أنطيوخس التاسع



أنطيوخس التاسع

لم يهنأ انطيوخس الثامن جروبوس طويلاً بصفاء الجوّ له، إذ تعرض في سنة 116ق.م إلى تدخل أخيه انيطوخس (التاسع فيما بعد)، وكان هذا الأنطيوخس ابناً لـأنطيوخس السابع من كليوباترا، وكانت أمه كليوباترا ثيا قد أرسلته إلى مدينة كوزيكوس في آسيا الصغرى للدراسة. ولما سمع بمقتل والدته تاقت نفسه إلى السلطة، واستغل نبأ أشاعه بين الناس بأن أخوه يخطط لقتله كما قتل أمه وأعلن الحرب على أخيه مستغلاً الذكرى العطرة التي خلفها والده بين الأنطاكيين، ولقَّب نفسه بعد نجاحه في اقتناص السلطة بلقب المحب لوالده «فيلوباتور» في حين أطلق عليه السوريون لقب «الكوزيكي» على اسم المدينة التي قدم منها. وانقسم السوريون بين معظم مؤيد له وبعض مناهض، وبدأ نزاع أسري مرير زاد في حدة تعقيده تدخل المنازعات البطلمية في بعض تفاصيله، وبيان ذلك أن بطلميوس الثامن توفي سنة 117ق.م وأكرهت أرملته كيلوباترا الثالثة على أن يشاركها في الحكم ابنها الأكبر بطلميوس التاسع الذي كانت تكن له كراهية عميقة لعدم طاعته وعناده في حين كانت تميل إلى ابنها الأصغر (بطلميوس اسكندر) وكان يشغل منصب حاكم جزيرة قبرص. ويبدو أن بطلميوس التاسع لم يكن في فاتحة حكمه في وضع يسمح له بمقاومة رغبات والدته حتى أنه وافقها على طلاق زوجته وشقيقته في الوقت نفسه المدعوة (كليوباترا الرابعة) والزواج من شقيته الأخرى (كليوباترا الخامسة سليني= القمر).

ولم تكن كليوباترا الرابعة لتذعن على مضض لما قررته والدتها ونفذه زوجها، بل سارعت بعد إقصائها إلى مغادرة مصر باتجاه سورية على رأس عدد كبير من أتباعها وعرض يدها على انطيوخس التاسع (الكوزيكي) الذي تزوجها دون تردد ولما كان انطيوخس الثامن (جروبوس) الهارب من وجه أخيه إلى آسيا الصغرى متزوجاً من تروفاينا الأخب الكبرى لكليوباترا الرابعة، فقد أصبحت الحرب بين الأخوين حرباً بين الأختين أيضاً. وتذكر المصادر القديمة أن (جروبوس) الذي كان يعد العدة لقتال أخيه في آسيا الصغرى، نجح في إعداد جيش تمكن بواسطته من دخول العاصمة أنطاكية بعد هزيمة أخيه (الكوزيكي) الذي فر تاركاً زوجته كليوباترا الرابعة التي التجأت إلى معبد أبولون في ضاحية دفنه. ورغم قدسية الموقع أمرت تروفاينا بسحب أختها خارج حرم المعبد لقتلها، وتذكر المصادر نفسها قيام الجنود المكلفين بهذه المهمة بقطع يدي كليوباترا الرابعة المتعلقة بصورة جدارية للربة أرتميس في المعبد نفسه. ولكن الملكة القاتلة لم تهنأ بانتقامها طويلاً إذ قام الكوزيكي بالانتقام لزوجته من تروفاينا عندما وقعت في يده في السنة التالية 111ق.م وكانت في انتظار زوجها (جروبوس) الذي ذهب إلى آسيا الصغرى مرة أخرى لتجنيد عدد آخر من الجنود المرتزقة.



Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email
يمكن للمشتركين إغناء هذا الموضوع
للتسجيل اضغط هنا