الصحف الغربية تصنف سورية من أهم المقاصد السياحية في العالم
سورية أشبه بصندوق الدنيا لا تستطيع إغلاقه كالإدمان

11/شباط/2009

وضعت كبريات المجلات والصحف البريطانية والأمريكية مؤخراً سورية ضمن قائمة أهمّ المقاصد السياحية العالمية خلال العام الماضي لما تزخر به من أوابد تاريخية وحضاراتٍ عريقة تعاقبت عليها عبر الزمن.

ونشرت مجلة تليغراف البريطانية في عددها الصادر بتاريخ 24 كانون الأول الماضي مقالاً تحت عنوان «أفضل وأسوا الأشياء في السفر» تركت فيه لـ17خبيراً من كتابها حرية اختيار وتقييم المقصد السياحي الأفضل والأسوأ لعام 2008

وقد اختار الكاتب تيم جيبسون دمشق كأفضل وجهةٍ سياحية في العام الماضي، لما يميزها من مقوماتٍ سياحيةٍ وثقافية تمتد إلى 4000 سنة مضت، ومدن قديمة منذ أكثر من قرنٍ تزهو بحضارةٍ استثنائية واصفاً شعبها بالرائع، وشوارعها بالآمنة إلى جانب لذة طعامها وفنادقها الجميلة.

فيما اختارت مجلة صنداى ميل البريطانية في مقالٍ نشرته في27 كانون الأول الماضي بعنوان «وجهة السفر الجاذبة» للكاتب براين جونستون سورية من بين أفضل عشرة مقاصد سياحية في العالم لعام 2009.

وأضافت الصحيفة في مقالها أنّ دمشق تمثل أقدم مدينة مأهولة في العالم، فيما تختزن معظم المدن السورية اثأراً مذهلة من بينها المسرح الروماني بمدينة بصرى، و أفاميا، و تدمر، إضافةً إلى العمارة الإسلامية الرائعة.

ولم تكن صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية بمنأى عن الصحف الأخرى، حيث نشرت مقالا عن سورية بتاريخ 21 كانون الأول الماضي بعنوان «مدمن بشكل خطير» للصحفي برنابى روجريسون أشار فيه إلى أّن زيارة سورية والتي هي أشبه بصندوق الدنيا الذي لا تستطيع إغلاقه كالإدمان، فمن يزرها فلا بدّ أن يعود إليها ويقول روجريسون: «إنّني لا زلت أرى الرمال الذهبية التي نثرتها العاصفة فيدورا أوروبوس التي تتربع على ضفاف الفرات بالقرب من مدينة دير الزور عندما تسلقت القلعة خلال زيارتي الماضية إليها».

وأضاف روجريسون في مقاله «أحبّ الآثار القديمة وساحات المعارك المسكونة بأرواح الماضي، أو صوامع الأديرة الفارغة، لكن ما تعرضه دورا أوروبوس شيءٌ أخر، فقد بدا الأمر وكأنّ بقية العالم قد ألغى فلا حركة، ولا ضجيج، ولا تمييز للأفق. إذ أنّ الرؤيا تحولت إلى هالةٍ بلون الذهب الأحمر ممتدة من حولك وكأنّك فراشة في عالمٍ من العنبر، فالعالم اختزل إلى قبةٍ صغيرة بارتفاع 50 قدماً، حيث كشفت هذه المدينة الحصن والمطلة على الحدود ما بين الإمبراطوريتين الرومانية و الفارسية عن جدارياتٍ رائعة».

وعن مملكة ماري القريبة من دورا أوروبوس يقول الكاتب: «إنّ هذه المدينة التي تعود إلى 5000 عام، والتي غرقت معالمها في الطين والطمي تحتضن مكتبة كشف عنها علماء الآثار شبه سليمة، مما سمح بالاطلاع على أخر الرسائل التي كتبها ملك ماري إلى بناته السبع قبل أن يأتي لهيب الغزو الأجنبي ويحول منزله القديم إلى أنقاضٍ في عام 1759 قبل الميلاد».

كما يصف الكاتب حصن القديس سيرجيوبولس الذي بدا كبيراً داخل أسوار مبنية من الحجارة الغنية بالمايكا على طرف البادية السورية متلألئً كما لو أنّه مرقطٌ بقطعٍ من الفضة، ولا تزال هذه الآثار تهيمن عليها الهياكل الحجرية لثلاث كنائس بنيت فى القرن السادس من الحجر المذهب في الفترة التي كانت انكلترا غارقة في العصور المظلمة.

ويقول الكاتب في القديس سيرجوبولس: «يمكنك أن تعيش مرةً أخرى سحر هذا الزمن متجولاً بين أثار الكاتدرائية وهى عبارة عن دائرة من الأقواس المزخرفة محاطةً بمربع أشبه بتلك التي تحيط بقبة الصخرة، حيث يعتبر هذا المكان وهو ما يعرف أيضاً بكنيسة الصليب المقدس واحداً من عجائب العالم فالقناطر والسراديب مبنية من الحجر المذهب».

ومضى الكاتب يقول «وإذا كنت بصدد التخطيط لمثل هذه الرحلة إلى سورية فلا تنس زيارة دمشق القديمة وخاصة جامعها وكذلك الآثار الرومانية في بصرى بما فيها المسرح وأفاميا ومدينة النخيل الشامخة بوجه الريح تدمر وقلعة الحصن ومدينة حلب ذات السحر الأزلي، ناهيك عن المدن المنسية وقلعة سمعان.

وأضاف لقد بدأت بترتيب أموري لرحلاتي المقبلة، حيث أعتزم زيارة قصور الأمويين في البادية والقلاع مثل قلعة صلاح الدين، وكذلك شهبا المدينة التي بناها الإمبراطور فيليب العربي في جبل العرب».

كما نشرت الصحيفة مقالاً أخر عن سورية بعنوان «الأسواق القلاع والأنظمة الاجتماعية» للصحفي راوءول جاكوب قال فيه «إنّ أفضل الرحلات هي تلك التي تمنحنا نظام السفر عبر الزمن، وسورية هي الرائجة اليوم لأنها المليئة بالقلاع التي تبدو وكأنّها مسرحٌ معد يجسد فيلما رائعا، وإنّ ما تقدمه سورية في مجال السفر عبر الزمن لا يقتصر على ماضيها القديم وحقبة القرون الوسطى، وإنّما إلى الأنظمة الاجتماعية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث تبدو الحداثة تشق طريقها بعيدا عن العصور الوسطى في سورية التي تمتلك القدرة على التعايش خلال قرنين متزامنين».

على الصعيد ذاته نشرت مجلة ناستى كوندى ترافلر البريطانية فى 28 من كانون الأول 2008 مقالاً للكاتب ستانلى ستيوارت عن سورية بعنوان «الأشياء القديمة هي الأفضل» قال فيه إن مدينة دمشق التي تعدّ أقدم مدينةٍ في العالم وجنة عدن، تجد فيها الكنائس والمساجد بجانب بعضهما البعض والأئمة والرهبان يدردشون في زوايا الشوارع وكلا الديانتان تتشاركان بأنبيائهما، وتستمتعان بأعياد بعضهما، ويكنان الاحترام لتقاليد كلٍّ منهما، ففي هذه الأوقات الصعبة تشكل دمشق المليئة بالكنوز المخفية في بيوت جميلة تفتح على عالم خاص من النوافير والفناءات نموذجاً للتعايش الديني.

وأضاف ستيوارت قائلاً: «دمشق هي أقدم مدن العالم الباقية، وأول ذكرٍ لها كان في سفر التكوين زمن إبراهيم حوالي 1700 قبل الميلاد، وجنّة حسية يفوح من أسواقها العبق، وتنشد في حماماتها الاسترخاء. يظهر من سورها القديم بقية العالم وكأنّه امتدادٌ مدني حديث».

من ناحيتها نشرت صحيفة وول ستريت الأمريكية مقالاً عن سورية بتاريخ 28 تشرين الثاني الماضي بعنوان «السياح يتجهون للقدوم إلى سورية» للصحفي بروك أندرسون، أشارت فيه إلى إنّ سورية هي مكانٌ أسهل للزيارة بالنسبة للأجانب من باقي الدول العربية، حيث تشعر في حال دخولك إليها بأمانٍ أكثر من أيّ مكانٍ أخر في المنطقة، وقد لعبت الحكومة السورية دوراً كبيراً في ازدهار السياحة هذا العام، وهى بصدد ترميم مدينة دمشق القديمة ومناطق الكنائس والمساجد والحمامات والمطاعم، إلى جانب جهودها في جذب الزوار وإطلاق حملات ترويجية في العالم».


.



سانا

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك