فرقة قصيد للموسيقى العربية بدار الأسد للثقافة والفنون
لبانة القنطار تغني من ألحان سكيكر

13/كانون الأول/2009

ليست المرة الأولى التي تخصص فيها فرقة موسيقية سورية حفلها لتغني وتعزف من أجل فلسطين، فقد سبق للفرقة السيمفونية الوطنية أن قدمت أعمالاً لمؤلفين كلاسيكيين فلسطينيين ضمن حفلة متميزة في دار الأسد للثقافة والفنون، وجالت بالبرنامج ذاته عدة محافظات (حمص، اللاذقية، حلب، إدلب، الرقة).

وها هي فرقة قصيد للموسيقى العربية تخصص حفلتها التي أقيمت على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون مساء يوم الأربعاء 9 كانون الأول 2009 لفلسطين أيضاً، وذلك احتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية وضمن فعاليات «أيام مقدسية في دمشق».

تأسست فرقة قصيد في بداية عام 2008 وتضم أربعين عازفاً ومغنياً، وتعمل على أداء مختارات من التراث بالإضافة إلى الإعمال التجريبية والإبداعية التي تبرز فيها أهمية التوزيع الموسيقي ودوره في الأعمال التي تقدمها الفرقة وتعتمد منهج تشجيع التطوير والإبداع بعد الإحاطة بكل ما هو قديم وأصيل.

أحيت هذه الفرقة حفلين مهمين في دار الأسد للثقافة والفنون،الأول أدت فيه أعمال الموسيقار السوري الراحل رفيق شكري بتاريخ 3 نيسان 2009، والثاني كان للتراث الفلسطيني بتاريخ 21 أيار 2009 قدمت فيه الفرقة قصيدة المبعدون للشاعر نظمي جمال، كما رافقت الفرقة المغنية آمال ماهر بحفل افتتاح مهرجان تدمر في العام المنصرم.

وفي العودة إلى حفلة فرقة قصيد التي أحيتها في دار الأسد للثقافة والفنون مساء الأربعاء الماضي على مسرح الدراما، فقد اعتمدت الفرقة فيها الغناء بقيادة مؤسسها كمال سكيكر وهو من مواليد ريف دمشق عام 1976، حاصل على إجازة في الموسيقى عام 2004 اختصاص عود، ويعمل أيضاً كمؤلف وموزع موسيقي، حيث ألف العديد من الأعمال الموسيقية في القوالب العربية، مثل السماعي واللونغا والتحميل، كما لحن عدداً من القصائد للفرقة الوطنية للموسيقى العربية، وشارك في عدد من المهرجانات في بلدان عربية وأوربية.

بدأت الفرقة بعمل آلي (موسيقى صرفة) من قالب سماعي نهاوند، ألحان وتوزيع كمال سكيكر، ومن ثم أغنية بعنوان «يا فلسطيني مجدك أرفع» من كلمات اللواء محمد طارق الخضراء وألحان الموسيقي السوري عدنان فتح الله قائد أوركسترا معهد صلحي الوادي للموسيقى العربية، أداها الكورال المرافق مع الفرقة، وجاء دور المغني سومر نجار ليقدم أغنية «أصبح عندي الآن بندقية» من كلمات الشاعر نزار قباني وألحان محمد عبد الوهاب، لتغني من بعده الفنانة رنا سليمان «سيف .. فليشهر» للأخوين رحباني وكلمات الشاعر سعيد عقل، وللرحابنة أيضاً أدت المغنية إيناس لطوفـ «زهرة المدائن»، ليعود الكورال ويقدم أغنية «بعرس النصر»، ووصلة تراثية ثورية من أغاني الفرق الفلسطينية وخاصة فرقة العاشقين، وقبل هذه الوصلة قدمت الأوبرالية السورية لبانة قنطار قصيدة «المبعدون» بصوتها المدهش، وتقول كلماتها:

«غنيتكم.. أنجماً، في غيهب الزمن!
لألاؤها من أقاحي الروض في الوطن!
بانت... ولكن، إلى القدس الشريف رؤى
نفاذة البصر القاصي عن السكن!
عين على غزة عزت بوقفتها!
عين على القدس ما كلت وليس تني!
يحدوكم الحق لا كلّ ولا وجل!
لا ذلة! فلأنتم غرّة المزن!
يا مبعدون وليس البعد في عيب!
ولا يعيب البعاد، الشمس بالدّكن!
ولا شموخ الرواسي إن نأى، فغدا عيباً!
ولا اللؤلؤ المسجون في الدّفن!
كم أبعدونا عن الحقّ السليب؟!
وما كنا على البعد! إلا اقرب العين!
أنتم..على قبة الدنيا...منارتها!
وضاءة! وضحت، للسادة اليمن!
من طينة غير طين الكون، جبلتكم!
من طينة الوطن العاطي! بلا منن!
ما هدت إلا معلمة! كل الحضارات!
كل العالم اللكن!
من ابن مريم ،يدعو للمحبة!
في غاب الضواري
ذوات النّتن والإحن!
ممن على درج المعراج ليل سرى!
تشقق الفجر! إيذاناً بكل سني!
كرمى لعينيك يا أقصى ويا وطناً
يا فتية، مرّغوا التنين في الدمن
يا مبعدون، وحق الأمة التأمت
فيكم جراحاتها، من بعد لم تكن!».

وقد أدت الأوبرالية لبانة القنطار هذه القصيدة الصعبة بغاية السهولة، وكما أسلفت فإنها من كلمات نظمي جمال وألحان كمال سكيكر.

وهكذا كانت هذه الأمسية، أصوات جميلة وحناجر تهتف لفلسطين وشعبها المقاوم.


إدريس مراد
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك