فسح المجال لمخرجين السوريين تقديم مشاريعهم المسرحية للجمهور 03/كانون الأول/2008
قدَّمت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عرضاً خاصاً بالصحفيين لمسرحية «عربة اسمها الرغبة» من تأليف الكاتب الأمريكي تينسي وليامز ومن إخراج وسينوغرافيا الفنان غسان مسعود، وذلك على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون.
تدور أحداث المسرحية عن المجتمع الأمريكي إبان خروجه من الحرب العالمية الثانية وعن أزمته الاقتصادية، وذلك عبر شخصية بلانش ابنة الطبقة الإقطاعية الجنوبية المفلسة، والتي تهرب من استغلال المجتمع الذكوري لها، لاجئةً إلى بيت أختها ستيلا المتزوجة من ستانلي الذي يُشكل مع أصدقائه نموذجاً لطبقة المهاجرين الجدد، فتصطدم بلانش بعالم ستانلي الواقعي على الرغم من محاولتها اليائسة أن تجد لنفسها مكاناً في هذا المجتمع الجديد.
اعتمد غسان مسعود في هذا العرض أسلوب الواقعية الأمريكية، مركزاً على غير عادته على نقل النص في صيغته المتحفية، كما أنه لجأ إلى خيار اللغة الفصحى لإيجاد معادل للبيئة الأمريكية في أربعينيات القرن الفائت، وذلك ساهم في تقديم النص كأيقونة بصرية خالصة، إضافة إلى السينوغرافيا التي صممها المسعود وكانت سبباً آخر في إغلاق عمق المسرح والحفاظ على حذافير الفترة التي كتب فيها تينسي ويليامز مسرحيته، في ظروف نفسية معقدة أثرت من خلال ما قاله ويليامز على كتاباته التي يعتبرها صدى لذاته التي تأثرت بالمجتمع الأمريكي الناهض نحو رأسماليته.
وعن أسباب اختياره لمسرحية تينسي ويليامز، قال مسعود في تقديمه للعرض على «بروشور» العمل: «إنها أمريكا التي نعرفها، وهذه مسرحية لأحد كُتّابها، أمريكا هذا البلد الذي نعرف الكثير عن كُتّابه، وشعرائه، وسينمائييه، وعلمائه، وفنانيه، ولا أعرف على وجه الدقة إن كان الناس في ذلك البلد يعرفون عنا نحن في المشرق الكثير أو القليل».
وأضاف مسعود «لا أعرف إن كان الأمريكيون معنيين بمعرفتنا،فهناك سوء فهم أو أكثر من سوء الفهم، وقد يكون قصدياً أن ينظروا إلى مشرقنا بمنظار السياسة والمصالح السياسية فقط، وسيكون مؤسف جداً إذا أثبتت التجارب أنّ هذه النظرة أدت إلى خسارات مشتركة بين الشعوب على المستوى الحضاري والإنساني».
يُذكر أنّ العرض من تمثيل باسل خياط، وسلافة معمار، وسوسن أرشيد، ومكسيم خليل، وغسان عزب، ورنا شميس، وجمال سلوم، ومي مرهج، والعرض يندرج ضمن العروض التي أنتجتها الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية منذ بداية العام، وذلك لتفسح من خلالها المجال لعدد من المخرجين السوريين تقديم مشاريعهم المسرحية للجمهور.
|