الأوس للنشر

أحلام العويّد: تذوقت الشعر في سن مبكرة

تميزت برسم الوجوه البشرية في لوحاتي الفنية

16/أيلول/2008

من مدينة حمص تطل علينا أحلام العويد الشاعرة والفنانة التشكيلية التي تعمل مدرسة لمادة الرسم في مدارس دمشق. كتبت أحلام الشعر في سنّ مبكرة من حياتها وتأثرت كثيراً بالشاعر اللبناني المغترب جبران خليل جبران، حيث قرأت له معظم نتاجاته الشعرية والأدبية.

وإلى جانب الشعر ظهرت موهبة أخرى عند أحلام وهي الرسم في المرحلة الإعدادية، فأخذت تُنمي هذه الموهبة بالدورات التدريبية والمشاركة بالمعارض المدرسية، وبعد حصولها على الثانوية العامة انضمت إلى معهد أدهم إسماعيل وكرست موهبتها من خلاله.

ماذا عن طبيعة عملك؟ ‏

أعمل حالياً مُدرّسة لمادة الرسم منذ عدة سنوات وأمارس هواياتي الأخرى في أوقات الفراغ ومنها نظم الشعر والكتابات الأدبية والنقدية والتحضير للمعارض التشكيلية.

هل تجدين متعة في التدريس؟ ‏

بالطبع، ولولا ذلك ما كنت رضيت على نفسي أن أعمل في هذا المجال، خاصة أنني أدرس لطلاب المرحلة الإعدادية في أكثر من مدرسة بدمشق مادة الرسم التي عشقتها منذ صغري ووجدت نفسي فيها. وجميل أن يكون الإنسان في الموقع الذي يحبه لأنه بالتأكيد سوف يعطي أكثر للآخرين من تجربته وإبداعه.

لماذا إذاً لم تدخلي كلية الفنون الجميلة؟ ‏

بكل أسف قدمت أوراقي المطلوبة للقبول وخضعت لامتحان عملي وكنت أراهن على قبولي في الكلية، ولكن وكما يعلم الجميع، المقاعد محدودة لعدد معين من المتقدمين، وباختصار لم أجد اسمي في قائمة المقبولين فلم أتأثر بذلك لأنني أعرف مقدار موهبتي فقررت أن أعوض عن ذلك بانضمامي إلى مركز أدهم إسماعيل، وهو لاشكّ مركزٌ مهمٌ جداً، حيث أفدت منه كثيراً خلال الأشهر التي قضيتها فيه. وتكرست موهبتي أكثر وأعتقد أن هذا المركز لا يقل أهمية عن كلية الفنون الجميلة .

ما هي طبيعة الرسومات التي كنت ترسمينها في أيام المدرسة الإعدادية؟ ‏

في الواقع كنت أرسم وجوهاً طفلية وأخرى بشرية بشكل متميز، الأمر الذي لفت انتباه أساتذتي في المدرسة فأخذوا يشجعونني ويتابعون موهبتي المبكرة وعندما أصبحت في الصف العاشر صرت رائدة في الرسم على مستوى ثانويتين، ومن هنا بدأت أفكر بالدخول إلى كلية الفنون الجميلة حيث عملت عدة معارض خاصة بي، ولاقت هذه المعارض ثناءً من قبل المعنيين بالفن التشكيلي ممن شاهدوا تلك المعارض بالمدرسة التي كنت طالبة فيها وأذكر هنا أنني احتفظ بالكثير من هذه الرسومات التي رسمتها بالقلم الرصاص وفي مرحلة لاحقة صرت أستخدم الفحم والألوان.

انتقل معك إلى هواية الشعر وأسألك متى بدأت كتابته؟ ‏

لن تصدق إذا قلت لك أنني كتبت أولى قصائدي وأنا في الثاني الإعدادي، وقد ترددت في البداية أن يقرأها غيري ولكني تشجعت وطلبت من أستاذ اللغة العربية أن يعطيني رأيه فيها وعندما قرأها ربت على كتفي وقال لي: "يبدو أن في داخلك شاعرة"، وهذا كان كافياً لأن استمر في كتابة الشعر، خاصة أنني كنت أتذوقه منذ صغري وترسخت موهبة الشعر في داخلي بعد أن بدأت بقراءة العديد من الشعراء وكان أبرزهم جبران خليل جبران الذي أعجبت بشعره ونثره وكتاباته المختلفة فنظمت الشعر النثري وقصيدة التفعيلة وغلب على معظمها الغزل، أقول في مطلع إحدى قصائدي:

لعمري ما كنت أفكر بشيء ملياً إلا بما هواه القلب بأسرار حُب مثالية ‏
ولم أقف عند الشعر فقط بل اتجهت أيضاً للكتابات الأدبية والنقدية ونشرت الكثير منها في عدد من الصحف والمجلات الخليجية.

الكتابة في عمومها. ماذا تعني لك؟ ‏

أنا أحس أن في داخلي أشياء كثيرة لا تتم ترجمتها إلا بالكتابة، ومن هنا كانت الكتابة رفيقتي منذ يفاعتي وشكلت لي نوعاً من التعبير عن ذاكرتي إلى جانب الرسم، فالكتابة تجعلني أفرغ شحناتي الإيجابية منها والسلبية ولكنها في النهاية تشكل لي متنفساً أستطيع من خلالها أن أجد نفسي وأحس بقيمتي كإنسانة.

باعتبارك تعملين معلمة لمادة الرسم في مدارس دمشق، كيف تتعاملين مع هذه المادة في ظل الإهمال لها منذ سنوات عديدة؟ ‏

بكل أسف ما تقوله صحيح، هناك إهمالٌ لمادة الرسم في معظم مدارس سورية خاصة أن معظم الذين يتولون تدريسها من المعلمين والمعلمات هم من غير المتخصصين بهذه المادة وليس لهم علاقة بالفن التشكيلي لا مِن قريب ولا مِن بعيد، ومن هنا يتعاملون مع هذه المادة بنوع من الاستسهال وقد يستبدلونها بدروس أخرى هذا من جانب، ومن جانب آخر لا يوجد اهتمامٌ كبير من قبل الأهل أنفسهم تجاه الموهوبين من أولادهم خاصة أن الطفل المبرز في الرسم يظهر للعيان ويعلن عن نفسه بتعلقه بالرسم على الدفتر والحائط والحقيبة التي يحملها وغير ذلك.

بالنسبة لي أنا أولي اهتماماً كبيراً لتدريس هذه المادة على أصولها وأحاول أن اكتشف المواهب عن قرب وأشد على أيديهم وأتابع أعمالهم وأشجعهم وألفت نظر أهاليهم للاهتمام بأولادهم فالرعاية والاهتمام تصل بالطفل إلى الشيء المراد.

كيف تكتشفين الموهوبين في الرسم؟ ‏

قد تستغرب إذا قلت لك أنني وبمجرد رؤيتي لدفتر الطالب أعرف إن كان موهوباً أو غير ذلك، فالطالب الموهوب يهتم بدفتر الرسم ويحمل في حقيبة المدرسة كل الأدوات اللازمة لممارسة فن الرسم ويزداد يقيني بهذا الموهوب عند شرحي للدرس وإعطاء بعض الملاحظات حيث أجده صاغيا لي بشكل لافت، بينما الطلاب الذين ليس عندهم ميل للرسم تجدهم يتحدثون مع زملائهم ومهملون لدفاترهم وليس في حوزتهم الأقلام الملونة ويؤدي واجبه رفع عتب ليس أكثر.

كيف تصفين نفسك من خلال كونك شاعرة وتشكيلية؟ ‏

أنا فتاة رومانسية إلى أبعد الحدود وينعكس ذلك على عملي كمدرسة وتشكيلية ومشروع شاعرة، وهذه الرومانسية تتيح لي أن أعيش في عالم خاص من الخيال والإحساس الجميل وبالمقابل أحب الوحدة وأكره الثرثرات النسائية وأعشق لغة العيون التي نستطيع من خلالها أن نعبر عما في داخلنا دون استخدامنا للكلام أو التعامل الحسي، فالعيون في رأيي هي علامات واضحة تحتوي على كل المعاني والعبر والشفافية فهي مفتاح قلب الإنسان والمدخل الرئيس لكل ذات الإنسان وجوانبه الداخلية ومن خلالها نكتشف بسهولة ماهية الإنسان الآخر. وقد نظمت الكثير من الشعر عن تلك العيون وأثرها الإيجابي في حياتنا.

أخيراً ماذا عن طموحك؟ ‏

أنا أتمنى أن أصبح شاعرة مشهورة يُشار إليها بالبنان، وأطمح بالمقابل أن تقام لي معارض تشكيلية في أكثر من دولة عربية فالشعر والتشكيل يظلان على الدوام الأمل الذي أعيش من أجلهما.




تشرين


مواضيع ذات صلة
- نزيه أبو عفش: من حسن حظ الشعراء العرب أن درويش مات
في مهرجان ثقافي «تحية إلى روح الراحل الكبير محمود درويش»

- مهرجان السنديان الثقافي الثاني عشر
استضافة نخبة من الشعراء السوريين والعرب والأوربيين

- ندوة نقدية تكريمية للمبدع الراحل الشاعر عبد الرحيم الحصني
- قصائد عربية لدمشق
مدينة الحب والتسامح والتآخي والسلام

- إعلان نتائج مسابقة شعرية في المركز الثقافي بتل أبيض
- شعراء في الظل نشاط أدبي دوري لاكتشاف المواهب
خروج عن النمط الكلاسيكي والجمهور هو الحكم


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
عبد السلام العجيلي
عبد السلام العجيلي
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر