تكريم علماء الآثار الآباء كاستيلانا وفرنانديز وبنيا وتقليدهم الوسام السامي البابوي

01/شباط/2010

أقام الآباء الفرنسيسكان في سورية حفل تكريم لعلماء الآثار الآباء الفرنسيسكان باسكال كاستيلانا، وروموالدو فرنانديز، وايناس بنيا، وذلك في صالة كنيسة اللاتين بحلب، لتقليدهم وسام الصليب السامي الذي منحهم إياه قداسة البابا بنيديكت السادس عشر باسم الكنيسة والحبر الأعظم، على جهودهم التي بذلوها لمدة خمسة وثلاثين عاماً في دراسة الآثار السورية، وتأليفهم عشرات الكتب والكراسات التي تظهر تلك المناطق الأثرية المهمة في سورية.

في البداية، أكَّد الأب جورج أبي خازن اهتمام هؤلاء الرهبان بدراسة الآثار الواقعة في الشمال السوري في منطقة تزيد مساحتها عن 5500كم2، وتدوينهم تلك المعلومات في كتب يشعر القارئ لها بأن الحياة دبت في تلك المدن المنسية. كما أشار إلى امتلاكهم الإجابة العلمية على الكثير من التساؤلات التاريخية المحيرة، واهتمامهم بتاريخ الرهبان المتوحدين والعموديين، واكتشافهم الميناء النهري الواقع على نهر العاصي، وعدة طرق رومانية ومدن طال البحث عنها، وإحصائهم لتلك المواقع وتوثيقها وتصويرها ورسم مخططاتها وتحديد مساحاتها ومقاساتها الهندسية وفك رموزها.

بعد ذلك، ألقى الأب بييترو باتيستا -حارس الأراضي المقدسة في الشرق الأوسط- كلمةً أشار فيها إلى أن هذا الوسام قد منحه قداسة البابا بمناسبة سنة الكهنوتية لتكريس الأعمال التي قدمها أولئك الآباء الفرنسيسكان خدمة للآثار السورية، مما يدلُّ على اهتمام الرهبنة الفرنسيسكانية بتلك الآثار وحبهم للأراضي السورية الغنية بالحضارة والتاريخ.

وفي كلمة للسيد ماريو تزيناري -السفير البابوي في سورية-، أكَّد سروره بهذه المناسبة مشيداً بالدور المهم الذي قدمه الآباء الفرنسيسكان في الكشف عن المناطق المهمة في سورية، متمنياً أن يتابع الجيل الناشئ تلك الجهود لاكتشاف التاريخ العريق الذي تفخر به سورية.

من جهته، أشار الدكتور محمود حريتاني -المدير السابق لمديرية آثار ومتاحف حلب- في كلمة له إلى سعي هؤلاء الرهبان في دراسة الآثار الموجودة في القرى الأثرية الواقعة في الشمال السوري، وقطعهم عشرات الكيلومترات سيراً على الأقدام في سبيل إحصاء المواقع الأثرية في سورية، مشيراً إلى الدعم والمساعدة اللذين قدمتهما مديرية آثار ومتاحف حلب لهم، منوّهاً في الوقت نفسه بنشاطهم وحبهم للعمل وتأليفهم الكتب التي أرخت لتلك القرى الأثرية.

وقد ألقى الأب باسكال كاستيلانا كلمة المكرمين مشيراً في ثناياها إلى الخمس والثلاثين عاماً الماضية التي جنوا من خلالها حصاداً غزيراً يذكر منه ضريح القديس مارون في براد، وقبور بعض النسّاك المتوحدين، واكتشافهم الآلاف من الكنائس والأديرة وأعمدة العموديين وأبراجهم ومناسكهم وكتابات المغاور. مؤكداً أن منطقة المدن المنسية هي منطقة فريدة من نوعها ولا مثيل لها على الأرض، ففيها واحد وعشرون موقعاً أثرياً تعود إلى القرون المسيحية الأولى، ضمن مساحة لا تتعدى 30كم2، ومشيراً إلى ضرورة الاهتمام بتلك المواقع سياحياً لأنها مصدر غني ووفير لموارد السياحة في سورية، وإلى ضرورة متابعة تلك الاكتشافات من قبل الآخرين المهتمين بالآثار.


بيانكا ماضيّة - حلب
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك