مجمع اللغة العربية افتتح مؤتمره السنوي السابع وموضوعه التجديد اللغوي
سورية هي أول دولة عربية عربت التعليم

19/تشرين الثاني/2008

افتتح مجمع اللغة العربية في دمشق صباح الثلاثاء 18 تشرين الثاني 2008 مؤتمره السنوي تحت عنوان «التجديد اللغوي» ويستمر لمدة يومين. وأكد الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي أن اللغة العربية لقيت عناية خاصة في بلاد الشام منذ بداياتها الأولى إلى يومنا هذا، وفي دمشق أنشئ أول مجمع للغة العربية.
وأضاف قائلاً: «إن سورية هي أول دولة عربية عربت التعليم في جميع مراحله، وكان لمجمع اللغة العربية الحظ الأوفر في تعريب كثير من المصطلحات العلمية، ولذلك من الطبيعي أن تكون أكثر استشعاراً لما يحيق باللغة العربية من مخاطر، وأن يكون السيد الرئيس بشار الأسد أول قائد عربي ينبه إلى المخاطر التي تواجه لغتنا ويوجه للعناية بها ويدعو إلى تمكينها والنهوض بها والحفاظ عليها قوية وعصرية، لأنها تعني الهوية والانتماء، وهذا ما جعل القمة العربية المنعقدة في دمشق تتبنى هذه الدعوة في توصياتها لتصبح أحد اهتمامات العمل العربي المشترك كما أن سيادته أصدر مرسوماً جديداً لمجمع اللغة العربية ليكون أقدر على القيام بواجباته.
ودعا وزير التعليم العالي العلماء واللغويين إلى وضع معاجم لغوية وتعريب المصطلحات والعمل على خدمة اللغة العربية بجميع الوسائل كما دعا إلى إيجاد اختيار معياري يبين المستوى اللغوي بغية تقويم احتياجات الراغبين في تعلم اللغة العربية أسوة ببقية اللغات.
وألقى الدكتور مروان المحاسني رئيس المجمع كلمة قال فيها: «نحن في عصر تتمسك فيه الأمم والدول بلغات، إلى حد أن الخلافات الطفيفة بين بعض الألفاظ الإنكليزية البريطانية والإنكليزية الأميركية مجال للتشدد والتميز، كما أن السلطات الفرنسية أصدرت تعليمات تحظر فيها إدخال الألفاظ الإنكليزية إلى اللغة الفرنسية إلا بعد اعتمادها من الأكاديمية الفرنسية التي تعتبر حارساً متيقظاً لحماية اللغة الوطنية».
وأضاف رئيس المجمع: «ليس هنا مجال التطرق إلى ما تحدثه موجة الإعلانات التجارية من أثر حين نراها تزدري بلغتنا الأم لتعتمد في تسويق تجاراتها لغة لا تقبلون أن تسمى عربية». مشيراً إلى أن تراجع اللغة العربية له عوامل كثيرة ويجب أن نعمل جميعاً على التغلب عليها وأن المجمع رأى أن من واجبه التصدي لتوحيد ما هو قيد الاستعمال من المصطلحات في جامعاتنا نظراً إلى ما طرأ عليها من تفاوت مرده إلى تنوع الخلفيات الثقافية لأبنائنا القائمين على التدريس.
وقال: «إن اللغة السليمة لم تعد سليقة يتمتع بها أطفالنا وشبابنا فقد غلبت عليها العامية لسهولتها. ونقطة الانطلاق إلى التجديد لا يمكن أن تبدأ إلا من تشرب اللغة الأم بالاعتماد على الأساليب الناجعة التي تقرب أطفالنا من لغتهم وتجعلها مستبطنة في أذهانهم لتكون الأداة المثالية للتعبير داعياً إلى بحث جميع السبل للوصول إلى هذه الغاية». وألقى الدكتور أحمد مطلوب رئيس المجمع العلمي العراقي كلمة الأساتذة الباحثين المشاركين قال فيها: «إن التجديد هو سنة الحياة ولولاه لتوقفت مسيرة البشرية، ولم تصل إلى ما وصلت إليه من ازدهار واللغة كائن حي، ولابد من أن تواكب الإنسان لتعبر عن حاجاته وتستوعب الجديد».
وأشار مطلوب إلى الدعوات الغربية إلى استخدام العامية بحجة صعوبة لغة القران الكريم وأول من قام بها المستشرقون ومن والاهم من العرب لأغراض مشبوهة وأن هذه الدعوات كبرت ونمت مع التسلق الاستعماري على الوطن العربي.
ورافقت هذه الدعوات ليس الدعوة إلى العامية فحسب بل كتابتها بأحرف لاتينية بحجة الانضمام إلى الأسرة الإنسانية وهي دعوة للتخلي عن بلاغة العرب والانضمام إلى الثقافة الأوروبية.
وأضاف قائلاً: «هذه الدعوات ليست تجديداً وإنما هي لهدم اللغة العربية والقضاء على أهم مقومات وحدة الأمة العربية وهجرة كتاب اللـه الذي أنزل بلسان عربي مبين».
وأوضح مطلوب أن المؤتمر السابع هذا سيبحث أسس التجديد اللغوي وميادين التجديد اللغوي، والتجديد في ميدان تعليم اللغة وتعلمها، والتجديد والترجمة وغيرها من الموضوعات التي تخدم لغتنا العربية عنوان الهوية العربية.
ثم بدأت أولى جلسات المؤتمر بمحاضرة عنوانها «التجديد اللغوي بين الواقع والمأمول» للدكتور أحمد الضبيب تحدث فيها عن الأطر التي يمكن أن يتناولها التجديد وواقع اللغة العربية وما تواجهه من تحديات وعقبات ومحاولات لطمسها بشكل كامل إضافة إلى واجب الباحثين والمفكرين والمختصين للنهوض به من جديد.
ويستمر المؤتمر إلى اليوم الأربعاء 18 تشرين الثاني 2008، وتعقد جلسة مسائية يترأسها الدكتور عبد السلام المسدي من تونس وتقدم فيها مداخلات للدكتور عبد الكريم خليفة من الأردن بعنوان أبو بكر الزبيدي الإشبيلي رائد تيسير العربية، ومروان السبوان حول دور التقانات الحديثة في تجديد المعجم العربي، ومكي الجزائري حول التجديد اللغوي عند يوسف الصيداوي، ومداخلة للدكتور عبد الإله النبهان حول التجديد اللغوي عند عبد القادر المغربي.



الوطن

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك