لوحات سعد يكن تحيي ألف ليلة وليلة في صالة آرت هاوس
إعادة صياغة لرواية ألف ليلة برؤية محلية بعيدة عن الاستشراق

15/آذار/2008

فنّه تعبيري عميق، وتساؤلاته كثيرة، ولوحاته تحتاج إلى أكثر من قراءة واحدة كما تحتاج إلى متلق نخبوي في الإحساس والثقافة، ويحب العمل على المشاريع التي تنطوي على دراما، أو بمعنى آخر الإنسانُ عنده صانعٌ لأحداثه، ومنبعُ المبدع وصانعُ الإبداع.
في ثلاثين لوحة قدم الفنان سعد يكن مشروعه الجديد «ألف ليلة وليلة» في صالة آرت هاوس في الخامس عشر من آذار، وعن مشروعه هذا يتحدث: «تجربة ألف ليلة وليلة عبارة عن مجموعة أعمال تمثّلت ثلاثين لوحة مأخوذة في الأصل عن الرواية المشهورة "ألف ليلة وليلة"، ولا يعتبر معرضي هذا تجسيداً للحدث الروائي الملحمي أو القصصي للرواية المذكورة، وليست لوحاته وسائل إيضاح، إنما المعرض هو إعادة صياغة لقصص ألف ليلة في لوحات جديدة بعيدة عن مفهوم الاستشراق، لذلك لم أستخدم فيها زخرفة أو عناصر تفصيلية كتلك التي استخدمها المستشرقون الأوروبيون، وعلى نحو خاص أخذت الحدث واعتبرتُه حدثاً درامياً من خلال القصص الموجودة المهمة منها والتافهة، وحاولت تركيب صياغات جديدة لها من خلال اللوحات من جهة، ومن جهة أخرى من خلال النصوص العشرة التي كتبتُها عن كتاب ألف ليلة وليلة وهي كإعادة صياغة لبعض نصوص الكتاب برؤية مختلفة عن الحدث المباشر للقصة».
 يتابع الفنان يكن «في أعمالي دائماً أهتم للإنسان وأقوم ببعض التحوير عليه لأعطي قوة انفعالية أكثر للمشاهد ولذلك تجد في اللوحات جانباً درامياً ينسجم مع تجربتي الفنية التي تعتمد على الإنسان، وأستطيع من خلاله الاقتراب أكثر من التعبيرية، أضف لذلك أيضاً ما يقارب العشرين دراسة بالأبيض والأسود عن العمل ذاته، وعموماً حاولت تقديم حياة متكاملة من خلال هذا المشروع من حيث اللون والخط والكتلة، كما تناولت الحدث مجرداً عن مباشرته وربطت العمل الواحد بمجموعة أحداث مختلفة، ويمكن أن ترى في كل لوحة أكثر من حدث درامي واحد ولأكثر من قصة واحدة، وهذا الأمر يعطي قوة للعمل الفني ويعطي استمرارية».
يضيف الفنان يكن «عندما أقرر العمل أختار مشروعاً متكاملاً، ففي معارضي السابقة قدمت "ملحمة جلجامش"، و"نحو أيقونة حلبية حديثة"، ومعرض "الجدار"، ومعرض عن "التحرر"، و"طرب في حلب"، كذلك عندما أصنع مشروعاً أصنعه متكاملاً وأقدمه إلى الجمهور بشيء متميز ومختلف عما سبقه من معطيات وتفاصيل ولكنه واحد ببصمتي وتوقيعي».
يؤكد الفنان يكن أنه ليس هناك من هدف مباشر أو حكمة معينة أو وسائل إيضاح، إنما الغاية من معرضه تناول أو طرح مجرد لمشروع ثقافي (ألف ليلة وليلة) له علاقة تاريخية بالمنطقة وبالأقصوصة العربية، فيقول «ليس عندي هدف مباشر كعلاقة طردية بهدف إصلاحي، بل أقدم فناً مرتبطاً بالإنسان، وهذا عامل استمراريته بوصفه فناً، إذاً التناول الإنساني يعطي دراما حقيقية تنطوي على أحداث، وهي حقيقة الفعل الإنساني، وبعد ذلك ينبع المبدع والإبداع».
 لعلنا نضيف وجهة نظر حول معرض الفنان سعد يكن أرادها المخرج التلفزيوني غسان جبري إذ قال «لدى سعد قوة ومقدرة تعبيرية خارقة، وإحساس لوني حاد، وموضوعاته تثير في المتلقي تساؤلات، ولعل المهم أو الأهم أنه يطلق العنان لخيال المتلقي، وأعتقد من خلال ما قدمه في معرض "ألف ليلة" أنه يمر بمرحلة درامية عنيفة انعكست من تمزق حقيقي للإنسان وآماله وطموحاته، وقد خطها وسجلها سعد بنفَس أعجوبي، وبصراحة الفن الذي لا يطرح تساؤلاً بينه وبين المتلقي فن سطحي فارغ، وهذا ما لا يمكن أن نجده عند الفنان سعد يكن».


رياض أحمد
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
طارق:
يكفينا فخرا بوجود فنان عربي مثل المبدع سعد يكن وانا متابع لجميع اعمالة واخبارة المشرفة للوطن والشعب تحياتي لجميع المهتمين