هجار عيسى في غاليري كامل

06/آذار/2010

افتتح في غاليري كامل بدمشق معرض الفنان التشكيلي هجار عيسى وذلك مساء السبت 27 شباط 2010، هذا وقد شهد رواق الغاليري حضوراً كثيفاً شمل العديد من الفنانين التشكيليين ومنهم: عدنان عبد الرحمن، زهير حسيب، موفق السيد، حسكو حسكو، وحسان أبو عياش. كما حضر حفل الافتتاح عدد كبير من نجوم الدراما السورية ومنهم: الفنان الكبير طلحت حمدي، المبدع نضال سيجري ، الفنان فراس إبراهيم، الفنانة لينا حوارنة، المخرج رشاد كوكش، وغيرهم.

وفي كلمة في مدونة للباحث والناقد الفني سعد القاسم يقول فيها: «تمتلك لوحة هجار عيسى انتماءً شرعياً إلى روح الفلسفة الجمالية للفن التشكيلي السوري المعاصر، كما بعثها جيل الريادة الثانية لتتجلى في أعمال فاتح المدرس وصولاً إلى تجارب أحمد دراق السباعي وأحمد مادون وفؤاد أبو عساف وبشار عيسى وفناني الشمال السوري وسواهم، حيث الأرض حاضرة بنبضها وألوانها وناسها وتراثها الإبداعي، في وحدة متناغمة تجعلها ذاكرة نضرة. ويعيد هجار رؤية المشهد الطبيعي كما يعيد اكتشاف ثرائه اللوني السري ملتقطاً بعين مرهفة أصغر التفاصيل اللونية، محفزاً إياها للتحرر من استحيائها لتأخذ مكانها الذي تستحق في فضاء اللوحة، ولتصنع بالمحصلة تلك الاحتفالية اللونية التي تميز لوحته وتمنحها انتماءها الشرعي إلى المكان وإلى إبداعاتها».

«اكتشف سورية» حاور الفنان التشكيلي هجار عيسى حول معرضه الأخير فكان هذا اللقاء.

بدايةً معرضك الأخير كان قبل أربع سنوات في غاليري عشتار، فهل أنت مُقل في عملك التشكيلي على حساب عملك في الدراما السورية؟
ليست المسألة بمقل أم لا، فرغم أن عملي في الدراما السورية كمصمم للديكور والذي أخذ جزءاً كبيراً من وقتي، إلا أن عملي التشكيلي هو في حالة مستمرة ودائمة وخاصة بوجود مرسم خاص بي أعود إليه باستمرار، وبرأيي، ليس بالضرورة أن يقدم الفنان عند انتهاء أو بداية العام معرضاً فردياً، إلا إذ أرتبط ذلك بشيء جديد يريد أن يقدمه للمتلقي.

يحتفي فنانو الشمال السوري بسحر الرمادي في معظم أعمالهم، هل ذلك يعود لكون اللون الرمادي هو الأكثر اكتساحاً لتلك المنطقة؟
في الشمال السوري تختلف الطبيعة من منطقة لأخرى، فهناك الكثير من المدن والقرى التي تختلف بتضاريسها ومناخها وأطيافها العرقية مُشكّلة فسيفساء قل نظيرها في العالم أجمع، وكمثال على ذلك تختلف مدينة الحسكة عن مدينة القامشلي أو مدينة المالكي، ومن هنا لا نستطيع أن نقول أن الرمادي هو الخيار الوحيد لتلك المنطقة. وإن كان الرمادي بتدرجاته اللونية هو القاسم المشترك بين فناني الشمال السوري، إلا أن لكل فنان طريقته الخاصة في تجسيد عمله التشكيلي، التي تميزه عن البقية.

إذاً لنتكلم عن مصدر هذه المساحات اللونية الغنية التي تجسدها في معرضك هذا.
تختزن ذاكرتي الكثير من الألوان التي أستمدها من الأرض التي نشأت عليها، ففي مدينتي القامشلي وتحديداً في قريتي يوجد فصلان مميزان هما فصل الربيع الذي يعبق بالحياة، حيث تنتشي الأرض باللون الأخضر، إلى أوائل حزيران حيث يفرد موسم الحصاد لونه الأصفر وتوابعه، لذلك هذه الألوان في ذاكرتي التي أستمد منها ألوان معرضي هذا والتي اتسمت بإشراق يعكس حالة من الراحة والطمأنينة التي أعيشها في عملي ومع عائلتي، فأنت تلاحظ أن كل أعمالي في هذا المعرض تحوي تصوراً لوالديّ فأنا أرسمهما بفرح عارم لأنهما يجسدان لي قمة السعادة المكملة لحياتي الشخصية.

بين أحادية اللون وتدرجاته في العمل التشكيلي والفسيفساء اللونية التي يستخدمها الفنان التشكيلي فارق كبير من جهة القيمة البصرية للعمل التشكيلي ما قولك في ذلك؟
بالتأكيد. وبالنتيجة فإن لكل عمل تشكيلي جماليته الخاصة، وهذا الأمر لا يتعلق بصعوبة أو سهولة استخدام اللون فهو خيار الفنان التشكيلي المرتبط بحسه وشعوره الخاص والذي يتوافق مع اللون الذي يريد، وأظن أن الفنان الذي يمتلك أدواته الفنية والإبداعية الصادقة لن يقف عند استخدام لون أو أكثر، فهذا الأمر يصبح ثانوياً.

توظيف الفن التشكيلي لتزيين حاجياتنا الأساسية شيء مهم، وهذا ما نراه في معرضك هذا من خلال طاولتين جميلتين، فعلى سطح الطاولة رسومات مستمدة من وحي أعمالك.
من الجميل والممتع أن نُدخل الفن التشكيلي إلى حياتنا اليومية وإضافة لمسات فنية إلى الحاجيات الأساسية للإنسان مما يعطي لها قيمة فنية وبصرية جميلة، ولكن هذه الطريقة ليست من اختراعاتي بل هي قديمة قِدم التاريخ وهناك الكثير من الآثار التي نرى فيها هذا التداخل ما بين الفن والحاجيات الأساسية للإنسان، ففي إيران ومنذ ألف عام نشاهد الزخرفة الإيرانية على الكثير من الأواني والقماش والمعابد. بالنسبة لي هو إغراء أن أخرج من سطح العمل التشكيلي المتداول إلى فضاءات أخرى كالستائر والتحف الجامدة التي نزين بها منازلنا.


الفنان هجار عيسى

تنقلتَ ما بين القامشلي ودمشق فماذا قدمت لك كلتا المدينتين؟
القامشلي هي مدينتي الأولى والتي لن أنساها أبداً، فهي معشوقتي وطفولتي وذاكرتي، أما مع دمشق فللحب طعم أخر وكوني أعيش فيها فهذا أمر يسعدني للغاية. دمشق أعطتني الكثير ففيها تبلورت أفكاري ورؤيتي الفنية، في دمشق أحببت وتزوجت وكونت عائلة، لذا يحق لي التكلم عنها وأن أتغزل فيها دهراً. إنها وبحق أم الدنيا.

هل ترجمتَ هذه المحبة لدمشق بتنفيذك لديكور مسلسل «الحصرم الشامي» والذي نلتَ عنه جائزة أفضل ديكور في مهرجان أدونيا الرابع 2009؟
نعم هي ترجمة حقيقية لمحبتي لهذه المدينة التي عشت فيها، فلقد تنقلت ما بين سوق ساروجة والقنوات والصالحية. ومن جهة أخرى فإن الحصول على جائزة في عمل درامي أو سينمائي هي ليست ببطولة مطلقة لصاحب الجائزة، بل هي جائزة لفريق متكامل، ففي مسلسل «الحصرم الشامي» توافرت جميع الظروف لإنتاج مسلسل سوري وبحرفية عالية، ليس فقط في على صعيد الديكور بل على جميع الأصعدة، وبصدق فإن كل الفنيين الذين عملوا معي كانوا بمثابة الداعم الحقيقي لإنجاز هذا الديكور والارتقاء به للسوية التي حصل من خلالها على الجائزة. فقد كان عملهم موازياً لعملي.

يذكر أن المعرض مستمر لغاية 27 آذار في غاليري كامل – مزة فيلات شرقية – جانب معهد المأمون – مقابل اتحاد الكتاب العرب.


مازن عباس
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك