حملة ترميم واستثمار واسعة في حماة القديمة

19/آذار/2008


تشهد حالياً المواقع الأثرية والتاريخية في مدينة حماة أعمال ترميم واسعة متنوعة تقوم بها لجنة حماية المدينة القديمة في مجلس مدينة حماة ومديرية آثار حماة.

تتناول هذه الأعمال إصلاح وترميم الأسواق والمباني القديمة والحمامات وغيرها، وحسب مصادر لجنة المدينة القديمة فإن الأعمال حالياً تتركز في سوق اللبن الأثري المجاور لشارع الثامن من آذار، وهو سوق قديم يزيد عمره عن أربعمائة سنة ويضم حوالي أربعين محلاً، وكان متخصصاً ببيع اللبن ومشتقات الحليب.

سيتم من خلال أعمال الترميم فيه إصلاح الواجهات وإقامة سقف معدني نصف دائري وإصلاح البنى التحتية للسوق وإزالة الأرضية الإسمنتية واستبدالها بحجر بازلتي أسود وإظهار القناة وإزالة التشوهات البصرية المسيئة للقيمة الجمالية والأثرية لهذا السوق الذي يأتي في المرتبة الثانية بين الأسواق القديمة بعد سوق الطويل، الذي تستعد أيضاً دائرة مدينة حماة القديمة لإطلاق أعمال ترميم واسعة فيه بعد أن تم تنفيذ الإضبارة والدراسة الخاصة بالمشروع، وهو سوق كبير قديم يرجع تاريخ بنائه إلى بدايات عام 1205، ويضم السوق حمامات وخانات وأوابد قديمة. وقد تم مؤخراً إجراء أعمال ترميم لحمام الحلق حيث أعيد كما كان سابقاً قبل أن يتهدم.

كذلك في أعمال الترميم أُنجز ترميم سوق برهان، وهو سوق قديم يقع في حي الحاضر شمال شرق مركز المدينة وزُود بسقف معدني نصف دائري بارتفاع جيد أعطى السوق شكلاً جمالياً، كما تمّت فيه أعمال إصلاح البنية التحتية من صرف صحي وشبكات كهرباء وهاتف ومياه وأعيد ترميم الواجهات الحجرية بالحجارة ذاتها المبني بها قديماً.

كذلك في مجال استثمار المباني القديمة فقد طُرح في سوق الاستثمار السياحي العام الماضي 2007 مبنى السجن القديم وسط المدينة جانب المركز الثقافي، وهو مبنى تاريخي مسجل أثرياً، وقد أعطي لمستثمر بمبلغ ثلاثمائة مليون ليرة ليجري عليه أعمال ترميم واسعة بإشراف مديرية آثار حماة ثم توظيف طابقه العلوي كفندق من ثلاث نجوم، بينما سيتم استثمار الطابق السفلي كمطاعم وقاعات مناسبات واستقبال. والمبنى كبير يضم عشرين غرفة في طابقه العلوي وهو قديم لم تجرِ عليه أعمال إصلاح منذ انتقال السجن إلى المبنى الجديد شرقي حماة قبل ما يقارب خمس عشرة سنة، وظل المبنى فارغاً بغير استثمار.

فيما يتعلق بحي الطوافرة وهو من أهم أحياء حماة القديمة والأثرية وحسب مصادر دائرة حماية المدينة القديمة التي تشغل مبنى قديماً في الحي المذكور، فقد انتهت أعمال الترميم في هذا الحي التي شملت إصلاح البنى التحتية، ويتم حالياً إنجاز ما تبقى من ترميم مبنى دائرة المدينة القديمة حيث هناك أعمال خشبية تراثية فقط في الطابق الثاني من المبنى. في هذا الحي يقع المبنى التاريخي الشهير «قصر العظم» الذي ظل عشرات السنين مقراً لمتحف حماة الوطني قبل أن ينتقل إلى المبنى الجديد الحديث الذي أنجزته مديرية الآثار والمتاحف قبل ما يقارب ثماني سنوات. وقد حول مبنى قصر العظم بعد ذلك إلى متحف للتقاليد الشعبية. وتتم فيه حالياً أعمال ترميم واسعة تحديداً في قاعة الذهب التي تشغل قسم الحرملك، وكانت مكانَ استقبال ضيوف والي حماة أسعد باشا العظم ولذلك جاءت غنية بالزخارف والرسومات والعجمي.

حسب مديرية آثار حماة والسيد جمال رمضان، فإن هذه القاعة الجميلة ستفتح أبوابها أمام الزوار بداية شهر آذار بعد أن تكون أعمال الترميم والإصلاح قد أنجزت، وقد بلغت كلفتها ما يقارب ثمانية ملايين ليرة، وستزود القاعة في مشروع قادم بفرش جديد من كراسٍ ومنطق (ديوان عربي)، ورصد لذلك ما يقارب ثلاثة ملايين ليرة.

يذكر هنا أن قصر العظم بحماة بني على ثلاث مراحل فقد بنى أسعد باشا العظم قسم الحرملك عام 1740، وقام نصوح باشا العظم بتشييد قسم السلاملك عام 1780، أما مؤيد باشا العظم فقام بإنشاء بعض الإضافات على قسم الحرملك وبناء الحمام بين عام 1824 و1830. والقصر يتألف من الحرملك الذي يشغله حالياً متحف التقاليد الشعبية، والسلاملك وهو يحتاج لأعمال ترميم واسعة، وبينهما الحمام الخاص بهذا القصر، وكل قسم من أقسامه يتكون من طابقين، ويضم المبنى باحات واسعة تحوي بركاً جميلة وأشجاراً باسقة من أجملها شجرة المانوليا العطرة.




تشرين


مواضيع ذات صلة
- اكتشاف لوحة فسيفساء تعود إلى القرن الخامس الميلادي
الخوري: اللوحة في الأغلب تعود إلى العهد البيزنطي

- بحث واقع العقارات الأثرية الآيلة للسقوط في حماة
- انطلاق فعاليات مهرجان حماة المسرحي
المسرح يقفُ في مقدمةِ روافد الثقافة التي تمثلُ حاجةً عليا للبشرية بأفكارهِ المستنيرة وأداء ممثليه

- اختيار عدد من المواقع السياحية في حماة
لطرحها في سوق الاستثمار السياحي

- اختيار مواقع سياحية في حماة لعرضها على سوق الاستثمار السياحي
- أمسية تراثية غنائية بحماة
قدمتها فرقة «المزيونة» للفنون الشعبية العمانية

- تطوير مركز مدينة حماة ضمن خطة جامعة باري
الحفاظ على الطابع العمراني التراثي للأبنية التاريخية في مدينة حماة

- العثور على لقى فخارية بتل الشير بحماة تعود لـ 7500 قبل الميلاد
تاكيداً الدور الحيوي الذي لعبته هذه المنطقة من بلاد الشام في عملية الاستيطان والاستقرار

- العثور على 60 ديناراً ذهبياً أثرياً تعود للعصر البيزنطي بحماة
بُعد حضاري يتمثل في صك نقود من الذهب الخالص خلال تلك الحقبة الزمنية

- اكتشافات أثرية مهمة في حماة
رأس صقر منحوت بطريقة الطَرق فوق الصخرة الأم


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر