النساء في الألفية الثالثة: محاضرة لهيفاء بيطار في الأسبوع الثقافي السوري بالدوحة
ضمن احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010

04/شباط/2010

ضمن الأسبوع الثقافي السوري في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، وفي اليوم الثالث منه، ألقت هيفاء بيطار محاضرة «النساء في الألفية الثالثة» صرّحت في بدايتها أنها عاشت أسيرة حلم حماسي ولحوح بأن تكتب رواية غايتها كسر صمت النساء وجعل المرأة تقرأ عالم الرجل بكل حرية، وأن تخلق لغتها الخاصة، بمفرداتها دون استعارة أو تقليد لمفردات الرجال.

بعد ذلك، سردت أسماء النسوة التي فزن بجوائز نوبل للآداب في السنوات الأخيرة، وذكرت كاتبات شهيرات مثل الكاتبة الإنكليزية روللنغ مؤلفة السلسلة الروائية "هاري بوتر". تقول بيطار: «إن هذه الجوائز لا تعني فقط قدرة المرأة على منافسة الرجل وقدرتها على تحقيق أعلى مستويات من النجاح، بل تعني أيضاً طرح رؤية جديدة لفهم العالم وفهم الذات». وتتابع: «إن هناك بعض الكتابات لا يمكن لرجل مهما بلغت قدرته في التعبير أن يكتبها، كمونولوج داخلي بالغ التعقيد والخصوصية لمشاعر عانس عانت من تربية صارمة، كما فعلت الإنكليزية ألفريدا يلنك في رواتها "عازفة البيانو". فالكاتبة في هذه الرواية استطاعت أن تبتكر مفردات أصيلة نابعة من ذاتها الأنثوية، ولم تستعمل مفردات مستعارة من لغة الرجل التي تعبر عن فكره الخاص و إحساسه بالعام».


هيفاء بيطار في محاضرتها عن النساء في الألفية الثالثة

من ناحية أخرى، لبيطار رأيٌ من صمت النساء، فتقول: «لقد استفزَّني -ولا يزال- صمتُ النساء. فالمجتمعات تقبل صمتَ النساء، بل تباركه كما لو أنه نهج حياة. إن الصمت مرادف للاوجود ولتحريم الإبداع وخنق تحقيق الذات».

بما يتعلق بعلم النفس، فقد تطرقت بيطار إلى الإنجاز الأهم ليونغ في التحليل النفسي، وهو استنهاض الصفات الأنثوية المقموعة والمطمورة تحت سطح الشخصية. في المقابل، لقد ظل التاريخ لفترة طويلة يسخر العلم لينتقص من حقوق المرأة. ففي علم الجمجمة والمخ، ربط العلماء فيما مضى الذكاء بحجم المخ، واستنتجوا أن حجم مخ الرجل أكبر فالرجل هو الأذكى، إلى أن ثبت خطأ نظريتهم، وأن الذكاء لا علاقة له بحجم المخ بل بالتلافيف الدماغية.

«حين أسأل لمن ولائي للطب أم للكتابة، ولمن أنتمي، كوني طبيبة عيون»، تجيب بيطار: «بالطبع يتوقع السائل أنني سأتردد في الإجابة، لكنني أبتسم لأنه على الأغلب لا يعرف أيَّ هوى يستحوذ علي، وأحس أني أسيرته؛ إنه هوى الكتابة ذاك الهوى الغامض المستحوذ الذي يوقظني من عزّ النوم ويجعلني أجلس متعبدة أمام أوراقي البيضاء وحبري الأسود، وأنا بحالة عشق أبدي للكلمة، فأنا مسكونة بقصص الناس حولي، كل ولائي للكتابة التي تغيِّر وتعمِّر».


أ. سلامة
تصوير: عبدالله رضا
الدوحة
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك