الأيام الثقافية الإماراتية في سورية

قبلة الخليج على جبين الشام

27/تشرين الثاني/2008


«إن ما يجري في سورية اليوم هو عرسٌ ثقافي، ومن الواجب أن يُشارك الأخُ أخاه في عرسه»، هذا ما أكّده عبد الله المطيري -مدير متحف دبي- في تصريح صحفي، منوهاً إلى أهمية المشاركة في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية من قبل جميع العرب.

التصريح جاء بالتزامن مع فعاليات الأيام الثقافية الإماراتية في دمشق والتي استمرت مدّة أسبوع، شملت فعالياتها معظم النشاط الثقافي الإماراتي من أمسياتٍ شعرية وعروض مسرحية وغنائية تراثية، تُعبّر عن الإرث الحضاري والامتداد التاريخي لهذا البلد.

ضم الوفد الثقافي الإماراتي الذي زار سورية ضمَّ مجموعةً من نخب وأعلام الثقافة في دولة الإمارات، حاملين معهم رسالة محبة إلى سورية وعاصمة الأمويين، وعلى رأسهم الأستاذ عبد الرحمن العويس -وزير الثقافة الإماراتي-، ومجموعة من المثقفين، والكُتّاب، والشعراء الذين زيّنوا دمشق بأمسيةٍ مميزة ضمَّت إبراهيم محمد إبراهيم، وخلود المعلاّ، وكريم معتوق، وهذه الأسماء تُشكل قامات شعرية كبيرة في الوطن العربي وليس في دولة الإمارات فقط. فعلى سبيل المثال، تحمل خلود المعلا إجازتين في الهندسة واللغة العربية، وهي من الشاعرات المبدعات اللواتي يزخر شعرهن بحس عال وكثافة تُلخّص شعرية اللحظة.

وشملت الأيام الثقافية نشاطاً ملحوظاً أقيم خلالها معرضٌ للكتاب في دار الأسد للثقافة والفنون ومعرضٌ آخر للمصكوكات. أما باحة الدار الخارجية، فقد ازدانت بجزء هام من الإرث الثقافي للذاكرة العربية وليس فقط الإماراتية، فرغم الأبراج وناطحات السحاب التي تُزين الإمارات اليوم، إلا أنّ منظمي الفعالية أصرّوا على بناء خيمتهم كبُعدٍ رمزي للتاريخ والتراث في المنطقة العربية. ومن تجوّل في الخيمة شاهد ما فيها من مكنونٍ تاريخي وبعد جمالي أصيل، إذ حَوَت مظاهر كثيرة مظاهر التراث الإماراتي في شكلها والأدوات المستخدمة داخلها وزينتها.

تميزت الأيام الثقافية الإماراتية ببعد صادق للعلاقة بين الشعبين، فكثير من المثقفين الإماراتيين ذكروا مدرسيهم السوريين وذكروا فضلهم عليهم في لفتة رائعة واعتراف بالجميل.

للسوريين كلمة:

«تابعت معظم الفعاليات، وأشعر بالاعتزاز لأني أرى هذا التواصل على أرض بلدي سورية، مع العلم أني ولدت في الإمارات أثناء عمل والدي هناك، فاليوم أحاول أن أستذكر شيئاً من أيامي الجميلة هناك». هذا ما يؤكده أسامة سعيد -طالب الهندسة-، ويضيف «قضيت سنوات رائعة في الإمارات شملت معظم طفولتي. الآن تعيدني هذه الأيام الثقافية لأجواء ذاك البلد وأولئك الناس الطيبين».

أما الصحفي عامر مطر فيقول: «غِنى هذا الشكل التفاعلي يحقق نوعاً من التواصل بين المثقفين في البلدين. كنت حاضراً في الأمسية الشعرية ولفتني جميع ما سمعتُه، وخصوصاً قصائد الشاعر كريم معتوق. أعتقد أننا بحاجة لهذا الشكل من التلاقي والتواصل الصادق والمباشر».

الثقافة شكلٌ من أشكال التواصل الحقيقي، فهي في أحد وجوهها قبول للآخر. وعندما لا يكون هناك «آخر» بالمعنى التنافسي للكلمة، يندمج الجميع في بناء الثقافة العربية، سواء كنّا من الخليج أو من سورية.



عمر الأسعد


اكتشف سورية


مواضيع ذات صلة
- الإمارات تكرم الإبداع السوري
تكريم مبدعين سوريين ساهموا في تطوير الحركة الثقافية في الإمارات

- مسرحية سمنهرور أولى فعاليات الأسبوع الثقافي الإماراتي بدمشق
التأكيد على عمق التواصل والتلاحم بين الشعوب العربية

- بدء فعاليات الأيام الثقافية الإماراتية في دمشق
العويس: الفل يبدأ من دمشق بياضه

- الإمارات تقيم أسبوعاً ثقافياً في سورية
ضمن احتفالات دمشق عاصمة للثقافة العربية


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
أنطون مقدسي
أنطون مقدسي
حصاد عام 2008
حصاد عام 2008
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر