الصفحة الرئيسية | شروط الاستخدام | من نحن | اتصل بنا
|
يُعبر الفنان السوري المغترب خالد الساعي في معرضه بالمركز الثقافي الفرنسي بدمشق عن أحاسيسه من خلال الخط، حيث يمنح الحروف أبعاداً أخرى لتغدو عالماً قائماً بذاته لا يقف عند حدودٍ شكلية أو رمزية.
الحرف عند الساعي يتجاوز اللغة وقواعدها الصارمة ليدخل في آفاق الفن وعوالمه الجميلة والغريبة، وهذه التجربة هي ثمرة اللقاء بين التقليد والحداثة، بين الالتزام والحرية، بين الشرق والغرب.
وتثير لوحات الساعي في المشاهد شعوراً ممتعا فألوانه جميلة متزنة وهادئة وتكويناته متوازنة، تعكس قدرةً كبيرة على التحكم بالمساحة وبالكتلة والفراغ.
ولم يحرر الساعي الخط من اللغة العربية فحسب بل مثل من خلاله انطباعاته عن الطبيعة وذلك من خلال خطي الثلث والديواني، كما تميز عدد من أعماله بأجواءٍ صوفية، حيث تأخذ بعض لوحاته عناوين مثل ،جنة أو وجد، أو ميم، وحسب بروشور المعرض فإنَّ حرف الميم في رموز الحروف يتمتع بأهميةٍ خاصة لأنَّه أول حرف في اسم النبي محمد، كما أنَّه يشير إلى مملكة الله، بالإضافة إلى أنَّ سورة البقرة وهي الثانية في سور القرآن تبدأ بألف لام ميم.
وقال الساعي: «لقد اخترت الخط لسببين الأول أنَّه يضمن لي هويتي والثاني محبتي له، فعائلتي كلها خطاطون وكان لها دورٌ مهم في نشأتي»، وتابع: «يعتبر الكثيرون الخط قيمة متحفية، وأنَّه مرتبطٌ بمعنى وبدين، لكنني أراهن على أنَّ الخط يُمكن أن يكون شيئاً مفتوحاً وهذا ما عملت عليه».
وأضاف: «أحبُّ السفر لأنَّه يضيف بعداً جديداً للفنان، ومن المناخات التي تأثرت بها بريتش كولومبيا بين كندا وأمريكا، وفان كوبا ومونتريال بالإضافة إلى تأثري بصحراء السعودية»، وأوضح الساعي أنَّه لا يوجد فرقٌ بين التشكيل والخط، قائلاً: «لوحتي مفتوحة فهي لغة بصرية تنتمي للفنين معاً، وربما وجدت مشكلة عندما كنت صغيراً في تحديد ماذا أكون خطاطاً أم رساماً إلا أنَّ الفنين في النهاية انصهرا ببعضهما لتصبح لوحاتي فضاءاتٍ بصرية مفتوحة».
بينما قال عدنان الشيخ عثمان -أستاذ الخط العربي في كلية الفنون الجميلة-: «إنَّ الفنان خالد الساعي متمكن من الحرف العربي من حيث القواعد المتعارف عليه،ا كجودة المفردات وجمال التوزيع ومساحة التنفيذ وكل شروط للوحة الفنية الكلاسيكية»، وتابع أن تجربة الساعي هي أقرب للحروفية، وهو لم يصل إليها إلا بعد نضجٍ وإتقان للكلاسيك، كما يتميز فنه بالنظرة الصوفية والألوان الهادئة وإتقان لمخارج الحروف فهو يتمتع بقدرةٍ فنية وموهبة وصدق بالتعامل مع اللوحة.
يُذكر أن خالد الساعي حصل على شهادة الدراسات العليا في التصوير الزيتي من كلية الفنون الجميلة بدمشق، وحصل على إجازة في فن الخط من استانبول بإشراف البروفسور علي ألب أرسلان.
أقام أكثر من عشرين معرضاً فردياً منها في غاليري أتاسي دمشق 2000، وفي معهد العالم العربي باريس 2001، ومتحف الفن بون ألمانيا 2005، وحاز العديد من الجوائز، كما أنَّ أعماله مقتناة في كثيرٍ من المتاحف العالمية.
نيفين الحديدي
سانا
المشاركة في التعليق