رحيل عدنان البني عالم الآثار السوري الكبير

تاركاً إرثاً علمياً كبيراً

22/تشرين الأول/2008


رحل الدكتور عدنان البني مساء الثلاثاء 21 تشرين الأول 2008، عن عمر يناهز 82 عاماً، بعد صراع مع مرض عضال أنهى مسيرة طويلة وزاخرة من العمل الآثاري والأكاديمي استمر حتى أيام حياته الأخيرة، تاركاً إرثاً علمياً كبيراً وسمعة طيبة بين من عملوا معه في سورية والخارج؛ بعد أن تعرض منذ يومين لأزمة صحية طارئة أدخلته في غيبوبة مفاجئة نقل إثرها إلى المشفى.

ولد الدكتور البني في حمص عام 1926، وبدأ مسيرته في البحث الأكاديمي في التاريخ ونال أول شهادة دكتوراه دولة له في عام 1977 من جامعة القديس يوسف في لبنان، وثانيها الفخرية في عام 1977 في الآداب من جامعة سان-اتيان في فرنسا، وثالثها دولة في عام 1986 في الآثار من جامعة السوربون بباريس.

كلّل ذاك التحصيل الأكاديمي العالي بالعمل العلمي الحقلي والإداري، فقد عمل في عدة بعثات تنقيب وطنية ومشتركة في عدة مواقع أثرية سورية هامة: تدمر، ابن هاني، سيانو؛ ودرّب خلالها جيلَين من الآثاريين كان لهم المعلم والأب والصديق. كما عمل مديراً للتنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ 1954 حتى 1996، ومحاضراً في كلية الآداب بجامعة دمشق منذ عام 1959، وعضواً في مجلس إدارة الآثار منذ عام 1960، وهو عضو في عدد من الجمعيات العلمية وعضو مراسل في الأكاديمية البريطانية.

كان عضواً فعالاً في كل من جمعية البحوث والدراسات، وهيئة تحرير مجلة التراث العربي، وهيئة تحرير مجلة الحوليات الأثرية السورية؛ كما تمّ تكريمه بمؤلَّف تقديري من قبل علماء الآثار العاملين في سورية 1990.

ألّف العديد من الكتب الهامة في تاريخ وآثار سورية، أهمها: تدمر والتدمريون، الكتابات التدمرية (بالفرنسية مع خ. تيسيدور)، المنحوتات التدمرية (بالفرنسية مع آ. سادورسكا)، معبد نبو في تدمر (بالفرنسية مع ج. سينيه)، المدخل إلى عالم الكتابات القديمة، المدخل إلى تاريخ الشرق القديم، أبولودور الدمشقي، التنقيب الأثري الحديث؛ كما كتب ما يزيد عن مائة بحث أثري و/أو تاريخي بالعربية، أو الفرنسية، أو الانكليزية في المجلات المختصة وبعض الموسوعات وفي وقائع الندوات العلمية والمؤتمرات.

الجدير ذكره أن جثمانه سيُشيّع قبل ظهر يوم الأربعاء من مشفى الشامي بدمشق إلى جامع بدر في المالكي ليُصلى عليه، ومن ثم سيوارى الثرى في مقبرة بئر التوتة بالمهاجرين.




اكتشف سورية


 صور المقال
د. البني مع منحوتة من تدمر
د. البني مع منحوتة من تدمر
الأوسمة التي نالها د. البني
الأوسمة التي نالها د. البني
بقية الصور...

مواضيع ذات صلة
- حفل تأبيني للمؤرخ الراحل عدنان البني بمكتبة الأسد غداً
كلماتٌ وقصائد شعرية تتحدث عن مآثر المؤرخ الراحل

- إمبراطور اليابان يمنح الراحل عدنان البني وسام الأشعة المشرقة
- في رحيل الباحث والمؤرخ الدكتور عدنان البني
ما أرحب هذا الإنسان!

- بعد حياة حافلة بالعطاء
تشييع عالم الآثار الدكتور عدنان البني إلى مثواه الأخير

- رحيل الفنان التشكيلي محمد خضر العلي عبيد
- رحيل شيخ المنشدين حمزة شكور
سعى لمحوّ الصورة المغلوطة في أذهان الغرب

- رحيل الفنان التشكيلي مصطفى فتحي
- رحيل مأمون البوشي: فنان التصوف والشخوص الهاربة من التاريخ
طوته الأيام الأخيرة لعام 2008

- رحيل التشكيلي جريس حنا سعد
- رحيل الفنان التشكيلي شريف محرم
- رحيل الشاعر كمال فوزي الشرابي عن عمر يناهز 86 عاماً
- رحيل الفنان الكبير عبد الفتاح سكر
- رحيل الأديب الباحث نشأت الخانجي
- رحيل الصحافي الكبير جبران كورية
وداعاً أبا جابر


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

بحبك سورية:

إن الأرض التي أعطت عدنان البني، كفيلة باستمرار عطائها، لا شك أن فقدان علم في علم الآثار السورية كالدكتور البني هو خسارة كبيرة للوطن إلا أن الأمل يبقى بالجيل الجديد الذي خلف الدكتور البني، رحم الله العالم الكبير، وأسكنه فسيح جنانه، وإن لله وإن إليه لراجعون.
سورية

موسى ديب الخوري:

عرفت الدكتور عدنان البني من خلال أعماله أولاً، ثم تعرفت إليه منذ عدة سنوات فقط، فكان في قمة عطائه وألقه. عرفت فيه العالم والمفكر والمحلل، وكان التواضع سمة كلامه وسلوكه. هو من الشخصيات التي لا يصادفها الإنسان كل يوم في حياته، ومن الرجال الذين يتركون بصمة مميزة حيث يعملون، فيساهمون في تقدم العلم كما وفي بناء الأجيال. رحم الله عالمنا الكبير الدكتور عدنان البني.

أدونيس الشامي:

في بداية حياتي المهنية، عملت مع د. البني في أحد المؤتمرات الدولية. سحرني بذاكرته، بلباقته، بذهنيته المتنورة، بثقافته العالية؛ كما ذهلني بقيادته الأبوية.

هو شخص نادر، جدلي لا يقبل البقاء في الظل، صنع الكثير لسورية وآثارها وآثارييها، وكما قال سعيد: «ها هو يعود إلى تراب وطنه الذي أحبه»، أضيف: «ستبقى في ركن لطيف من وجداننا، وستعيش إلى الأبد من خلال إنجازاتك العلمية».
الشام

سعيد عبده:

إن لله وإن إليه راجعون، رحم الله عالم الآثار الكبير الذي عمل وأحب تراب وطنه بصدق، وها هو يعود إليه...
كندا

سوري:

رحم الله الدكتور البني وأسكنه فسيح جناته.

سورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 
 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر