فضاء ريما سلمون

في معرض «رؤى نسائية» حوارية أنثوية فنية بين سوريا وأميركا

فضاء ريما سلمون

«إلى النساء السوريات، وإلى الفنان في داخل كل منا»، بهذه العبارة ابتدأت مارغريت سكوبي سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا، تقديمها لمعرض «روافد نسائية ـ رؤى نسائية» الذي أقيم بالتعاون مع المركز الثقافي الأميركي في دمشق ووزارة الثقافة السورية، وشاركت فيه عشر فنانات من سوريا واثنتان من الولايات المتحدة الأميركية. بين المشاركات نحاتة وحفارة ومصورة ضوئية وسبع مصورات يشتغلن على تقانات لونية زيتية ومائية.

المعرض بشكل عام، يمثل حواراً فنياً أنثوياً دافئاً بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية، حوار جاء ضمن إطار سلسلة من النشاطات التي يقوم بها المركز الثقافي الأميركي في دمشق. الموضوع الرئيسي لكافة أعمال المعرض هو المرأة، فالنحاتة الشابة "سوزان عبود" شاركت بثماني منحوتات صغيرة منفذة من الخشب والحجر الصناعي، ترصد فيها حركات ووضعيات أنثوية، في حالات الحب والقلق والولادة، نفذتها بنوع من الواقعية التعبيرية، تجنح أحياناً نحو نزعة تزيينية غير مستحبة في العمل النحتي.

أما الرسامة والحفارة المعروفة هند زلفة فقد شاركت بسبعة أعمال، منها محفورتان مطبوعتان بوساطة الزنك ورسمتان وثلاث لوحات منفذة بطريقة النسيج الصوفي البارز عن سطح اللوحة، وهي تقنية تشتغل عليها الفنانة منذ زمن طويل، تقارب فيها روحية السجاد الجداري التعبيري الذي برز في عدد من الدول الاشتراكية السابقة كبولونيا وتشكيوسلوفاكيا وغيرهما. في كافة أعمالها، تقدم الفنانة زلفة نفسها كنساجة ماهرة وحساسة وخبيرة، سواء بالخيطان أو بالخطوط، مما يجعلها في مقدمة التشكيليات السوريات على صعيد البحث والتجريب والحساسية البصرية الفائقة الانسجام، الصوفية التعبير، العميقة الدلالات والإيحاءات.

وعبر عشر لوحات ضوئية، تلقي الفنانة الأميركية ليا ميسباك الضوء على عوالم نسائية مختلفة، من خلال توليفة طريفة. فهي تجمع بين مشهد منفذ بالأبيض والأسود لامرأة في الشارع أو فوق السرير أو في العمل، ومشهد آخر منفذ بالألوان. يمثل حاجات وأشياء المرأة المعديدة الموجودة في محفظتها والموزعة بين المفاتيح ولوازم الماكياج والهويات والنقود والموبايل والعطور... إلخ، عاكسة من خلالها، اهتمامات المرأة التي لا تتبدل أو تختلف، مهما كانت وظيفتها أو مكان تواجدها.

على صعيد اللوحة متعددة التقانات اللونية، قدمت آية خيري خمس لوحات تحمل تأثيرات من أسلوبية الفنان السوري الراحل فاتح المدرس، وشاركت عتاب حريب بأربع لوحات مائية تحمل أسلوبها المعروف الحاشد بالعناصر والألوان.

ترصد جيسيكا م. ك. ه عبر أربع لوحات مائية واقعية متقنة التنفيذ، رفيعة المستوى، عالية القيمة الفنية التشكيلية، ترصد من خلالها، ملامح معمارية وطبيعية من بلدان عدة. أما الفنانة سهير السباعي السورية المقيمة في الولايات المتحدة، فقد شاركت بخمس لوحات زيتية متأرجحة القيمة الفنية، متعددة الصيغ والأساليب.

وعبر ست لوحات زيتية قائمة على الألوان الترابية ومشتقاتها، قدمت الفنانة ريما سلمون بنية أنثوية ممتلئة عارية وشبه عارية، تعكس وحدانية المرأة وارتباطها الوثيق بموجودات البيت.

الفنانة ريم يسوف شاركت بست لوحات بالغت في اختصارات عناصرها لتتحول إلى تأليفات بصرية إعلانية متراقصة الأشكال والألوان. وأخيراً شاركت الفنانة خلود السباعي بست لوحات زيتية، غالبيتها ضاجة بالألوان والعناصر والموتيفات.


د. محمود شاهين