سلوقوس الثالث


سلوقوس الثالث

ارتقى العرش بعد سلوقوس الثاني ابنه الأكبر اسكندر الذي أطلق على نفسه اسم سلوقس الثالث، وافتتح عهده بأن عهد إلى أخيه انطيوخس (الثالث فيما بعد) بولاية العهد ومهمة حكم مقاطعات شرقي الإمبراطورية من سلوقية دجلة.

ولم تكن مهمة استرداد المقاطعات السلوقية المغتصبة في آسيا الصغرى وجوف سورية بالإضافة إلى سلوقية بيريه (على الساحل السوري) مهمة سهلة، فقد غدت الدولة بعد وفاة سلوقس الثاني في حالة من الضعف والمهانة يصعب معها إجراء تحول جذري في حالتها العامة، ومع ذلك فقد تبين أن عزيمة سلوقس الثالث كانت أقوى من كل الصعاب وأنه ينوي فعلاً استرداد مقاطعاته في آسيا الصغرى، وبدأ سلوقس العمل بتوجيه عدد من قادته إلى مناطق متفرقة من آسيا الصغرى للوقوف على مدى استعداد وجدية مقاومة اتالوس لمحاولاته. ويبدو أن عنف مقاومة اتالوس لحملات سلوقس الثالث الاستطلاعية أقنعه بصواب فكرة قيادة حملة كبرى بنفسه، ولا يُعرف عن هذه الحملة أكثر من أنها خاضت عدداً من المعارك الظافرة، وأن عوامل غامضة لعل واحدة منها دسائس اتالوس دفعت عدداً من ضباتطه بزعامة (نيكانور) إلى دس السم في طعام الملك واغتياله في فروجيه صيف سنة 223ق.م.

وبدا لفترة من الوقت كأن الجيش سائر إلى الضياع بعد مقتل قائده وغياب ولي عهده في بابل، ولكن كفاية قائد الجيش ابيجنس وحزم آخايوس ابن عم الملك القتيل سرعان ما أعادتا تماسك الجيش وحقق الاثنان تراجعاً ناجحاً للجيش السوري عبر ممرات وكمائن الأعداء. وبعد صدور الأوامر بإعدام القتلة نادى الجيش بانطيوخس (الأخ الأصغر لسلوقس الثالث ونائبه في مقاطعات شرق الفرات) ملكاً باسم أنطيوخس الثالث.

مواضيع ذات صلة: