فضاء وليد الآغا

لوحات وليد الآغا، حروفية معاصرة

فضاء وليد الآغا

منذ اكتشف الفنانون العرب سر الحرف العربي وقدرته الروحية الكبيرة وهم يعيدون تشكيله داخل أعمالهم بطرق خاصة تمنح لوحتهم الكثير من ألقه وتعطي الحرف امتدادات وتجليات لا نهائية بعيداً عن الوظيفة اللغوية، وعلى امتداد الوطن العربي هناك مجموعة من التجارب التي أغنت الحروفية في الفن التشكيلي، نذكر منهم السوري محمود حماد، والعراقي حسن شاكر آل سعيد، والتونسي نجا المهداوي والجزائري رشيد القريشي، ومن المبدعين المميزين أيضاً الفنان السوري وليد الآغا الذي يقيم أحدث معرض له هذه الأيام في صالة السيد للفنون الجميلة بدمشق مقدماً مجموعة كبيرة من أعماله الفنية التي تقوم على قراءة الحرف بنيوياً وتشكيلياً وإعادة صوغه داخل نسيج اللوحة بطريقة خاصة.

يمكن رصد مجموعة من المسارب داخل كينونة اللوحة الحروفية، منها حضور الحرف بكامل بهائه ووضوحه وأحياناً انتمائه إلى أنواع الخطوط التقليدية المعروفة لكن بطريقة تجعله جزءاً أساسياً من اللوحة، لكن ثمة حضور للحرف العربي بأسلوب خاص يسجل للفنان وليد الآغا وهو البحث عن تقاطعات بين شكل الحرف وما يحيط بنا من وجوه ومنازل وأبواب ونوافذ وتقديم أعمال تقوم على تلك العلاقة بحيث يتحول الحرف بطواعية لافتة إلى تكوين حياتي، وكذلك بالعكس تتحول التكوينات إلى أشكال تحيل إلى الحروف بشكل غير مباشر، وهنا تكمن إحدى أهم المداخل الأساسية لتجربة الفنان وليد الآغا في قدرتها على التقاط التقاطعات بين العنصر البصري والعنصر الحروفي وإعادة تشكيل كل ذلك داخل نسيج لوحة فنية تبقى راسخة في الذاكرة بتميزها وتمايزها.