أحمد جمال باشا السفاح


أحمد جمال باشا
الملقب بالسفاح

هو القائد التركي الشهير بالسفاح، وبالداغستاني، وبالكبير.

جاء إلى دمشق بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، 1914 - 1918، واليا على سورية خلفا للوالي خلوصي بك، وهو من مواليد عام 1872م، وكان ناظرا للحربية العثمانية وندبه الإتحاديون وهو من كبارهم، قائدا للجيش الرابع لإعداد حملة عسكرية لاحتلال قناة السويس. وكانت منطقة نفوذه تمتد من أقاصي حدود أضنة إلى المدينة المنورة. وكانت أخص أعماله أن يشغل الإنكليز في حدود مصر ليضطروا إلى وضع قوة كبيرة من جيشهم في ترعة السويس، ليخففوا بذلك عن الدولة في جناق قلعة، وعن الألمان في الجبهة الغربية.

قبض جمال باشا على زمام السلطة في سورية، واعتمد على الإرهاب والبطش، وتلهى عن إعداد الحملة على الترعة بتعزيز سلطته وبسط سيطرته بالقتل والتشريد للنابهين من العرب، وكان من جراء تأخره في إعداد الحملة أن وجد الخصم فرصة للاستعداد للدفاع، حتى إذا سارت الحملة في 4 شباط 1915 فشلت وهزمت وعادت بقاياها منهوكة ممزقة.

خطب جمال باشا أول قدومه دمشق في النادي الشرقي عام 1333هـ = 1914م قائلا:

(يجب عليكم يا أبناء العرب أن تحيوا مكارم أخلاق العرب ومجدهم، منذ شروق أنوار الديانة الأحمدية، أحيوا شهامة العرب وآدابهم حتى التي وجدت قبل الإسلام، ودافعوا عنها بكل قواكم. واعملوا على ترقية العرب والعربية، جددوا مدنيتكم، قوموا قناتكم، كونوا رجالا كاميلين).

جهر بهذا على رؤوس الأشهاد وقال مثله لأرباب الأقلام في مجالسه الخاصة، بينما كان يفكر وجماعته من الاتحاديين بطرق الانتقام من العرب.

شهداء أيار

وقد حمل معه الى دمشق أضابير التهم والتحقيقات وتقارير الجواسيس، فشرع بالتحقيق مع زمرة المتهمين، وألف ديوانا عرفيا في عالية فحكم في أوائل آب 1331 على 11 رجلا نفذ فيهم القتل شنقا في ساحة البرج في بيروت، وقبض على غيرهم بتهمة العمل للانسلاخ عن السلطنة العثمانية ولادخال الفرنسيين والإنكليز إلى الشام وأفراد هذه القافلة الثانية 21 رجلا شنقوا في بيروت ودمشق في يوم واحد 4 رجب 1334هـ شنق سبعة في دمشق والباقون في بيروت.

عمل جمال باشا ما عمل بقرار من جمعية الاتحاد والترقي، وكان من ورائه أنور باشا يحثه على القتل والشنق.

وكانت سياسته تقوم على أساس تتريك العناصر العربية، وقد نسب إليه أنه كان يعمل للاستقلال عن الدولة العثمانية في البلاد العربية لينصب نفسه إمبراطورا عليها، وأجرى مخابرات سرية بذلك مع الروس، ولكن هذه المزاعم لم تثبت أبدا.

بقي أحمد جمال باشا ممعنا في غيه، إلى أن شعرت الدولة العثمانية بنتائج سياسته الفظيعة فنقلته من سورية وعينت بدلا منه جمال باشا المرسيني الشهير بالصغير، وسافر إلى أفغانستان حيث عهد إليه تنظيم جيشها، وفي عام 1921 قتله في مدينة تفليس أرمني يدعى اسطفان زاغكيان، روي عن طلعت بك زميل أحمد جمال في جرائمه أنه خاطب زميله هذا بقوله: لو أنفقنا كل القروض التي عقدناها لستر شرورك وآثامك لما كفتنا.

مواضيع ذات صلة: