شاعرات عربيات

المهد تطلق «زرياب» وتسعى لثورة مسرحية

تجسيد للصراع بين الحداثة والتقليد

30/حزيران/2008

لم تُخف السيدة رنا عدنان الحسن صاحبة شركة المهد المسرحية تفاؤلها باستمرار مشروعها الثقافي-المسرحي، الذي أسسته بهدوء وأمَّنت مستلزماته وكوادره التي ستدفع به إلى آفاق مسرحية جديدة.

فهي بحسب قولها خلال المؤتمر الصحفي مساء الخميس 26 حزيران، ستسعى ليكون مشروعها الثقافي لا يستغني عن الترفيه والمتعة، وبرأي السيدة الحسن المسرح الاستعراضي الغنائي ربما يشكل جسراً، يصل بين مسرح النخبة والمسرح الخاص التجاري.

مسرحية «زرياب» باكورة أعمال المهد، التي ستنطلق عروضها عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الثلاثاء 1 تموز، على مسرح راميتا في دمشق، و قد كتبها المسرحي محمد بري العواني، الذي سجل قبل كلامه عن العرض والنص انتقاده لمعدي الملف الصحفي عن الشركة والعرض، حيث أسقط اسمه من كادر المسرحية «زرياب»، ثم حيا مشروع الحسن المسرحي التنويري مستخدما كلمة سقطت من التداول الإعلامي المحلي منذ سنوات «المسرح مشروع ثوري».

النص «زرياب» حسب الكاتب العواني يعود إلى الفترة العباسية-الأندلسية، والصراع بين اسحق الموصلي وإبراهيم بن المهدي، الذي هو حقيقة تجسيدٍ للصراع بين الحداثة والتقليد. فالنصُّ ذو طبيعةٍ فلسفية فكرية. وإذا كانت المسرحية موثقة تاريخياً من حيث الأحداث، فهي كحبكةٍ مسرحية وكدراما من إبداع الكاتب، ورغم ذلك مسؤولية الغلط التاريخي يتحملها الكاتب حسب العواني معلناً أنه يفهم نوعاً ما بالموسيقى، فهو عازفٌ وبالإخراج المسرحي. لذلك وحسب خبرته وفهمه فهذا العرض سيدهش الجميع وسيفاجئهم إلا النقاد المتطرفين. وحيّا الكاتب جهود المخرج الشاب عروة العربي، والموسيقي رضوان نصري، وكاتب الأغاني معن خليفة، والممثلين، والتصميم البارع للرقص الذي قام به محمد عودة ومحمد عيسى، مؤكداً مرة أخرى للجميع بأنهم سيرون مسرحاً جديداً.

المخرج الشاب والمجتهد عروة العربي اعتبر أن ما يقومون به في «زرياب» محاولةً في المسرح الاستعراضي الغنائي، فنحن ليس لدينا مختصين بهذا النوع وليس هناك تأسيساً له.

الزميل نضال قوشحة -ستشار شركة المهد الإعلامي- والذي أشرف على المؤتمر، اعتذر من المؤلف محمد بري العواني لنسيان اسمه من الملف الإعلامي، لكون ما حصل خطأ غير مقصود وهو مسؤول عنه.

وأثير في المؤتمر قضية غياب المناهج التي تدرس الفن والمسرح من مناهج التعليم المدرسية، وردَّ الزميل سمير المطرود -المستشار الفني في المؤسسة-، بأن هذا الأمر يدخل في اختصاص مؤسساتٍ حكومية أخرى «وزارة التربية»، وليس من اختصاص المسرحيين، وفيما إذا كان نصُّ زرياب التاريخي هروباً من الرقابة، أجاب عروة العربي: «لا أعرف عن الرقابة شيئاً واخترنا هذا النص لأهميته الفكرية والفنية دون أي تفكير في موضوع الرقابة»، في حين تمنى المطرود لو أن عَرض زرياب جاء ضمن احتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية لكن العرض ليس له أية علاقة بالاحتفالية.

كما أثيرت في المؤتمر مسألة أسعار البطاقات المرتفعة التي تصل لألف ليرة سورية، وبررت مديرة المؤسسة رنا الحسن الأمر بأن هذه المؤسسة خاصة، تريد إرساء تقاليد جديدة لأجور الممثلين والفنيين فإذا كنا سنأتي بالنجوم إلى المسرح، لابد من أجور تختلف عن أجور مديرية المسارح، مؤكدةً بأن ما سيرونه على الخشبة من مستوى فنيّ رفيع يستحق ثمن البطاقة وربما أكثر.

في سياق المؤتمر صحَّح أحد الحضور معلومة تاريخية متداولة حيث قال: «إن من أضاف وتر العود الخامس هو إسحاق يعقوب الكندي ونفذه زرياب فنسبت خطأ لهذا الأخير».

في كلمة شركة المهد للفنون المسرحية، والتي جاءت بتوقيع مديرتها تأكيد على أن صناعة الخطاب الثقافي يحتاج إلى التغيير في المجتمع، واعتبرت كلمة الشركة أن خطوتها المسرحية هذه هي إسهامٌ جادٌ في مواكبة المجتمع بأسره، لتقنيات العصر دون السقوط في فخّ السلبي من فضاء العولمة والتبعية والتقليد الأعمى، أو السقوط في محنة صدمةٍ حضارية تقود إلى استهتار بالذات وفقدان الثقة بها. وقد أكدت السيدة الحسن في نهاية المؤتمر أن شركتها مسرحية لذلك لن تتحول أبدا إلى الإنتاج التلفزيوني.




تشرين


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
عبد السلام العجيلي
عبد السلام العجيلي
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 
 

مهرجان تدمر



هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر