الموقع قيد التحديث وسيتم تشغيل جميع الأقسام قريباً

مشاهد ليلية من حلب في تجربة ثانية للفنان عبد الله الأسعد

أقيم خلال الفترة بين 15-22 من شهر نيسان الحالي 2010 معرض الفنان التشكيلي عبد الله الأسعد بعنوان «مائيات: مشاهد ليلية من حلب» ضمن صالة الأسد للفنون الجميلة. وقد تضمن المعرض الخاص بالدكتور المعماري المحاضر في كليتي الهندسة المعمارية في جامعة حلب وجامعة القلمون 57 لوحة مرسومة بالألوان المائية تمثل مشاهد ليلية مأخوذة من أحياء وحارات مدينة حلب مضافاً إليها خيال وإبداع الفنان الأسعد في تجربة يقول عنها بأنها تهدف إلى خوض غمار مجال مختلف بعيد عن التنافس والمنافسة مع بقية الفنانين في مجال الألوان الزيتية، مضيفاً في تصريحه لموقع «اكتشف سورية» بأن سورية تمتلئ بالعديد من الفنانين التشكيليين المميزين الذي يجيدون الرسم بالألوان الزيتية بشكل كبير ما حدا به إلى سلوك خط مختلف حيث يضيف قائلاً: «أنا أرسم بالألوان الزيتية، ولكن أؤمن بأن هناك عديدين أقوى مني في مجال اللوحات الزيتية ولن أدخل في منافسة عقيمة معهم. قررت لأجل هذا أن أقيم معرضاً بألوان ونمط رسم أمتلكه ولو بشكل جزئي حيث تحتاج الألوان المائية لجرأة وخفة يد، إضافة إلى أن المعارض التي تخاطب هذا الفن قليلة في مدينة حلب إن لم تكن نادرة. ليس الهدف من إقامة المعرض هو إثبات قوتي في مجال الرسم بالألوان المائية بقدر ما هي معرفتي بأنني قادر على إظهار الألوان المائية ضمن اللوحات بالأسلوب الأنسب».

ويتابع الدكتور الأسعد - خريج الجامعات الروسية - بأن دراسته في موسكو ذات التفوق الكبير في مجال الرسم بالألوان المائية والرسم التصويري جعلته يمتلك أدوات اللوحة المائية ما جعله يقرر تقديمها للناس ويضيف قائلاً: «هذا المعرض هو المعرض الخاص الثاني لي، إلا أنني في الوقت ذاته شاركت في الكثير من المعرض الجماعية التي تقام داخل أو خارج سورية في دول مثل إيران وإسبانيا وغيرها. أما عن فكرة المعرض، فالذي دفعني للقيام بها هو رغبتي التي تعود إلى سنين طويلة في رسم مشاهد ليلية لمدينتي التي أحبها - وهي حلب - بالألوان المائية. أعترف أن عملية وضع المتلقي في صورة ليلية لمدينة باستخدام الألوان المائية عملية صعبة، وقد قمت ببروفات وتجارب كثيرة حتى استطعت الوصول إلى هذه المرحلة، لأن الألوان المائية تحتاج لجهد وجرأة وتدريب كبير. العامل الآخر كان محبتي لليل الذي يمثل الهدوء والشاعرية والراحة حيث تكون حركة الشوارع هادئة والسيارات معدومة. هذا المعرض هو دعوة الناس للراحة والسكينة والعودة للزمن الجميل حيث بتنا نضيع في زحمة الحياة».


الدكتور عبد الله الأسعد في معرضه

ويضيف الدكتور الأسعد بأنه يؤمن بمبدأ «بساطة اللوحة» حيث يحاول تقديم لوحة بسيطة ومعبرة لكل من المختص والمتلقي العادي فيها لون حي بعيداً عن التداخلات المعقدة: «أعتبر نفسي فناناً واقعياً يؤمن باللوحة الإنسانية التي يجب أن تحوي جانباً إنسانياً فيها حتى لو كانت تعرض شارعاً أو باباً فحسب».

ويضيف بأنه يعمل على أن يكون له مشروع «مائي» في كل عام منوهاً بأن مشروع هذا العام كان عن «مشاهد ليلية في حلب» في حين قد يكون مشروع العام القادم عن «الأزهار» أو «الوجوه» حيث يكمل بالقول: «سأحاول في كل عام العمل على موضوع معين، لم أختر الموضوع ولكن حالياً هناك عدد من المواضيع التي أفكر فيها. الأمر ليس سهلاً فهناك لوحات أعدت رسمها أكثر مرة حتى ظهرت بالشكل الذي أريده تماماً».

كما التقى «اكتشف سورية» الفنان التشكيلي والنحات رضوان شيخ تراب والذي تحدث عن رأيه في المعرض بالقول: «بالنسبة لمعرض الدكتور عبد الله الأسعد، فإنه تجربته كانت من التجارب المتميزة، عبد الله يملك حساً لونياً جميلاً وتناغماً لونياً مميزاً ضمن لوحاته. كما أن لديه نوعاً من الإضاءة التي يختلقها ضمن اللوحات وبطريقة إبداعية كبيرة. برأيي أن أسلوبه في الرسم أضحى ذا سمة مميزة حيث أنه من المائيين الذي يقومون برسم اللوحات المائية بجودة كبيرة».

ويضيف بأن استخدام الفنان الأسعد للألوان المائية كان فيه مغامرة، لأن اللوحات المائية ذات قدرة تسويقية أقل من اللوحات الزيتية حيث يتابع بالقول: «قام عبد الله بأخذ منحى فني جديد مشابه للمنحى الفني الذي أخذه الفنان عبد الله صابوني والذي حقق نجاحاً كبيراً في موضوع اللوحات المرسومة بالألوان المائية داخل وخارج سورية. إن الرسم بالألوان المائية عملية صعبة جداً وتحتاج لمقدرة كبيرة، لأن اللمسة التي توضع على اللوحة لا يتم التراجع عنها، أما في حالة الألوان الزيتية فيمكن للفنان مسحها أو التلوين فوقها».


من أجواء المعرض

ومن الحضور التقينا الشاب أحمد كردي الطالب في السنة النهائية في كلية الفنون الجميلة والذي قال عن رأيه في المعرض: «إن هذا المعرض هو من المعارض المميزة حيث أن الدكتور عبد الله الأسعد هو فنان حاول توثيق العمارة بالفن ودمج هذين الوجهين ضمن لوحة فنية عن طريق استخدامه الأسلوب المائي والذي هو تقنية صعبة».

ويتابع بأن التجربة التي قدمها الدكتور الأسعد في لوحاته مميزة جداً في إحساسه الكبير وقوة خطوطه والرؤية المنظورية والفراغ، إضافة لتوثيقه لأماكن كثيرة موجودة في مدينة حلب حيث يختم بالقول: «ما لفت نظري لصور المعرض هو دور العبادة والزوايا القديمة التي قدمها الفنان الأسعد بطريقة مميزة لم يقم أحد بها سابقاً سواء بالألوان المائية أو حتى الزيتية».

يذكر بأن الفنان عبد الله الأسعد هو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين منذ العام 1998، درس ومارس الفن واختص في التصميم الداخلي في أكاديمية موسكو الحكومية للفنون التطبيقية حيث حصل على درجة ماجستير في التصميم الداخلي عام 1992 ودرجة دكتوراه في الفنون التطبيقية عام 1997 من نفس الأكاديمية. كما كان للدكتور الأسعد معرض فردي عام 2002، وحاز على العديد من الجوائز في التصميم الغرافيكي والإعلاني.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    من معرض التشكيلي عبد الله الأسعد في صالة الأسد للفنون الجميلة بحلب

    من معرض التشكيلي عبد الله الأسعد في صالة الأسد للفنون الجميلة بحلب

    من معرض التشكيلي عبد الله الأسعد في صالة الأسد للفنون الجميلة بحلب

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق