ندوة التاريخ والتراث المشترك بين سورية وتركيا وهنغاريا

15/كانون الثاني/2009

عقدت في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات ندوة «سورية وتركيا وهنغاريا.. إضاءة على التاريخ والتراث المشترك» بالتعاون بين سفارتي هنغاريا وتركيا وجامعة دمشق.
وأكد الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق في بداية الندوة أن العرب أدوا دوراً مهماً في تقدم حضارة البشرية عبر اكتشافات مذهلة في مختلف مجالات العلوم التطبيقية والرياضية وعلوم اللغة والموسيقا والعمارة.
وقال الدكتور معلا: لعل الملايين التي خرجت في كل مكان تندد بالجرائم الفظيعة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة هو أكبر دليل أننا نعيش في عالم مفتوح لا تفصل بين الشعوب تضاريس ولا حدود مضيفاً: عندما تبدأ هذه الشعوب بناء حضارتها فإنها تستقي العديد من عناصرها من حضارات أخرى وتؤثر في غيرها.
ثم قدم الدكتور محمد ابشيرلي من تركيا في مداخلته بعض النماذج من التاريخ المشترك بين سورية وتركيا وبين هنغاريا وتركيا أكد فيها أن الدولة العثمانية نشأت في الأصل كدولة بلقانية وبدأت مدن البلقان تتخذ طابعاً تركياً وإسلامياً بمساجدها ومدارسها ومكتباتها.
وأشار ابشيرلي إلى أن هناك عوامل عدة أثرت في الحياة الثقافية المشتركة بين الولايات والأقاليم التي خضعت للدولة العثمانية منها السجلات الشرعية والميزانيات السنوية.
من جانبه أكد الدكتور محمود عامر في مداخلته أن أهمية التاريخ العثماني تكمن في أنه تاريخ أعراف وتقاليد كانت وما زالت تلامس حياتنا اليومية مشيراً إلى مرحلة ما بعد فتح القسطنطينية حين تقبل العثمانيون الثقافات الأخرى ومرحلة الإصلاحات والتنظيمات التي أفرزت ثقافات مصبوغة بصبغة قومية اكتسب خلالها الأتراك شخصية تلاءمت مع الواقع المعاش.
وقال عامر إن التوسع العثماني أرضاً هيأ لهم دخول ثقافات أكثر تبايناً وولد تأثيراً متبادلاً بعث الحياة في الفنون التركية مضيفاً إذا كانت دمشق وبودابست تعج بالصناعة اليدوية والمكتبات الأدبية والحوليات العلمية فإن اسطنبول مثلت آنذاك المركز الثقافي والفني للإمبراطورية معدداً بعض الصناعات والحرف التي أخذها العثمانيون وأضافوا عليها ووزعوها في سائر ولايات الدولة.
بدوره ركز الدكتور غيزا ديفيد من هنغاريا في مداخلته على التراث الهنغاري وتطوره خلال تلك المرحلة والوقائع التاريخية التي جمعت تركيا وهنغاريا.
وأوضح ديفيد أنه رغم المدة القصيرة التي حكم فيها العثمانيون هنغاريا إلا أن خصائص كثيرة في المجتمع المحلي تطورت وتبدلت مضيفاً ان ما كان مميزاً خلال تلك الفترة هو التعايش الإسلامي المسيحي وانتقال الكثير من الأعراف والتقاليد بين الديانتين.
وأشار إلى تطور البناء العمراني والأدب ومدى التأثير الذي قام به العثمانيون في الهنغاريين حيث إن الكثير من الأبنية شيدت على النمط السائد في اسطنبول.
بعد ذلك عقدت جلسة نقاش أدارها الدكتور وضاح الخطيب أجاب خلالها المحاضرون عن أسئلة الحضور والمشاركين.
حضر الندوة سفراء تركيا وهنغاريا والبرازيل في دمشق وعدد كبير من الباحثين والمهتمين.



سانا

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك