مشروع جر مياه نهر دجلة إلى قرى وبلدات الحسكة


الرئيس الأسد يضع حجر الأساس
لمشروع جر مياه نهر دجلة إلى أراضي الحسكة

يعد مشروع جر مياه نهر دجلة إلى قرى وبلدات محافظة الحسكة الذي وضع السيد الرئيس بشار الأسد حجر الأساس له يوم الإثنين 7 آذار 2011 في قرية عين ديوار بمنطقة المالكية أحد المشاريع التنموية الاستراتيجية في سورية ويعول عليه في الحد من آثار الجفاف الذي تعرضت له المحافظة في السنوات الماضية اضافة لارواء قرى المحافظة بمياه الشرب.

ويتألف المشروع الذي من المتوقع أن يوضع في الاستثمار عام 2015 من محطة ضخ عين ديوار الرئيسية على نهر دجلة المكونة من المبنى الرئيسي المتضمن5 كتل تفصل بينها فواصل تمدد بارتفاع إجمالي فوق الأساس 43 متراً منها 27 متراً تحت منسوب الأرض الطبيعية ويبلغ عدد المضخات الموجودة فيها 20 مضخة بتدفق 100 متر مكعب في الثانية وعدد أنابيب الدفع 5 بقطر 3 أمتار وتبلغ كلفة المشروع الإجمالية 100 مليار ليرة سورية.

ومن الأجزاء الرئيسية للمشروع أيضاً قناة عين ديوار المفتوحة وتربط بين محطة الضخ ونفق كراتشوك بطول 8ر29 كم وتتراوح غزارتها بين 10 و100 متر مكعب في الثانية وتقع عليها محطة ضخ سد السفان بغزارة 4 امتار مكعب في الثانية إضافة لـ نفق كراتشوك البالغ طوله 9ر19 كم ويخترق جبل كراتشوك ناقلاً المياه من قناة عين ديوار بغزارة تتراوح بين 10 الى 100 متر مكعب في الثانية إلى القناة الصندوقية ام وهي قناة ناقلة مغلقة من فتحتين طولها 5ر31 كم بغزارة تتراوح بين 10 الى 100 متر مكعب في الثانية وتنقل المياه من نهاية نفق كراتشوك الى القناتين ام1 وام2.

ويبلغ طول القناة المفتوحة ام1 حوالي 3ر132 كم بتدفق 40 متراً مكعباً في الثانية وتعمل على إرواء الأراضي في زمامها وإيصال المياه إلى سد الثامن من آذار لإرواء أراضي مشروع الخابور القائم كما يبلغ طول القناة المفتوحة ام2-124 كم وتدفقها في البداية 65 متراً مكعباً في الثانية وفي النهاية 26 متراً مكعباً في الثانية وتعمل على إرواء الأراضي في زمامها وإيصال المياه إلى سد الشهيد باسل الأسد في المنطقة الجنوبية من المحافظة.

ويتضمن المشروع كذلك محطة الضخ على سد السابع من نيسان في الحسكة وتقوم هذه المحطة بضخ المياه من سدي الثامن من آذار والسابع من نيسان في الحسكة لإرواء أراضي مشروع الخابور القائم وإضافة لمحطة الضخ على سد الشهيد باسل الأسد والتي تقوم بضخ المياه من السد إلى المساحات الواقعة في زمامه.

وشملت الإجراءات التحضيرية المتخذة في المشروع تنفيذ الجدار المانع للرشح في موقع محطة الضخ الرئيسية في عين ديوار وهو عبارة عن جدار تحت منسوب الأرض الطبيعية بطول 942 مترا وبعمق وسطي 16 متراً يعمل على الحد من الرشوحات في موقع إنشاء المحطة كما تمت المباشرة بتنفيذ المأخذ الرئيسي وحوض الترسيب في موقع المحطة والاضبارة التنفيذية لمحطة الضخ بكافة مكوناتها جاهزة للإعلان.

ويتبع المشروع للهيئة العامة للموارد المائية اما الجهة الدارسة للمرحلة الأولى والمخطط العام فهي الشركة العامة للدراسات المائية والجهة المدققة للمرحلة الأولى والمخطط العام مكتب العبد الهادي للاستشارات الهندسية الكويتي والذي يعمل أيضاً على دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع بموجب المعونة الفنية المقدمة من الصندوق الكويتي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبالغة 300 ألف دينار كويتي والجهة المنفذة للمشروع الشركة العامة للمشاريع المائية فرع الحسكة والجهة المشرفة الهيئة العامة للموارد المائية مديرية الموارد المائية في الحسكة.

وأشار معذى نجيب سلوم محافظ الحسكة إلى أن المشروع يعكس اهتمام الدولة بكافة مؤسساتها بتنمية المنطقة الشرقية وتكمن أهميته بالنسبة لمحافظة الحسكة من خلال زيادة المساحات الزراعية المروية وخلق فرص عمل جديدة تعزز الاقتصاد الوطني وتثبت أبناء القرى المتضررة من الجفاف في اراضيهم.

وأوضح المهندس سمير مورا مدير الموارد المائية في الحسكة أن المشروع يؤمن المياه اللازمة لري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ويتيح الفرصة لسكان المنطقة لتنفيذ مشاريع زراعية جديدة فيها مبيناً أهمية المشروع من الناحيتين الإستراتيجية والاقتصادية ومساهمته في الحد من البطالة وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة وتأمين الاستقرار الاجتماعي للسكان وزيادة فرص الاستثمار وإقامة مشاريع سياحية وزراعية وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية الإستراتيجية ودعم عملية التنمية الشاملة في محافظة الحسكة.

وقال المهندس ديلان داهود معاون مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في الحسكة إن المشروع سيسهم في زيادة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية التي تزرع في المحافظة وخاصة محصول القمح والتغلب على ظروف الجفاف التي سادت خلال السنوات الماضية وإضافة مساحات زراعية مروية جديدة في مختلف مناطق الاستقرار الزراعي الثانية والثالثة والرابعة وبالتالي ستنعكس فوائد المشروع على زيادة دخل الفلاح بشكل أساسي وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام.

وبين المهندس جوزيف عطا الله نقيب المهندسين الزراعيين في المحافظة أن المشروع بداية مرحلة جديدة تسهم في تطوير الواقع الزراعي وتزيد من نشاط المهندسين الزراعيين لتقديم خبراتهم الفنية العلمية الزراعية ونقلها من مخابر البحوث العلمية إلى الحقول وذلك من خلال زيادة الإنتاج على حساب وحدة المساحة لرفد الاقتصاد الزراعي المحلي الذي يعد أساسا لاقتصادنا الوطني.

ويوفر المشروع زيادة كبيرة في مساحات الأراضي الزراعية المروية عبر تأمين مصادر المياه الامر الذي يترتب عليه تأمين فرص عمل إضافية لابناء المحافظة وتثبيتهم في أرضهم بعد أن تأثروا بمحدودية الموارد المائية خلال السنوات الماضية وتحول قسم منهم الى العمل خارج القطاع الزراعي.

ويهدف المشروع إلى ضخ واستثمار مليار و250 مليون متر مكعب من مياه نهر دجلة سنويا لخدمة أهداف التنمية في محافظة الحسكة من خلال إرواء نحو 200 الف هكتار جديدة من أراضي المحافظة وتأمين مياه الشرب بواقع 125 مليون متر مكعب سنويا ودعم شبكات ري الخابور القائمة كما يعمل المشروع على زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

وعبر عدد من المزارعين من أبناء المحافظة في تصريحات لسانا عن ثقتهم بأن المشروع سيحد من آثار الجفاف ويسهم بتغيير الخارطة الزراعية للأفضل من خلال زيادة المساحات المروية والإسهام في تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية اضافة لدوره التنموي بتأمين فرص العمل الجديدة التي سيوفرها لابناء المحافظة.

وأشار المزارعون إلى أن المشروع يعيد الامل بمواسم الخير والعطاء التي اعتادت عليها المحافظة قبل سنوات من خلال إنعاش الزراعة وزيادة الإنتاج من مختلف المحاصيل معبرين عن تطلعهم لوضعه في الاستثمار في اقرب فرصة ممكنة.

==
* المصدر: وكالة الأنباء السورية سانا.

مواضيع ذات صلة: