إحدى روائع تشايكوفسكي على مسرح الأوبرا 31/آذار/2008
«تدخل الأرضَ فتاةٌ تبدو وكأنها بجعة وفتاة في نفس الوقت، فوجهها الجميل محاط بريش البجع الابيض الملتصق بشعرها تماماً. لكن الأمير ينبهر بهذا المخلوق الساحر الجميل، مما يدفع به لدخول الأرض الفضاء متحركاً بهدوء خشية أن يسبب لها إزعاجاً· تصاب الفتاة الجميلة بالذعر، وتتراجع إلى الخلف مبتعدة عن الأمير، وتتحرك في اضطراب شديد ومحاولة يائسة للاندفاع بعيداً عن الأرض، وهنا يرجوها الأمير ألا تذهب، فقد وقع في غرامها وأعجب بها وأحبها، وعليها ألا تطير بعيداً، ويعدها بأنه لن يؤذيها ولن يطلق سهامه عليها، لأنه أحبها، وأن سهامها هي التي أصابت قلبه منذ الوهلة الأولى التي وقع فيه بصره عليها».
هي «بحيرة البجع» لبيوتر تشايكوفسكي، التي تمّ تقديمها لأول مرة على مسرح البولشوي في موسكو عام 1887، ستقوم بتقديمها فرقةٌ بيلاروسية بنفس الاسم وهي الفرقة الوطنية لأكاديمية المسرح للباليه (البولشوي)، بالتعاون بين الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية وسفارة جمهورية بيلاروسيا بدمشق، على مسرح الأوبرا في دار الأسد يومي الثلاثاء 15 والأربعاء 16 نيسان عند الساعة الثامنة مساءً. تتضمن أربعة فصول استعراضية موسيقية راقصة في باليه درامي. كتب كلماتها بالروسية المؤلفان في-بي بيغتشين وفاستلي جلتزر وقام بتصميم رقصات الباليه جوليوس ريزنجر.
تعتبر «بحيرة البجع» إحدى روائع تشايكوفسكي الموسيقية التي ألفها عام 1887 -والتي تضاف إلى مؤلفات أخرى للباليه- كتراثه الموسيقي العالمي في «الجمال النائم» و«كسارة البندق» و«الأميرة النائمة»· تميّز تشايكوفسكي بمقدرة فذّة على تنسيق الفرقة الموسيقية (الأوركسترا) من مزج أصوات الآلات الموسيقية المختلفة بخلق الأثر الموسيقي المتنامي، وكانت له أيضاً موهبة خاصة في كتابة المقطوعات الغنائية؛ وعليها يعد تشايكوفسكي من أوائل الموسيقيين الروس الذين اشتهروا عالمياً.
تضم أعمال تشايكوفسكي الموسيقية الأخرى «الكابريشيو الإيطالي»، وبعض المؤلفات الأخرى كـ«كونشرتو للبيانو» و«افتتاحية 1812» و«مارش سلاف» اللاتي تعتبرن من الكلاسيكيات في هذا المجال. أما في موسيقى الآلات فأهم أعماله رباعيتُه الوترية الثالثة، وقصيدته السيمفونية «العاصفة»، وافتتاحياته السيمفونية في «مانفرد» و«روميو وجوليت» و«هاملت» و«فرلاانشكا داريمني».
|