ضريح خولة بنت الأزور

كانت خولة بنت الأزور من أشجع النساء في عصرها، وهي أخت ضرار بن الأزور، توفيت في العام 35هـ في أواخر عهد الخليفة عثمان بن عفان.

تميزت خولة بنت الأزور بصفات قل نظيرها، فقد كانت فارسة تتميز بقوة وبسالة استثنائيتين، تربت في البادية مع أبناء قبيلتها من بني أسد، ومعهم دخلت الإسلام، ولازمت أخاها ضراراً الفارس المغوار، وشهدت مواقع المسلمين وأبلت فيها بلاءاً حسناً، كما أنها كانت شاعرة مجيدة يمتلئ شعرها بالعبارات الجزلة والصور المهيبة.

أسر الروم أخيها ضراراً، فامتلأت عليه حزناً وكمداً، ولبست ثياب الفرسان وتلثمت ثم نزلت إلى ساح الميدان، ففعلت ما لا يفعله أشد المقاتلين بأساً مما أثار عجب الروم والعرب على السواء، كما حدث في موقعة أجنادين (وهي قرية إلى الشرق من القدس في فلسطين).

ومن مواقفها الرائعة أيضاً، أنها حين أسرت في موقعة صحورا (قرب مدينة حمص، استثارت حمية النساء للنجاة من الأسر، ولم يكن معهن شيء من السلاح، فانتزعن – بمشورة منها – أوتاد الخيام، وقاتلن بها قتالاً شديداً، حتى انكفأ عنهن حرس الروم، وأنقذن أنفسهن من الأسر.

الضريح:
يقع ضريح خولة بنت الأزور ضمن حديقة (خولة بنت الأزور) الحديثة، المقامة بجانب سور دمشق، خارج باب توما على طريق ضريح الشيخ أرسلان، وإلى جانبها نجد ضريح الصحابي شرحبيل بن حسنة. وقد نقل الضريحان إلى هذا الموضع إثر توسيع الطريق سنة 1961م بعد أن كانا عند رصيف الطرف الشمالي لنهر بردى قبالة مكانهما الحالي.

ونقرأ على شاهدة ضريح خولة بنت الأزور النص التالي:
«بسم الله الرحمن الرحيم – هذا ضريح الصحابية الجليلة السيدة خولة أخت ضرار بن الأزور الكندية رضي الله عنها، صاحبة السيرة الكريمة والبطولة المعروفة والجهاد الكبير في التاريخ الإسلامي، توفيت في أواخر خلافة سيدنا عثمان بن عفان. نقل الضريح إلى هذا المكان بتاريخ 25/6/1961 لضرورة توسيع الشارع من مكانه الأول الواقع في رصيف الجهة الشمالية من النهر، وكان قد بنى المرحوم محمود – كلمة غير مقروءة – التركي الحلبي عام 907هـ بجانب الطريق مسجداً صغيراً».

ونقرأ على شاهدة ضريح شرحبيل بن حسنة النص التالي:
«بسم الله الرحمن الرحيم – هذا ضريح الصحابي الجليل سيدنا شرحبيل بن حسنة بن عبد الله بن المطاع بن الغطريف الكندي ويعرف بشرحبيل بن حسنة كانت وحي الرسول (ص) صاحب الجهاد الكبير في التاريخ الإسلامي، توفي رحمه الله في طاعون عمراس قرب القدس مع سيدنا أبي عبيدة بن الجراح عام 18هـ وكان من القادة البارزين في الإسلام. وقد نقل ضريحه إلى هذا المكان بتاريخ 25/6/1961 من موضعه القديم بجانب ضريح السيدة خولة في الطرف الآخر من النهر».

مواضيع ذات صلة: