وداعاً أبا جابر 22/تشرين الثاني/2008
«أبو جابر» اسمٌ ستفتقده الصحافة السورية والإعلاميون السوريون برحيل الكاتب والصحافي الكبير والمحلل السياسي جبران كورية.
وعند صراعه مع مرضه العضال (السرطان)، أصدر السيد الرئيس بشار الأسد توجيهاته بإرساله فوراً إلى ألمانيا لمتابعة العلاج، إلا أن المرض كان قد سيطر على الجسد الناحل وتمكن منه. ولم يتمكن من عقله وإمكاناته، فبعد عودته كتب ثلاث مقالات، ضمَّن أولَها شكرَه للسيد الرئيس لمبادرته الكريمة، وآخر مقالاته كانت حول التجربة الاقتصادية الألمانية وإمكانية الإفادة منها في سورية.
جبران كورية -وكما وصفته صحيفة «تشرين»- هو الأستاذ والزميل والمعلم لأجيال من الصحافيين، فهو من أوائل من عمل في مجال الصحافة السورية، وشارك في تأسيس الصحيفة المذكورة مع عدد كبير من الإعلاميين البارزين في مقدمتهم الراحل جلال فاروق الشريف، الذي كان أول رئيس تحرير لصحيفة «تشرين»، وشغل فيها الأستاذ كورية مديراً للأخبار ثم مديراً للتحرير، إلى أن اختاره الرئيس الراحل حافظ الأسد ليتسلم مهام مدير المكتب الصحفي في القصر الرئاسي.
أبو جابر من المثقفين والمحللين السياسيين المميزين الذين عرفتهم سورية. وهو متحدث لبق، واسع الإطلاع، كثير الصداقات، يعمل لساعات طويلة دون كلل، يبحث طويلاً للوصول إلى المعلومة في زمن كانت فيه بنوك المعلومات بعيدة ووسائل الاتصال قليلة الانتشار.
رحل الأستاذ كورية عن عمر يناهز الـ79 عاماً وترك إرثاً صحافياً كبيراً، واسماً ناصع البياض.
سيتم تشييع جثمان الفقيد عند الثالثة من بعد ظهر الأحد 23 تشرين الثاني في كنيسة «مار جرجس» في سفل التلة بباب توما.
|