07/كانون الثاني/2009
يقول الفنان التشكيلي عبد الجبار ويس: «بينما نحن بعطلة الأعياد اتصل بي طلابي ليعلموني بعزمهم على الحضور يوم غد إلى المعهد لأنَّهم يرغبون في رسم لوحةٍ بالدم مهداة إلى غزة».
ما أروعك يا غزة كيف تحولت إلى قبلةٍ للصغار والكبار حتى ولو بالأحلام، وكيف اتسعت مساحتك لتشمل كلَّ الوطن وكلَّ المشاعر، وفي اليوم التالي كان كلَّ الطلاب مجتمعين يتسابقون على من سيبدأ بتقديم الدم لرسم اللوحة، وتحولوا جميعاً إلى ورشةٍ كبيرة، وكلٌّ منهم يعمل ما يبرع به، فمنهم من يعدُّ القصبات ومنهم من يحضر الرسوم وما هي إلا لحظة من الزمن حتى كانت اللوحة تزين المكان.
الأشياء تأخذ قيمتها من الأفكار المحيطة ومن الجهد المبذول والعاطفة المصورة بها، وهذا العمل ينال قيمته من حجم تعاطف هؤلاء الطلاب وحجم حبهم لوطنهم وتعاطفهم مع قضايا أمتهم، وعلى مثل هؤلاء تُبنى الأوطان، فلو أنَّ كل عربيٍ قام بجزء مما يقدر على عمله تجاه وطنه وأمته لكان وضعنا غير هذا ولو ارتفع أضعف الإيمان إلى التعبير بأي وسيلةٍ بدلاً من التعبير فقط بالقلب لكنا اليوم بألف خير.
|