فضاء سارة شمة

السورية سارة شمة صاحبة الجائزة الأولى للتصوير الزيتي
تفوقت على 38 مشاركاً من مختلف دول العالم في مسابقة واترهوس الفنية للتاريخ الطبيعي في أستراليا

فضاء سارة شمة

تمكنت الفنانة التشكيلية السورية الشابة سارة شمة مؤخراً من تحقيق إنجاز فني كبير في أستراليا تمثل بفوزها بالجائزة الأولى للتصوير الزيتي في مسابقة واترهوس الفنية العالمية للتاريخ الطبيعي.

وكان متحف جنوب أستراليا قد احتضن الأعمال الفائزة في الرسم والتصوير الزيتي والنحت. وقد أعلن في كل فرع من فروع المسابقة فوز ثلاثة فنانين بالمراتب الأولى والثانية والثالثة، على مدى شهري آب وأيلول الفائتين، لتنتقل الأعمال الفائزة وتعرض في مقر الأرشيف الوطني الأسترالي اعتباراً من شهر تشرين الأول الحالي وحتى كانون الأول المقبل.

سارة شمة تحدثت لـ «الشرق الأوسط» عن إنجازها فقالت: «تعد هذه المسابقة من أهم وأغنى مسابقات فن التاريخ الطبيعي بأستراليا وهي تنظم بصورة مستوية، وفي هذا العام تقدم للمسابقة 693 فناناً من مختلف دول العالم وجرى اختيار أعمال 102 منهم كالتالي: 38 للتصوير الزيتي، و30 للرسم على الورق، و33 للنحت. وقد فزت بجائزة التصوير الزيتي عن عمل حيوان وحيد القرن (الكركدن أو الخرتيت)».

وأضافت سارة: «المسابقة تعنى بالطبيعة من خلال الرسم والنحت، بحيث يترك الخيار للفنان المشارك أن يقدم شيئاً من الطبيعة، سواء كان نباتاً أو حيواناً أو حتى مصادر مياه، والمهم هنا أن لا يكون في العمل شيء إنساني أو فيه تمدن مصطنع. وبالنسبة لي اخترت حيوان وحيد القرن لأنني منذ سنوات أشعر أن هذا الحيوان - ومن خلال صور عديدة له عندي- حيوان مسالم وحزين بشكل دائم، ولذلك رسمته، وعلمت من أحد المهتمين بالفن عبر الإنترنت أن هناك مسابقة تعني بالطبيعة، وقلت إن لدي عملاً يهتم بذلك، فشاركت به وحققت الفوز».

وعن التقنيات التي استخدمتها في العمل، قالت سارة: «العمل عبارة عن لوحة بمقاس متر ومتر و20سم وهي عبارة عن زيت على قماش، فيها ريشة عميقة أحياناً وسطحية في بعض الأحيان، حسب مستلزمات الموضوع. وكذلك هناك توافق بين الرمزية والوضوح والقريب والبعيد في العمل. ولقد ركزت في الرسم على تفاصيل وحيد القرن، وخاصة مسام جلده التي تشبه مسام جلد الإنسان، ورسمت له قرناً وهمياً لأن قرنه كان مقطوعاً في الطبيعة. كذلك عين وحيد القرن تتميز بوجود دمعة دائمة فيها، وهذه خاصية له ركزت عليها، فالمعروف أن أعين الحيوانات تدمع أكثر من الإنسان، وأعتقد أن هذا العمل قد يدخلني مرحلة جديدة هي التركيز على رسم الحيوانات لأن فيها تعبيراً بدائياً وحقيقياً، وهذا ينسجم مع توجهاتي الفنية».

مما يذكر أن سارة شمة تعد من ألمع الرسامات السوريات، خاصة في مجال فن «البورتريه»، وقد حققت منجزات عديدة في هذا المجال، كان أهمها فوزها بالجائزة الرابعة في مسابقة البورتريه العالمية في الصالة الوطنية للبورتريه بلندن في بريطانيا لعام 2004، كذلك فازت بجوائز عديدة، ولها عشرات المعارض الشخصية والمشتركة.

وعن جديدها القادم قالت سارة: «أحضر حالياً لمعرض شخصي في غاليري الآرت هاوس بدمشق خلال شهر أكتوبر الحالي، وهناك أيضاً معرضان قادمان لي في قطر ودبي خلال هذا العام والعام القادم، ومشاركة في معرض مشترك في معهد العالم العربي بباريس تقيمه صالة أوروبيا خلال هذا العام».


هشام عدرة