شادن اليافي تعزف في دار الأوبرا بدمشق

15/تشرين الثاني/2009

لا تبخل دار الأوبرا بقاعاتها على أي موسيقي يقدم لها برنامجاً بمستوى مقبول، كما يظهر في الدعم الذي تقدمه بكل إمكانياتها، سواء لحفلات إفرادية أو من خلال عزف جماعي، فمنذ أيام كانت هناك حفلة لعازف الكمان علي مورلي في القاعة المتعددة الاستعمالات، وبعد أيام وتحديدا في 17 تشرين الثاني 2009، هناك حفلة لأمير البزق سعيد يوسف وعازف العود المتميز جوان قره جولي على مسرح الدراما ، ومن ذلك أيضاً الحفلة الإفرادية التي أقامتها الدكتورة شادن اليافي على آلة البيانو مساء الخميس 12 تشرين الثاني 2009، وغير ذلك من الأمثلة.

حفل رومانسي على البيانو:
في الحقيقة، إنها مغامرة لا يستهان بها أن يقدم الموسيقي حفلة صولو على آلة واحدة لمدة ساعة وأكثر، فذلك يتطلب جهداً كبيراً واختياراً للمقطوعات الموسيقية بدقة لجذب المتلقي للإصغاء، وهذا ما فعلته د. اليافي في الحفلة التي قدمتها دار الأسد للثقافة والفنون على مسرح الدراما مساء الخميس الماضي 12 تشرين الثاني 2009، حيث اختارت عازفة البيانو د. شادن مقطوعات رومانسية كتبت خصيصاً لآلة البيانو.

بدأت الأمسية بست سوناتات لدومينيكو سكارلاتي وهي: سوناتا رقم 33 مقام سي مينور، سوناتا رقم 457 مقام دوماجور، سوناتا رقم 483 مقام لاماجور، سوناتا رقم 413 مقام ره مينور، سوناتا رقم 423 مقام ره منيور، سوناتا رقم 104 مقام دو ماجور. وسكارلاتي مؤلف استثنائي في عالم الفن، عاش في عصر الباروك واستطاع أن يصنع من قالب السوناتا الصارم ذي الجزأين أكثر من 500 سوناتا تدفقت بأنغام وإيقاعات لا حصر لها، مبشرة بعصر من العذوبة والمتعة والتألق والحيوية، وبعض هذه السوناتات التي وضعها تتميز بحرية تشبه الارتجال وتتضمن ألواناً من الهارموني الجريء وبعضها الآخر يبدي حنيناً شاعرياً يحرك قلب السامع ويذهله بأنغامه البريئة التي تتواثب كأنها وهج.

أما العمل الثاني فكان لبيتهوفن وهو سوناتا رقم 18 مقام بيمول ماجور من أربع حركات (سريعة، سكرزو، منويت، سريعة جداً)، حيث التزم بتهوفن في سوناتاته المبكرة بنماذج سوناتات هايدن وموتزارت للبيانو ولكنه استطاع بالتدريج أن يستنبط أسلوباً ولغة خاصين به، بعد أن أحسن التعبير عن النواحي الفردية المتميزة في شخصيته، ومنذ المصنف 26 نستطيع أن نلاحظ مدى الجهد الذي بذله بتهوفن في التخلص من الأطر الكلاسيكية للسوناتا، وكذلك في السوناتا الشبيهة بالفانتازيا والمسماة ضوء القمر كما يظهر في قريبتها السوناتا مصنف 27.

واختتمت الدكتورة شادن اليافي الحفل بثمان مقطوعات للبيانو للمؤلف روبرت شومان بعنوان «كرايزلريانا»، وكتب شومان هذه السلسلة من المقطوعات لحبيبته عازفة البيانو المؤلفة كلارا فايك حيث بعث برسالة لها يقول فيها: «لقد أنجزت سلسلة من المقطوعات الجديدة سميتها كرايزلريانا، أنت وأفكارك تسيطران عليها تماماً وأريد أن أهديها لك، هي لك لا لأحد سواك، وإذاً سوف تبتسمين بتلك الرقة التي لا يملكها أحد غيرك وتقدرينها حق قدرها، يبدو لي أن موسيقاي الآن أصبحت رائعة بسيطة جداً ونابعة مباشرة من قلبي».

قدمت الدكتورة اليافي هذه الأعمال برقتها المعهودة حيث طغت الرومانسية على أجواء الحفل، وتركت أثراً جميلاً عند الحضور.

الدكتورة شادن اليافي في سطور:
نالت شادن اليافي شهادة الدكتوراه في الموسيقى من جامعة بوسطن حيث منحتها الهيئة التدريسية جائزة العميد للتفوق الأكاديمي، كما منحتها العضوية في مجلس الشرف الموسيقي الأمريكي عام 2006. تحمل أيضاً شهادة الماجستير في العزف على البيانو ودبلوماً في الدراسات العليا في البيانو من كلية لونجي للموسيقى في بوسطن، درست شادن في المعهد العالي للموسيقى وعزفت بشكل منفرد عدة مرات مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وفرقة موسيقى الحجرة كما أقامت العديد من الحفلات الإفرادية في سورية وأمريكا. عملت أستاذة للموسيقى في جامعة تافتس وجامعة بوسطن ومعهد بروكلين للموسيقى في أمريكا، كما درست في المعهد العالي للموسيقى في دمشق. طبعت أطروحتها في الدكتوراه مطلع عام 2009 في دار نشر فيرلاغ مولر وهي عن تعاليم علم الجمال الموسيقي في جامعات الدراسات العليا. تحمل شادن إجازة في الصيدلة من جامعة دمشق وتعمل حالياً خبيرة موسيقى في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون.


إدريس مراد
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
قيس:
ملاحظات الصحفي ادريس هي نقل حرفي لمحتويات النشرة المرفقة التي كتبتها الدكتورة شادن اليافي يبدو انه ليس لديه اي شيء يقوله عن الحفلة الرائعةالتي لا يمكن مقارنة مستواها باي حفل آخر في الدار