نزيه أبو عفش: من حسن حظ الشعراء العرب أن درويش مات
21 09
في مهرجان ثقافي تحية إلى روح الراحل الكبير محمود درويش
في الذكرى الأربعين لصديقنا لن أسمح لنفسي قول كلمة رثاء واحدة، بهذه العبارة افتتح الشاعر السوري نزيه أبو عفش أمسيته الشعرية مساء أول من أمس الجمعة التي جاءت ضمن المهرجان الثقافي الفلسطيني الرابع، الذي اختتم مساء أمس تحت شعار «تحية إلى روح الراحل الكبير محمود درويش»، وأردف أبو عفش لأن ذلك سيلزمني استخدام كلمة كان.
هذه الكلمة القاصمة التي لا تعني إلا شيئاً واحداً، أنّ محمود درويش لم يعد موجوداً وهذا ما لم أستطع تصديقه حتى هذه اللحظة، ويشدد أبو عفش «بل ما زلت أشعر أن هنالك التباساً ما قد حصل في مكتب إدارة أعمال السموات وأن هذا الالتباس ما زال ممكن التصحيح»، ويؤكد أبو عفش صديق درويش مستدركاً «لن أفاجأ إذا قابلت محمود درويش ذات يوم».
شيء آخر لن يقترحه أبو عفش في تقديم الأمسية الشعرية «لن أقترح دقيقة صمت حداداً لأن الصمت لا يليق بمحمود درويش الذي تعلمنا إلى جانبه آداب القول وليس آداب الصمت»، ويرى أبو عفش مختتماً كلمته التقديمية أن «دقيقة الصمت تليق بالأدعياء الأصدقاء والأدعياء الذين قال: يحبونني ميتاً، كي يقولوا لقد كان منا وكان لنا».
ورداً على سؤال على هامش الأمسية ما قبل الختامية في المهرجان الثقافي الفلسطيني الرابع الذي أقيم في المركز الفلسطيني للثقافة والفنون في مخيم اليرموك، صرّح نزيه أبو عفش «إنه من حسن حظ الشعراء العرب أن محمود درويش مات، الآن أصبح بإمكانهم أن "يبلعطوا" كيفما شاؤوا»، ويستدرك أبو عفش «هذا إن كان صحيحاً أن محمود درويش مات» وخاطب أبو عفش ثلة من الصحفيين قائلاً: «من رآه منكم فليذكره. لقد وعدني أن يبعث لي مشروباً ولم يفعل حتى الساعة».
وكان أبو عفش ابتدأ أمسيته «الصلاتية» بقصيدة محمود درويش «جنازة لشخص غريب» واختتمها بقصيدة أخرى لدرويش «كما لو فرحت» من ديوانه الأثير «كزهر اللوز أو أبعد»، وما بين القصيدتين راح أبو عفش حيناً يتفرس الوجوه مدققاً كأنما كان يبحث عن درويش حاضراً بينهم وحيناً آخر يريد أن يقبض على كل واحدٍ منهم: هل صحيح أن محمود درويش مات؟!
لينغمس بعدها في إلقاء قصائده المختارة للأمسية باحتفائية أقرب للطقوس المسرحية، أداء تعبيرياً يعطي للكلمة مساحة تسبح في الفضاء، وينتظر سماع رفرفتها ويمنح عباراته وقع الصدى ليتذوقها بكامل رائحتها.
الوطن