الزيتية، ومشغولة بتفصيل في أمكنة، و(فلو) في أمكنة أخرى. أحب هذا الغبش في أمكنة، والوضوح في أمكنة أخرى، كما أن هناك ضربات ريشة سميكة، إلى جوار مساحات تفصيلية ودقيقة، أردت هذا التضاد بين الخشن والناعم. الضربات السميكة تبدو وكأنها نوع من فراغ في اللوحة».

وقلما تخرج شمة عن موضوعها الأثير (البورتريه)، حيث تقول: «أهم ما أراه حولي هو الإنسان، وهو ما أستطيع أن أعطيه القيمة الأكبر»، ذهبت هذه المرة إلى رسم الحيوان، في إطار «فن التاريخ الطبيعي» الذي يعني برسم الطبيعة، وكل ما لم تتدخل به يد الإنسان من نبات وحيوان، وتقول عن ذلك: «رسمت الحيوان ثلاث أو أربع مرات. أحب وحيد القرن، وقد جمعت له كثيراً من الصور. أحب تجاعيد جسمه التي تبدو وكأنها تكبير مجهري لتفاصيل في الجسد الإنساني. دائماً عندي شيء للحيوان، ولكن لم أشبع من الإنسان بعد، لم أستنفد هذا الموضوع، وإن كان هناك بعض التنويع الآن، حيث أعمل على موضوع الأطفال، فتشريح الطفل وعضلاته جديد علي ومختلف، كذلك يأخذني هذا الموضوع إلى موضوعات مجاورة كالأمومة والولادة، وهذا ما سيكون موضوع معرضي القادم في آرت هاوس بدمشق».

وإذا كانت الفنانة ترسم بورتريهات من عقلها، كما تقول، فإنها تضطر في كثير من الأحيان إلى رسم بورتريهات لأشخاص محددين «حين تبدأ الوجوه بالتكرار»، ولكنها أيضاً لا تتردد بالاعتراف بأنها ترسم بورتريهات تحت الطلب «غالباً ما تكون لأشخاص مهمين، من بينهم تجار اللوحة ومقتنيها». وتقول شمة: «صحيح أنها تحت الطلب، ولكنها تفيدني وتضيف إلي، فعادة لا يخطر لك أن تدخل إلى نفس شخص لا تعرفه، هنا تجد نفسك مضطراً إلى الدخول إلى أعماق الشخص المقابل: لابد من علاقة مع الشخص الذي ترسمه، حالة الحب والفهم هما الشيء نفسه، كي أفهم البورتريه ينبغي أن أحبه، أحياناً قد لا تكون الشخصية موضوع البورتريه ممكنة وحاضرة، وعليك أن تلجأ إلى طرق أخرى، أحب مثلاً بوب ديلان، المغني الشهير، منذ كان عمري ثلاثة عشر عاماً أحس أن موسيقاه صنعت من أجلي. تعبير وجهه حقيقي وصادق وخاص وجميل. لقد رسمت له العديد من البورتريهات». يشجعني حديث سارة عن «لوحات تحت الطلب» للسؤال عن أسعارها، فتقول إنها ضعف سعر اللوحة العادية «ذلك لأن مزاجي ليس دائماً مزاج بورتريه». ولما أروح أعتذر عن سؤال كهذا تقول: «إن التقدير المادي يؤكد قيمة اللوحة»، تاريخ الفن لا يعني لك؟ تجيب: «بل قل تسعين بالمئة منه، يؤثر بي الفنان الذي أرى عنده تكنيكاً قوياً وإحساساً وفكراً، أو ربما أحياناً من دون تكنيك ولكن قد ألمس فكرة هي من القوة بحيث تحرك الناس، كما في بعض الأعمال التركيبية». ولا تنسى سارة شمة، في هذا السياق، أن تفتح حربها على التجريد: «إنه الأسهل، لقد وجد التجريد في عام 1910، وكان حينها فكرة جديدة، أما اليوم فأعتقد أنه مجرد حالة تزيينية».


راشد عيسى