الحالات الإنسانية واحدة في أي مكان 20/كانون الثاني/2009
عكست اللوحات المعروضة في المركز الثقافي الروسي تحت عنوان «إيحاءات من سورية» تفاعل الفنانين المشاركين مع الموضوعات التي جسدوها بألوانهم وأدواتهم لتتحول إلى قصصٍ تروي ما تركه المكان في داخلهم.
وتنوعت موضوعات الفنانين الروسيين «ألكساندر كاربيتشيف» و«أوليغ بيلاييف» وفنانين آخرين من الدبلوماسيين العاملين بالسفارة الروسية في دمشق بين موضوعاتٍ مستقاة من البيئة السورية وطبيعتها، وعماراتها القديمة، ووجوه الناس، إلى جانب عناصر من البيئة الروسية بأساليب واقعية تعكس تأثر وتفاعل الفنانين بتلك الموضوعات.
وقد برز الفنان كاربيتشيف الذي يشغل المستشار الأول للسفير الروسي بدمشق من خلال لوحاته ذات الحجوم المتوسطة، إذ تنوعت بين الطبيعة والمعالم الأثرية في سورية وروسيا وكأنَّها تتويجٌ للقاء الثقافتين الروسية والعربية.
كما ظهرت روعة ألوانه الزيتية التي نقلت روح الفرح والرضا وكأنَّه يُريد دمجَ الثقافتين، فكانت أعماله توثيقاً وعرضاً لجمال وحضارة سورية في آن معاً، وتعريفاً للمتلقي السوري بروسيا وبهائها، ومن يشاهد تلك اللوحات يثيره الفضول لزيارة سورية ومشاهدة ما تركته لوحاته في العين والقلب.
وفي تصريح له قال الفنان كاربيتشيف: «إنَّني قمت بهذا المعرض الذي يضمُّ 20 عملاً لي لأوفي سورية حقها من الجمال والروعة والحضارة، ولأقدم شيئاً جميلاً للناس يحضهم على السعادة والفرح».
وأضاف كاربيتشيف المولود في منطقة بيروسلاف بروسيا عام 1950هذا أول معرض لي في سورية، وفيه عدة لوحات مكرسة لروسيا ولسورية للتعبير عن الصداقة المشتركة التي تجمعهما، مؤكداً أنَّه سيكمل في رحلة الفن التي يستطيع من خلالها التعبير عما يجول في خاطره من أحاسيس ومشاعر.
وأشار إلى أنَّ في جعبته الكثير من الأفكار التي سيطرحها في معارض لاحقة وهو بصدد الانتهاء من لوحة سماها «سورية الطائرة أو المحلقة»، مؤكداً اعتزازه بما يرسمه عن سورية عموماً وعن دمشق خصوصاً التي تُعدُّ بلد الألف مسجد.
أما لوحات الفنان «أوليغ بيلاييف» والتي بلغت 13 عملاً فكانت عبارة عن تصويرٍ حي وبالألوان المائية لما تكنزه سورية من طبيعة خلابة وآثار غنية تدل على حضارتها العريقة.
وأكد بيلاييف أنَّه كان يفكر منذ الطفولة بأن يكون فناناً تشكيلياً، لكنه عندما تقدم إلى اختبار القبول في كلية بيتربورغ التي هي من أهمِّ أكاديميات الفن لم يستطع الانتساب لأنَّهم يريدون أشخاصاً موهوبين جداً.
وقال بيلاييف: «إنَّ حبي للفن التشكيلي والسحر الذي أمدتني به آثار سورية وطبيعتها وأناسها كانا دافعاً أساسياً لأرسم لوحاتي والتي اشتركت بها في هذا المعرض».
كما تضمن المعرض لوحاتٍ متفرقة تصور سورية وروسيا، وتتناول مواضيع عدة من طبيعة صامتة، ورسمٍ لأيقونات وحيوانات جميلة من البيئتين السورية والروسية، إلى جانب البيوت القديمة في دمشق، لكن عنصر المرأة كان طاغياً على مفرداتها.
وتنوعت هذه اللوحات بين التعبيرية والزخرفة النباتية وغيرها، وقد بدت فيما يشبه المقاربة بين روسيا وسورية والتأكيد بأنَّ الحالات الإنسانية واحدة في أي مكان.
|