معبد اللات في تدمر


بقايا معبد اللات في تدمر
بالقرب من معسكر ديوفليسيان

تنتصب بقايا معبد اللات في القسم الغربي من المدينة القديمة، في الجزء الشمالي من معسكر ديوقليسيان حيث بدأ الفريق البولوني تحت إدارة وتوجيه كازيمير ميخالوفسكي عمله التنقيبي عام 1959. واعتباراً من عام 1974، وتحت إدارة الباحث ميشيل غافليكوفسكي أميط اللثام كلياً عن معبد اللات ليصبح واضح المعالم كمعبد مستقل.

وتصل مساحة الساحة المركزية في المعبد مع الأروقة المعمّدة المحيطة بها 28×46 متراً مربعاً، حيث تنفتح الساحة على رواق معمد يحتوي 6 أعمدة في مدخل الهيكل. ويرتكز الرواق على مصطبة مدرجة يبلغ ارتفاعها بين 10 و 19 متراً. وكان الرواق يحتوي على تمثال رخاميّ رائع للإلهة اللات/أثينا، وهي نسخة رومانية تعود للقرنِ الأولِ الميلادي، هو الآن من مقتنيات متحف تدمر. إن هذه الخصائص بالإضافة الجدران الاستنادية النصفية أعطت معبد اللات بعض الملامح المشابهة لمعبد بعلشمين، وهو انطباع تؤكده النصوص المكتشفة في المعبد، فيما يظهر نص بشكل منفصل على عتبة باب الساحة المركزية ويمكن تأريخه بين عامي 148 و188م، وتذكر هذه النصوص والنصوص الأخرى المكتشفة في هذه المنطقة بشكل أساسي الإلهة العربية الشهيرة اللات، والتي كانت إلهة محاربة مثل أثينا (منيرفا)، كما كانت إلهة الخصب مثل الإلهة السورية القديمة عترغاتيس.


أسد اللات

يعود بناء معبدِ اللات إلى فترةٍ قديمة، إلا أنه جُدِّد حوالي عام 188م، وزُوِّد محرابه بمظلة وأضيف إلى مدخله بوابة جميلة وأحيط بأروقة مُعمدةٍ بتيجانٍ كورنثية، ويخبِرنا البروفيسور غافليكوفسكي عن هذا التجديدِ، فيقول: «لقد أتى تحديث وتجديد المعبدِ بمثابةِ الرداءِ الذي حافظ على الأصلِ القديم، فالهيكل هو نفسه القديم وقدْ تمت إضافات تكريمية للهيكلِ مع المحافظة التامة على الأصل».

ولا يزال مذبح المعبد الأقدم ظاهراً للعيان أمام المدخل القديم للمعبد ولكن خلف البوابة الجديدة الفخمة. وتم اكتشاف مذبح آخر يعود لعام 6 ق.م وعليه الكتابة التالية «إلى اللات التي هي أيضاً أرتيميس»، وأرتيميس هي الإلهة التي وصفت في الإليادة بأنها «إلهة الوحوش البرية». ويظهر في واجهة المعبد تمثال لأسد بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف المتر بسماكة تصل إلى نصف متر كان يزين واجهة المعبد، وهو يعود لبداية القرن الأول الميلادي، ويبلغ وزنه حوالي خمسة عشر طناً. وتم إعادة تجميع تمثال أسد اللات وهذا ووضعه في مدخل المتحف الوطني السوري، ويظهر في المنحوتة نفسها غزال يتدلى بين قوائم الأسد مع عبارة نقشت عليه تقول: «لتبارك اللات من لم يرق دماءً أمام هذا الهيكل». إن صفات هذه الإلهة تذكرنا بالإلهة عترغاتيس حامية الحيوانات، والتي تُصوَّر جالسة بين اثنين من الأسود.

وتشير العديد من المكتشفات التي تم تحقيقها، مثل المذبح المؤرخ في أيلول من عام 115م إلى «سيدة المعبد»، أو «اللات»، وإلى «العديد من الآلهة الجالسة بجانبها»، مما يؤكد أن قبيلة بني معزين – المسؤولة عن معبد بعلشمين – كانت قيّمة أيضاً على معبد اللات والآلهة المرتبطة بها. وقد تم ذكر اثنين من هذه الآلهة – وهما إلهان عربيان – على حاملات تماثيل وجدت على حدود معسكر ديوقليسيان الشرقية (شارع دمشق). وهذان الإلهان هما رحيم (أدونيس العربي) وشمش (إله الشمس) والذي تم تكريمه أيضاً في معبد بعلشمين.

مواضيع ذات صلة: