معلومات مصاغة بأسلوب طريف بسيط محبب ومتناسق 13/أيلول/2008
صدر مؤخراً كتاب بعنوان «شام شريف دمشق مع بدايات القرن العشرين» للدكتور دارم طباع، يتحدث عن تاريخ دمشق والحياة الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والأدبية، فيها في العصور المختلفة.
وتناول الكتاب معلومات مهمة حول بدايات دخول دمشق عصرها الحديث، كما تعرض للتسميات والألقاب السائدة في أزقة دمشق وحاراتها ومقاهيها وأسواقها، وكذلك فنّ النداء بدمشق ومعاني بعض الكلمات العامية الشامية التي ما زالت محببة بين الناس في كل مكان حتى يومنا هذا، وخصوصاً إذا وصلت لدرجة الأمثال الشعبية، إضافة إلى الأغاني الشامية القديمة التي كانت تغنى بالأعراس.
ومن النداء وسط الحارات ينتقل الكاتب إلى وصف البيت الشامي القديم والتحدث عن فن العمارة الشامية من خلال وصف عدد من البيوتات المشهورة، كبيت الشامية، والاسطنبولي، وعبد الله باشا، وكذلك خانات دمشق المعروفة مروراً بالأبنية الحديثة، كمحطة الحجاز، والسرايا التي هي الآن موقع وزارة الداخلية، وعدد آخر من الأبنية الشهيرة.
كما تضمّن الكتاب ما تميزت به دمشق ولا تزال كمقاهيها ومنتزهاتها الجميلة التي حازت على جزء مهم من الكتاب، والتطور الذي شهدته خلال القرن الماضي، إلى ما وصلت إليه اليوم كمراكز بزوغ الأنشطة الأدبية والثقافية والسياسية، حيث يستعرض الكاتب المنتديات الأدبية التي عرفتها دمشق وصولاً إلى تطور الحياة السياسية وظهور الأحزاب التي ساهمت في بدء الحياة النيابية في سورية، التي أرست فيما بعد دعائم النظام الجمهوري.
لعل أبرز ما يميز الكتاب أنه جامعٌ للعديد من الإجابات التي تدور أسئلتها في أذهان الناس حول الفن والموسيقى في دمشق، وتطور الأغنية من الإنشاد الديني إلى طرق الغناء المعروفة، وبالتالي ظهور الحركة المسرحية وبروز روادها بدءاً من فن الدمى ومسرح الظل، وصولاً إلى رائد المسرح العربي أبي خليل القباني ومشاهير الفرق المسرحية بدمشق آنذاك، ليصل في النهاية إلى رواد الدراما السورية الذين لا تزال أسماؤهم لامعة حتى اليوم.
ولم يكن نصيب تطور الحركة الفنية التشكيلية في دمشق أقل من باقي الفنون، فقد أفرد لها الكاتب فصلاً خاصاً لينتقل بعدها إلى بدايات عصر الكهرباء والنظام المتطور لتوزيع الماء الذي كانت تعرفه دمشق بدءاً من حارة السبع طوالع وسط الشام القديمة وصولاً إلى عدان الماء في غوطتها.
يُشار إلى أن الكتاب يحوي 184 صفحةً من القطع المتوسط، تدفع القارئ إلى الاستمرار في قراءتها حتى النهاية لطرافتها وأهمية المعلومات الواردة فيها وصياغتها البسيطة المحببة والمتناسقة، إضافةً إلى ما تضمنته من صور قديمة ومجموعة من الصور الحديثة التي التقطها الكاتب في محاولة منه إلى مد جسر يصل ماضي دمشق العريق بحاضرها المشرق.
|