حذر من محاولات شرخ الفن العربي

11/تشرين الثاني/2008

طالب الكاتب المصري محفوظ عبد الرحمن بعدم تحميل السينما العربية أكثر مما تحتمل وأكبر من طاقتها. وقال في تصريح لـ«الوطن»: «ما دام لا يوجد لدينا صناعة متميزة في كل المجالات فلن نستطيع تقديم أفلام مدهشة، وما دمنا لا نستطيع صنع الطائرات والسيارات فنحن سنبقى متخلفين أيضاً في السينما».

ويرى عبد الرحمن أنّ السينما المصرية تقدم أنواعاً مختلفة من الأفلام و«هناك أفلام جيدة وأخرى متوسطة وهابطة، وهذا هو حال السينما في كل دول العالم وقد رأيت أفلاماً أميركية تساءلت بعدها من يقف وراءها وكيف دفعوا أموالاً طائلة على أفلام هابطة فنياً».

ويؤكد عبد الرحمن أنّ ما يقلقه هو قلة الأفلام المنتجة في مصر، وأبدى عبد الرحمن سعادته لوجوده في مهرجان دمشق السينمائي وتوقع أن يحجز له مكان على خارطة المهرجانات المهمة عالمياً لأن «تنظيمه جيد ومثالي وعرضت في تظاهراته أفلام جيدة وهذا أمر ليس سهلاً مع كثرة المهرجانات في العالم كما أن الأسماء الموجودة في لجان التحكيم تعطي النتائج مصداقية كبيرة»، ويؤكد محفوظ أنّ مهمة المهرجانات في كل دول العالم «تحريك عجلة الإنتاج وإلا لا قيمة لها».

وكان لابد من سؤال الكاتب محفوظ عبد الرحمن عن رأيه بالمسلسل التلفزيوني «ناصر» الذي عرض في رمضان بتوقيع المخرج السوري باسل الخطيب، لأن عبد الرحمن هو أول من قدَّم عملاً سينمائياً عن عبد الناصر وهو «ناصر56»، فأشار إلى أنه لم يشاهد العمل كله لذا لا يستطيع الحكم عليه ولكنه أكد أنه كان سعيداً لأن مسلسلاً تلفزيونياً تناول هذه الشخصية ولفت إلى أن عبد الناصر شخصية ثرية ومهمة تحتاج إلى عدة مسلسلات ولكن عبد الرحمن أبدى تحفظاً على وجود طفل سوري «ابن المخرج الخطيب» في العمل لأنه لم يتقن اللهجة المصرية وبالتالي فقدت المصداقية جزءاً مهماً من جوهرها واعتبر عبد الرحمن هذا الأمر «ليس خطأً صغيراً».

محفوظ عبد الرحمن صاحب العمل التاريخي الشهير «ليلة سقوط غرناطة»، يؤكد أنه أول من وضع المسلسل التاريخي على خريطة التلفزيون العربي وأنه أول من اشتغل مسلسلات السيرة «بعد أم كلثوم بدأت موجة هذه الأعمال»، ويبدي عبد الرحمن أسفه لوجود أفكار ساذجة من قبيل المنافسة المصرية السورية أو تقدم هذه على تلك ويقول: «هناك فرصة لكل الناس ولا مانع أن تكون رائداً ومتقدماً وأنا شخصياً ومنذ عام 1974 كتبت أنّ بعض الأصوات التي تتكلم بهذا النفس الضيق مدفوعة وهناك محاولة لتمزيق العالم العربي وحتى الذين لا يقصدون هذا الأمر هم في النهاية يخدمون من يقصد إحداث شرخ بين العرب».