معرض الفنان رامي صابور في دار كلمات بحلب

13 10

قفزة في الألوان

ضمن سلسلة عروضها التي تأتي تحت عنوان «رؤية تشكيلية شابة» ضمن موسمها الحالي، افتتحت دار كلمات بحلب يوم الأربعاء الماضي 7 تشرين الأول 2009 معرض الفنان التشكيلي الشاب رامي صابور من خلال معرض فردي يقدم فيه آخر نتاجاته التشكيلية.

وكان قد سبق لرامي صابور أن شارك ضمن العروض الجماعية التي أقيمت تحت عنوان «رؤية تشكيلية شابة» والتي رعتها دار كلمات في كل من حلب واللاذقية لهذا العام، كما تخلل المعرضين معارض فردية لكل من الفنان التشكيلي آزاد حمي والفنان التشكيلي طارق بطيحي. وقد أتت المعارض ضمنت رؤية فنية متميزة لتردف الحركة التشكيلية السورية برؤية جديدة ودماء جديدة.

ورامي صبور من مواليد اللاذقية، وهو خريج كلية الفنون الجميلة، وهو يقول عن معرضه: «في الطبيعة جواهر لونية حاولت أن امتلكها في الواني واخزن مشاهد من الطبيعة أثرت في داخلي تأثيراً كبيراً».

وجاء أيضاً في تقديم المعرض بقلم الشاعر منذر مصري عن الفنان الشاب رامي صابور وتحت عنوان «رامي صابور... الفن قفزة في الألوان» ما نثبته هنا:

رامي صابور ... الفن قفزة في الألوان
دهشت ، صدمت، انبهرت، لا أدري أي كلمة تصلح لوصف انطباعي لحظة دخولي معرض الفنان رامي صابور . كان هناك غابة من ألوان غابة مسحورة من الأزرق والأخضر والأحمر والأصفر.. عالم من حلم قلت في نفسي .. إلا أن هذا ليس حكم قيمة، إنه إحساس أو انطباع كما ذكرت .. ذلك أنني في غمرة هذا الشعور لا يمكن لي أن أرى ما أنجزه صابور على حقيقته .. كان لا بد لي أن أتجاوز ذلك الانبهار، وأقترب أكثر من اللوحات بعينين مفتوحتين، بقدر ما تريدان أن تتمتعا، بقدر ما تريدان أن تدققا بأدوات ومفردات العمل الفنية.

ماذا وجدت؟ وجدت أن رامي صابور يقدم تجربة متكاملة ما أمكن للفن أن يدعي هذا الكمال. أقصد أن ذلك الدفق بالألوان قد رافقه تأليف تشكيلي من مفردات متنوعة ومحددة بآن. أشجارٌ دائرية ومخروطية، بيوت صغيرة، بحيرات، شخوص، جبال بعيدة. تم توزيعها في كل لوحة على حدة، وعلى اللوحات جميعها بآن معاً مشكلة الموضوع الرئيسي للمنظر الطبيعي الحاضن لكل ما ذكرت. أي أن كل عناصر العمل متناسقة ومتوافقة بامتياز.

إذن .. أقول: إن المنظر الطبيعي هو الموضوع الأكثر مناسبة لاستخدام مثل هذه الألوان الغنية والقوية حيث كل لوحة تبدو وكأنها رغم تفردها تشكل حلقة من السلسلة. إلا أن هذا المنظر لا يعود طبيعياً. ذلك أن صابور يرسم أولاً وآخراً عالماً من السحر، مناظر سحرية حيث كل شجرة لون وكل شجرة شكل، وحيث كل بقعة لون مئة لون وحيث البحيرات صفراء أو خضراء يخالطها الأزرق والحمر ثم يأتي ذلك الذوبان في الخطوط التي تجدد الأفق أو شطوط البحيرات، غالباً كأداة من أدوات عمل ما وأحياناً يأخذ دور البطولة في عدة لوحات.

في كل تجربة فنية يوجد معادلة .. لا بل معادلات .. وليس من الضروري أن تكون كل المعادلات متوازنة .. أي أنه كثيراً ما يغلب الفنان عنصراً ما على عنصر آخر.

فالعاطفة مثلاً هي الغالبة في مرحلة بيكاسو الزرقاء أما في المرحلة الثانية فالأسلوب هو كل شيء أما فان كوخ فأنت إذ تنظر ترى الألم.

وهكذا فإن صابور بالتأكيد يغلب اللون على الخط رغم وجود الأشكال المتنوعة المحددة إما باللون وإما بالخط ، لكن اللون .. أعود وأكرر يظل صاحب الدور الأول والثاني والثالث في العمل مما جعلني أكتب على دفتر الزوار ما يلي: إذا كان الخط مقدساً .. فاللون خطيئة .. هذه الخطيئة التي لم تخرج رامي صابور من الجنة بل بالعكس أدخلته بها . لوحات صابور لا أكثر من جنة متخيلة.

ورامي بمعرضه هذا يخطو خطوة كبيرة فحسب بل إنه يقفز وإذا كان الفن كما يقول بيكاسو قفزة في الظلام فنحن أمام مثال يقول: الفن قفزة في الألوان وهو بهذا يعد بالكثير.

وما أريد قوله في النهاية .. إن رامي صابور يقف الآن على باب حلم .. وهو باب مفتوح له على آخره.

يبقى أن نذكر أن معرض «رؤية تشكيلية شابة 3، الفنان التشكيلي رامي صابور» مستمر لغاية 31 تشرين الأول 2009 في دار كلمات بحلب، شارع أمين الريحاني.


عدنان أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق