فيليب أبلوا ورضا عابديني يعرضان في المركز الثقافي الفرنسي

04/نيسان/2010

افتُتح في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق معرضٌ للفنانَين الفرنسي فيليب أبلوا والإيراني رضا عابديني، وقد شمل مجموعةً من الملصقات والبوسترات وأغلفة الكتب التي صممها الفنانان خلال فترة عملهما في مجال الطباعة والنشر.

سبق الافتتاح مؤتمرٌ صحفي للفنانين قدما فيه عرضاً موسعاً لتجربتهما الفنية. من جهته أعرب فيليب أبلوا بسعادته لإقامة معرضه في سورية: «حتى أنه خطر ببالي أن أخبر رضا ليشاركني المعرض كونه ابن حضارة قريبة من حضارة المنطقة وينجز تصاميمه معتمداً على الخط العربي». وأضاف أبلوا: «أعمل على الحروف اللاتينية، وأرى أنه رغم صعوبة فك دلالاتها، إلا أنها خصبة وثرية للإبداع الأصيل، وكان المفاجئ بالنسبة لي هو الالتقاء مع غرافيكيين من مناطق وحضارات أخرى في العالم، يطرحون على أنفسهم الأسئلة نفسها التي نطرحها على أنفسنا، سواءً كانوا من الصين أو إيران أو الهند أو اليابان».


الفرنسي فيليب أبلوا

ثم عرض أبلوا لنماذج من أعماله، مركِّزاً على ما قدمه خلال الفترة الأخيرة، ومنها غلاف كتالوغ بمناسبة ذكرى وفاة مصمم الأزياء الفرنسي ليورانت الذي توفي منذ فترة، وقد استند فيها إلى ما قدمه ليورانت في عالم الأزياء وابتكارته في التصميم اعتماداً على طرق حداثية. بعد ذلك عرض مشروعاً صممه احتفاءً بالكتَّاب الأفارقة الموجودين في مهرجان أقيم في فرنسا على شرف الأدباء الأجانب، إضافة إلى بروشورات تحدث فيها عن حضارة جزر الكاريبي وحضارة تلك المنطقة من أمريكا الجنوبية، كما قدم أبلوا بروشوراً عن الراوائي الأمريكي فيليب راف قائلاً: «لقد ساعدني راف على تفجير الإبداع بعد أن قرأتُ أعماله، وحاولت أن أجد طريقةً تعبر عن هواجس هذا الرجل المشغول بالتحليل النفسي في مجمل أعماله». وأكَّد فيليب أبلوا في حديثه على استلهامه من الحضارات الأخرى وفنون الخط الموجودة لدى شعوب الصين والهند والعالم العربي.

الإيراني رضا عابديني

بدوره عبَّر الفنان الإيراني رضا عابديني عن سعادته بإقامة معرض مشترك مع أبلوا وفي سورية خصوصاً، نظراً للتقارب الثقافي الذي لمسه، خاصةً وأن معظم عمله مشغول بالخط العربي وإن كان باللغة الفارسية. تحدث عابديني عن بداياته قائلاً: «بعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة في طهران، لم أكن أهتم كثيراً بالتراث الشرقي، لأن المناهج فيها كانت تدرِّس المدارس الغربية فقط. وتولد هذا الاهتمام بعد إقامتي في مدينة أصفهان الإيرانية، وهناك شاهدتُ الفنون الإسلامية والفارسية واندمجتُ فيها، وبدأتُ أتعلم نماذج المعمار والخط، وبدأتُ بالفعل بدراسة الخط، ومن هنا انطلق مشروعي في عالم الغرافيك، محاولاً الربط بين الحرف والصورة».

ثم استعرض عابديني نماذج من عمله، معبِّراً عن هدفه بقوله: «إن محاولتي الأساسية والدائمة هي في فهم روح الكلمة وروح الحرف، وهما أقرب ما يكونا لإيجاد الصلة بيني وبين العمل، وهذا بحد ذاته يخلق التحدي الداخلي في إعادة التركيز على الجمال الأصلي في الطباعة». ولفت عابديني في حديثه إلى المسافات التي يتلاعب فيها بين الأحرف من خلال الألوان تارةً، أو من خلال النقاط تارةً أخرى، مضيفاً: «هناك دائماً مسافات غير ضرورية بين الأحرف أو الكلمات، إضافة إلى أن النقاط تلعب دوراً هاماً، فهي بالفعل نقاط للتوازن تظهر في الكلمات». ولفت عابديني في حديثه إلى لجوئه الدائم إلى التراث من خلال الكتب التراثية، والأعمال الخزفية والنسيجية، وحتى الكتب التي تتحدث عن تاريخ العمران في الشرق عموماً وليس في إيران فقط.

الجدير ذكره أن المعرض سيستمر في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق حتى 23 نيسان 2010.

.


عمر الأسعد
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك