ملتقى الشعر العربي المعاصر يتابع فعالياته
والصعوبات التي يعاني منها الشعر

27/تشرين الثاني/2008

تابع ملتقى الشعر العربي المعاصر فعالياته مساء الأربعاء 26 تشرين الثاني 2008 بجلسة بعنوان «الشعر والتلقي» ترأسها الشاعر «إبراهيم الجرادي» تحدث فيها عن الصعوبات التي يعانيها الشعر وتضاؤل حجم متلقيه.
وتحدث الشاعر المصري «عماد أبو صالح» في مداخلة له عن معاناة بعض الشعراء في إيصال إبداعاتهم إلى الجمهور وساق مثالاً على ذلك الشاعر الإسباني «لوركا» ورحلته إلى أميركا حيث عانى هناك.
وأضاف أبو صالح أن الشاعر هو الوحيد القادر على نطق الحقيقة عارية وقاطعة كحد سكين أو شوكة وردة وهو الذي لا يملك أحد حق معاقبته ليس لأنه فوق المساءلة إنما لأنه مهما شاخ يحمل بين ضلوعه قلب طفل.
كما تحدث الشاعر «خضر الآغا» عن موضوع التلقي الشعري وأن المتلقي كان على الدوام بمثابة شبح يهيمن على الأجواء لكن ليس له وجود حقيقي.
وقال الآغا: «إن المهتم بالنظرية النقدية الغربية الحديثة يعرف أن المتلقي أصبح فزاعة حية، إلى درجة تحوّل معها سؤال القراءة إلى سؤال معرفي بوصف القراءة عملية تأويلية».
وأضاف قائلاً: «إن ثنائية الشاعر القارئ من أكثر ثنائيات الفكر التباساً، فالقارئ لا يرى إلا ما هو سائد وراسخ وما هو من خارج النص، فمنذ طفولته كان يتلقى الشعر عمودياً بمواضيع محددة».
بدوره قال الشاعر العراقي «علي جعفر العلاق»: «إن على الشعراء أن يبتكروا جمهوراً له خصوصيات وجدانية وفكرية مميزة».
وأضاف العلاق أن للمتلقي الشعري شروطاً ومقاييس محددة يستجيب من خلالها لإيماءة من يد الشاعر وهمسة من فمه وعندما يقرأ القصيدة منفرداً تكون بينه وبينها حميمية خاصة ويستفز طاقاته فيها ويقارن بين مقاطعها بوعي وحرص.
كما أحيا أمسية شعرية كل من الشعراء «اسكندر حبش» من لبنان و«محمد مظلوم» من العراق و«جيهان عمر» من مصر و«محمد زايد الألمعي» من السعودية و«محمد بنيس» من المغرب و«محمد حسن أحمد» من الإمارات و«منذر المصري» و«بيان الصفدي» و«محمد فؤاد» و«حازم العظمة» من سورية.
وحول أهمية الملتقى وواقع الشعر العربي والتحديات التي تواجهه قال الشاعر حمزة عبود: «إن الخطاب الشعري كباقي الخطابات يعاني من مشكلة المسافة الفاصلة بينه وبين المتلقي». وأضاف عبود: «إن هذا يعود لأسباب متعددة ومعقدة منها اجتماعية وثقافية، إذ إننا فصلنا الثقافة عن مؤسساتنا وهذا ما جعل الناس يتخلون عن الشعر، مشيراً إلى أن جزءاً من المسؤولية يتحمله المثقفون الذين نأوا بأنفسهم عن استشراف واختبار بيئتهم وواقعهم واعتبروا الشعر منزهاً عن العلاقات المباشرة واليومية» وقال:«علينا أن ننتظر فترة طويلة ليأتينا مبدعون كبار مثل نزار وأدونيس و«محمود» الذين شكلوا فضاء شعرياً واستشرفوا عصرهم ومرحلتهم بكل اتجاهاتها الأدبية والفنية».
بدوره أكد الشاعر العراقي «شوقي عبد الأمير» أن الشعر عنصر وفن مؤسس في الذاكرة والهوية العربية وقد سبق في تأسيسه وإضافاته أي فن آخر بأنه جمع كل الأديان وهنا تكمن أهميته في المجتمع العربي.
وأضاف عبد الأمير أن اللغة هي التحدي الأهم الذي يواجه شعراء اليوم فاللغة هي الأداة فإذا تحطمت فسيتحطم الشعر وإذا اضمحلت فمن الطبيعي أن نصبح هنوداً حمراً، مشيراً إلى أن لغتنا العربية مهددة بالانقراض وعلينا أن نحافظ عليها ونبقيها على جمالها وإبداعها تماماً كما بقي شعر المتنبي. وقال عبد الأمير: «علينا أن نصغي قليلاً للقارئ والحاكم الكبير الزمن الذي يستطيع أن يعزل ويصفي آلاف الشعراء والذي يستطيع أيضاً أن ينصف الشعراء الحقيقيين». وحول العولمة وتأثيرها على الشعر أكد أنها قضية العصر بكامله ولا خوف علينا إذا عرفنا كيف نمسك بمفاصلها ومعطياتها بشكل صحيح.
من جانبه قال الشاعر اللبناني «اسكندر حبش» إن المشكلة الحقيقية في الشعر أننا نحمله أكثر مما يحتمل ويجب إعادة النظر في أمر تحميله وزر كل المشاكل التي تواجهنا، وأكد حبش أنه رغم ذلك فإن الحركة الإبداعية لن تتوقف وكل مرحلة تعيد إنجاب كتابها وأسئلتها التي يجب أن تتواكب مع عصرها، وأوضح أنه يجب إعادة التفكير في ثقافتنا بشكل عام فلا يوجد لا مسرح ولا سينم،ا وما هو موجود هو عصر الفضائيات التي تفوقت على كل الفنون الأخرى، مشيراً إلى أن هناك هوة واسعة بين المتلقي والمبدع فالمتلقي أصبح قليل العدد على عكس ما نراه في الدراما مثلاً وهي مشكلة ثقافية عالمية وليست عندنا فقط. وأضاف حبش أن هذا شيء طبيعي بالنسبة لنا فنحن أتينا من مرحلة ما بعد الاستعمار والتحرر الوطني واغتصاب فلسطين وهذه الأسئلة لغاية اليوم عالقة نسألها ولم نستطع الإجابة عنها فالقسم الأكبر من الناس بمن فيهم المبدعون عالقون عند تلك المرحلة، وأبدى حبش تفاؤله بالأدب الذي لم يمت من زمن هوميروس ويستطيع أن يجدد نفسه لكن هذا متروك للزمن.
وقال الصحفي خليل صويلح منظم الملتقى: «إن الملتقى جاء ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 ليكون نوعاً من تعزيز النشاط الأدبي ليواكب النشاطات الفنية الأخرى»، وأضاف صويلح أنه لا يمكن أن يمر عام كامل دون أن يكون للشعر حصة فيه فجاء الملتقى متزامناً مع مسابقة أقمناها للشعراء الشباب فاز 12 منهم فستكون لهم أمسية خاصة بهم وستوزع دواوينهم على الحضور مجاناً كما جاء بالاتفاق مع مؤسسة سلطان العويس التي أرادت أن تعمل نشاطا عربياً، فاتفقنا على هذا العنوان واخترنا عناوين إشكالية وسجالية مثل الشعر والتلقي.
وأشار إلى أن هناك صورة جديدة للشعر ليشترك مع أجناس أدبية وفنية أخرى مؤكداً أننا يجب أن نتلقاه بطريقة جديدة حتى يستمر.



سانا

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك