فرانسوا رباط

من مواليد حلب عام 1931 لعائلةٍ موسيقية حلبية، حيث اكتشف الكونترباص، الكمان الأجهر، في عمر الثالثة عشر مبتدئاً بتعليم نفسه العزف عليه. عندما انتقل مع عائلته إلى بيروت وقع بين يديه بمحض الصدفة نسخة من كتاب إدوار ناني التعليمي لهذه الآلة عند أحد الخياطين فشرع في التعلم بواسطته بالرغم من الصعوبات الكبيرة الناجمة عن عدم تمكنه من قراءة التنويط الموسيقي وكذلك الفرنسية لغة الكتاب.


بعد عشر سنوات من العمل في بيروت انتقل فرانسوا رباط إلى باريس حيث التحق بالكونسرفتوار لفترة ليست طويلة إذ اكتشف تميزه الكبير عن أقرانه التلاميذ بل وعن أساتذته أيضاً.


خلال إقامته في باريس اكتسب معيشته من مرافقة فنّانين ذائعي الشهرة مثل جاك بريل، وشارل أزنافور، وجيلبير بيكو، وميشيل لوجران، وغيرهم. و في عام 1963 سجّل ألبومه أول ألبوماته العديدة كعازف كونترباص منفرد، وأصبح ألبومه «Bass Ball» من تسجيل فيليبس أحد أشهر تسجيلات تلك الحقبة.


اعتباراً من 1964 انشغل بشكلٍ أساسي بالتأليف الموسيقي للسينما والمسرح، كما شرع في نفس الوقت بالمشاركة كعازف منفرد في الحفلات الموسيقية في فرنسا أولاً ومن ثم في كافة أرجاء أوروبا، و أقيمت أولى حفلاته في الولايات المتحدّة في قاعة كارنيجي عام 1975.


يستمد فرانسوا ربّاط مفرداته من رفضه لقبول المحددات التقليدية، وهو قادر على استقطاب جمهور مستمعيه عند عزف مؤلفاته أو عند أداء مقطوعات كلاسيكية لمؤلفين عالميين وذلك لكونه موسيقياً مميزاً وعازفا مبدعا.


في عام 1978 اجتمع فرانسوا بعازف الكونترباص الأميركي الشهير فرانك بروتو، وتولدت بينهما صداقة متينة، كلاهما رفض الحدود المصطنعة بين أنماط الموسيقى المختلفة كالكلاسيكية والجاز وموسيقى الشعوب، وكلاهما كانا مرتاحين لعزف موسيقى الحجرة في حفل موسيقي رسمي، ومن ثم الارتجال مع موسيقى الجاز في اليوم الذي يليه. في عام 1980 كلفت فرقة سين سيناتي السيمفونيّة فرانك بروتو بتأليف كونشرتو للكونترباص ليعزفها رباط، وأطلقت كنتيجة لذلك الكونشرتو الثانية للكونترباص والأوركسترا
«No 2 Double Bass and Orchestra Concerto»

وذلك في سين سياتي عام 1981، وبعد عامين طلبت فرقة هيوستن السيمفونية من بروتو كتابة عمل آخر لربّاط فكتب الفانتازيا للكونترباص والأوركسترا التي أديت لأول مرّة في عام 1983، ومن ثم عزفت في أرجاء المعمورة. أما تعاونهما الثالث فكان في فانتازيا كارمن للكونترباص والبيانو عام 1991، وطوّر العمل للعزف مع الأوركسترا في العام 1992، كما سجلت كافة هذه الأعمال، و آخر نتاج لتعاونهما فهو:
«Four Scenes after Picasso- concerto No3 for Double Bass and Orchestra»

طوّر رباط طريقة جديدة للعزف على الكونترباص وقدمها في كتابه «تكنيك جديد للكونترباص» من ثلاثة أجزاء.


يمكن مقارنة أهمية فرانسوا رباط في مجال تطوير العزف على الكونترباص بالدور الذي لعبه باغانيني في تطوير العزف على الكمان حيث كرّس الكمان كآلة إبداع موسيقي منذ بداية القرن التاسع عشر، في حين بقي العزف على الكمان الأجهر، الكونترباص مهملاً، وتطلب تفعيل دور هذه الآلة ذات الصوت الرخيم في عائلة الوتريات فناناً مميزاً هو فرانسوا ربّاط.