14/كانون الثاني/2009
بعث السيد الرئيس بشار الأسد برقيةَ تعزية إلى فخامة الرئيس ميشال سليمان -رئيس الجمهورية اللبنانية- بوفاة المرحوم منصور الرحباني، عبَّر فيها -باسم الشعب العربي السوري وباسمه- عن أخلص التعازي وصادق المواساة للرئيس سليمان ولأسرة آل الرحباني، مشيداً بما تركه هو وشقيقه الراحل عاصي من إرثٍ غنائي ومسرحي سيظلُّ ماثلاً في أذهان جميع محبيهما لأجيالٍ عديدة.
توفي منصور يوم الثلاثاء 13 كانون الثاني في بيروت، ليغيبَ بوفاته الركنُ الثاني من أسطورة «الأخوين رحباني» بعد 23 عاماً من غياب ركنها الأول عاصي رحباني. وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شقيقه الأصغر إلياس أن منصور -الذي توفي عن 83 عاماً- قد أوصى بأن يدفن في نعش مصنوع من خشب المسرح الذي شهد مسرحياته الموسيقية، وأضاف أن الدفن سيكون يوم الجمعة المقبل.
شكَّل منصور المولود في بلدة إنطلياس عام 1925 مع شقيقه عاصي علامةً فارقة في الموسيقى العربية، منذ استقالة الأول من الشرطة وتفرغه مع شقيقه لتقديم لونٍ فني جديد في الإذاعة اللبنانية عام 1945، متجاوزين مشاعر الأنانية والفردية عبر اعتماد تسمية «الأخوين رحباني». وقد ألف عاصي ومنصور عدداً من الأعمال الفنية بينها «سبع ومخول» وذلك قبل اقتران عاصي عام 1955 بنهاد حداد التي عُرفت لاحقاً باسم «فيروز»، وبعدها شكَّل الثلاثة الثلاثي الرحباني الجديد.
ومن بين أشهر الأغاني التي كتب منصور كلماتها وغنتها السيدة فيروز ونقلتها لأصقاع العالم بصوتها «سألوني الناس»، و«حبيتك بالصيف»، و«بحبك يا لبنان».
كتب الرحباني للمسرح في الوطن، والأرض، والتاريخ، والمستقبل، وللفقراء البسطاء، واهتم بالفولكلور اللبناني اهتماماً خاصاً، وناصر القضايا العربية الكبرى، فكانت لديه أغنياتٌ لفلسطين منها «زهرة المدائن»، و«سنرجع يوما»، و«جسر العودة». وقدم الرحبانيان الكثير من المسرحيات الغنائية وخصوصاً تلك التي كانت تُعرض في المهرجانات اللبنانية في بعلبك «أيام فخر الدين»، و«جبال الصوان»، و«ناطورة المفاتيح»، و«قصيدة حب». كما قدما ثلاثة أفلامٍ سينمائية هي «بياع الخواتم»، و«سفر برلك»، و«بنت الحارس»، بالإضافة إلى المئات من الأغاني التي أثْرت المكتبة الموسيقية العربية والعالمية.
الظاهرة الرحبانية الإبداعية التي طالما فتحت لها سورية آفاقها شعباً وإعلاماً وثقافةً واعتزت بإبداعها الذي لم ينضب أبداً، فكرَّمتها مراراً بشخص سيادة الرئيس بشار الأسد، كما كرَّمها الرئيس الراحل حافظ الأسد. وكان لكلِّ تكريمٍ شأنه الكبير ومحافله العديدة، وكان آخره في احتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية عام 2008.
|