إشادة بكلمة السيدة أسماء الأسد بمؤتمر منظمة المرأة العربية في أبو ظبي

13/تشرين الثاني/2008

أشاد رؤساء الوفود النسائية المشاركة في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية المنعقد حالياً في أبو ظبي بكلمة السيدة أسماء الأسد في افتتاح المؤتمر، وأكدت الوفود النسائية أنّ الكلمة كانت جريئة واعتمدت الرؤية والمعالجة لقضايا المرأة العربية، ومن ثم كانت البوصلة التي يمكن لمنظمة المرأة العربية الاقتداء بها خلال الفترة القادمة.

وأشارت الوفود إلى أنّ كلمة السيدة أسماء الأسد تعد منهاج عمل قادماً للمرأة في الوطن العربي، لكونها تحدد الخطط والاستراتيجيات الضرورية واللازمة للنهوض بواقع المرأة العربية.

عقيلة رئيس مجلس النواب اللبناني تشيد بكلمة أسماء الأسد في مؤتمر المرأة
أشادت السيدة رندة بري -عقيلة رئيس مجلس النواب اللبناني- بكلمة السيدة أسماء الأسد في افتتاح المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية المنعقد حالياً في أبو ظبي. وقالت السيدة بري: «إنه من خلال تحليل الكلمات التي ألقيت في المؤتمر فإننا لا نبالغ إذا قلنا إن كلمة السيدة أسماء الأسد تعد أهم كلمة خاصة من حيث نوعية التوجه الواردة فيها وقدرتها على وضع اليد على الجرح والهموم التي تواجه المرأة العربية وإبراز الأمن الإنساني».

وأضافت بري: «إنّ السيدة أسماء الأسد بدأت كلمتها بأولويات الأمن والاهتمامات لدى المرأة العربية، مشيرة إلى تكاملية العلاقة بين الأمن السياسي والمحلي بحيث لا يمكن أن يكون هناك أمن محلي قبل أن يكون أمناً عالمياً لينعكس على المرأة بشكل خاص والمجتمع كله».

وأشارت إلى أنّ المرأة تتحمل الجزء الأكبر والعبء الأخطر من غياب الأمن وهي تقع اليوم في زاوية ضعيفة يصعب أن تزيل عنها هذه الألغام إذا لم تتحسن صورة الأمن في العالم، وموضحة أنّ العملية متداخلة بين الأمن المحلي والعالمي بحيث يمكن أن يقع على المرأة عبء أمن محلي من بعض التقاليد والمفاهيم القائمة في المجتمع، لكن يمكن إزالة هذا العبء عندما يتوافر الأمن على المستوى العالمي.

وأكدت أنه رغم أهمية إيجاد تنمية فكرية وثقافية للحماية من الأعباء والتحديات، لكنها عبّرت عن أسفها لعدم توافر حراك في إشراك المرأة في العملية الإقليمية والعالمية. واتهمت السيدة بري بعض المنظرين في قضايا المرأة في فترات سابقة بممارسة أكبر ضغط وتهديد على المرأة حالياً سواء في فلسطين أم لبنان.

وأوضحت أنّ المرأة العربية تتمتع بشخصية قوية وتحمل إرثاً إنسانياً وثقافياً، مشيرة إلى التجارب المشرفة التي مرت بها المرأة في الدول العربية. ودعت النساء العربيات للمثابرة والطموح وأخذ أوراقهن كتجارب، مؤكدة أن أمن المرأة من أمن المجتمع وأن على الدولة حماية المرأة من العنف. وأكدت السيدة بري أنّ المرأة اللبنانية ليست عاجزة عن الخوض في أي مجال وأنها بحاجة للم الشمل على المستوى اللبناني وأن دعم المرأة للمرأة هو أهم نقطة يجب العمل على تنميتها وتثقيفها وهذا أكثر ما تعانيه المرأة اللبنانية بالإضافة إلى النظرة المنقوصة من قبل المجتمع للمرأة اللبنانية في بعض المجالات.

وشددت على الدور الأساسي الذي يجب على المرأة أن تفهمه وموقع القرار، مشيرة إلى أن المعوقات تأتي أحياناً من النساء.. ودعت المرأة إلى أن تحرص على تربية الأبناء بثقافة مختلفة دون التمييز بين الرجل والمرأة في الحقوق والمساواة والمشاركة في الأدوار.

وأشادت السيدة بري بفتح موضوع الأمن الإنساني في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية، وقالت: «إن موضوع الأمن الإنساني فتح أشرعته على قضايا واسعة». مشيرة إلى أن منظمة المرأة العربية تضع أولويات أمن المرأة في المقدمة حيث إنها توضح معالم هذا الخوف وتشريعه من قبل المؤسسات المتخصصة بحيث يتم وضع أجندة مستقبلية وتصبح المفاهيم التي تتناول المرأة وأمنها أوسع وأشمل من المفهوم المحلي.

ناصيف حتي: السيدة أسماء أصابت حقيقة الأمور المطروحة عربياً وعالمياً
قال الدكتور ناصيف حتي -رئيس بعثة جامعة الدول العربية في فرنسا، ومندوب اليونسكو-: «إنّ السيدة أسماء الأسد أصابت حقيقة كل الأمور المطروحة عربياً ودولياً في كلمتها في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية». وأوضح الدكتور حتي أنّ السيدة أسماء الأسد أصابت في تقديم قراءة موضوعية عقلانية وقدمت أجوبة صائبة بشأن كيفية التعامل مع مختلف القضايا التي تهم المرأة والمنطقة العربية، وقال: «إنها كلمةٌ رائدة تدل على ثقافة واسعة وغنية وقادرة على الانخراط في هذا الحوار الدولي الذي يهم العرب قبل أي منطقة أخرى».

وأشار إلى أنّ المشكلة الأساسية أننا نعاني الكثير من الصور المشوهة سواء التي تتعلق بالمرأة أم بأمور أخرى، داعياً إلى اختزال وتشويه عدد من قضايا معينة على قضايا أخرى وإدراك هذه القضايا وعدم إغلاق الساحة العربية على الآراء الأخرى، وقال: «نحن جزء من العالم وعلينا الانخراط فيه وهناك التحرر والتحرير مطروحان»، ورأى أنّ الصور المشوهة التي يطرحها العدو ويتبناها الآخرون عن جهل تسيء إلى القضايا العربية، مطالباً العرب بالدخول إلى الجمعيات المدنية والمؤسسات الرسمية والمنظمات العالمية وطرح التصورات العربية فيها بما يخدم المصلحة العربية في هذه القضايا.

طيبي: مشكلة المرأة الفلسطينية من صلب اهتمامات السيدة أسماء
أشادت زينب طيبي -رئيسة منتدى الإعلاميات العربيات في فرنسا- بتركيز السيدة أسماء الأسد في كلمتها في افتتاح مؤتمر المرأة العربية على الوضع الصعب للمرأة العربية وأهمية أمنها خاصة لما تعانيه من حروب وصراعات في مختلف المناطق والدول وخاصة في فلسطين.

وأكدت أنّ السيدة أسماء تحدثت في كلمتها عن مشكلة المرأة الفلسطينية التي تعد صلب قضايا المرأة حيث تعاني المرأة الفلسطينية وضعاً صعباً فيما يتعلق بالأمن، مشيرة إلى تركيز السيدة أسماء على كيفية مساعدة المرأة العربية وخاصة الفلسطينية للخروج من أوضاعها الصعبة، وأكدت أن كلمة السيدة أسماء الأسد سلطت الضوء على كيفية درء المخاطر والتحديات للجيل القادم من النساء العربيات.

رجاء خليفة: كلمة السيدة أسماء الأسد جريئة وغير تقليدية
أكدت رجاء حسن خليفة -عضو البرلمان، الأمين العام لاتحاد المرأة السودانية-: «أنّ كلمة السيدة أسماء الأسد في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية كانت كلمة غير تقليدية وجريئة في طرح قضايا المرأة العربية». وأوضحت خليفة أنّ كلمة السيدة أسماء الأسد لامست جروحات المرأة العربية فاعتمدت الرؤية والمعالجة في آن معاً، وقالت: «إنّ الكلمة كانت من أبرز الكلمات المضيئة التي ألقيت في المؤتمر وفيها الكثير من الرؤية الثاقبة وهذا ليس بالأمر الجديد على السيدة أسماء الأسد».

وأشارت إلى أهمية اختيار موضوع الأمن بالنسبة للمرأة في المؤتمر وخاصة في هذا الوقت الذي يستغل هذا المفهوم من قبل جهات معينة، وقالت: «إنه موضوع جريء لذلك تأتي هذه الأهمية التي طرحتها المنظمة برؤية واسعة متعلقة بأمن الدولة ثم الأمن الإنساني وقضايا التعليم والصحة والتمكين السياسي، وأكدت وجود بعض القضايا التي تحتاج إلى تركيز أعمق من قبل المنظمة والدول العربية».

وأوضحت أننا نحتاج إلى أن نكون كنساء عربيات فاعلات في أعمالنا وهذا يتأتى من خلال مشاركتنا بالمنظمات لتقديم رؤية عربية مرتكزة على موروثنا الثقافي ورؤيتنا الوطنية حتى نسهم في تشكيل هذه المفاهيم بهذا العالم الذي اضطربت أحواله المالية والسياسية والثقافية، وأضافت «إنّ هناك حاجة أيضاً لرؤية عربية عقلانية تقدم الحلول والرؤية ومن ثم الإسهام في تحقيق الآمال العربية».
بوشكوج: للنشاط السوري دور كبير
الأمين العام لاتحاد البرلمانيين العرب نور الدين بوشكوج تحدث عن الصدى الإيجابي الذي تركته كلمة السيدة أسماء الأسد على جميع المشاركين الذين تناولوها بالبحث والدراسة، فالمرأة كما رأتها السيدة الأسد هي جزء من المجتمع ولم تذكر المرأة فقط كمرأة بل أكدت أن عليها أن تطور نفسها في المجتمع كجزء منه وعلى الأقل كنصفه، كما أنه يجب أن تتمتع بكل ما يتمتع به المجتمع وتشارك فيه كما أنها لم تتحدث عن المرأة من الجانب الأنثوي وإنما تحدثت عنها كإنسان على أساس اقتصادي وسياسي في البلد.

والأمر الأهم الذي تناولته السيدة أسماء الأسد هو أمن المرأة الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن المجتمع، أي مجتمع لا يمكن أن يكون آمناً إذا كان نصفه الآخر غير آمن، كذلك تطرقت إلى موضوع الأمن المائي فهي السيدة الوحيدة التي تحدثت عنه وكلنا يعلم الدور الحيوي لأهمية المياه وقضيتها وكذلك الأدوار التي يلعبها مستقبلاً الماء في الأمن القومي العربي والأمن الشخصي للمرأة حيث قالت تحديداً: «لا يمكن للمجتمع أن يكون آمناً إذا لم يكن نصف المجتمع آمناً».

وأضاف بوشكوج حول المشاركة السورية في المؤتمر مشيداً بدورها الإقليمي في الدفاع وبجدارة عن الحقوق العربية في تحرير الأرض والدفاع عن الكينونة العربية والاستقلال والاستقرار الحقيقي للوطن العربي، مؤكداً أن نشاط الوفد السوري بكل مكوناته السياسية والمجتمعية كان له دور بارز في المؤتمر وغيره من المؤتمرات الأمر الذي ليس بالغريب على الشعب السوري وإصراره الدائم في الدفاع عن القضايا العربية.

حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان
وعلى هامش المؤتمر التقت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل د.ديالا الحج عارف الصحفيين العرب في حوار مفتوح تحدثت فيه عن أبرز الطروحات والمناقشات التي تناولها المؤتمر فيما يخص موضوع أمن المرأة مؤكدة أن من تابع كلمة السيدة أسماء الأسد في افتتاح المؤتمر يرى أننا في سورية تجاوزنا الموضوع الإقليمي وانتقلنا إلى الموضوع العربي كما عبرت عنه كلمة سيادتها عندما تحدثت عن المرأة العربية وليس السورية.

وأضافت: «إنّ موضوع الأمن بحد ذاته حقيقة إشكالية لابد من الحديث عنها فنحن في هذا المؤتمر حسب الحج عارف جالسون في مؤتمر لا يتحدث في حقوق المساواة فقط بل يتحدث في موضوع الأمن الخاص بالمرأة والخاص بالمجتمع بشكل عام ونتحدث أيضاً عن أن أمن المرأة مرتبط بأمن وطني».

وهذا العنوان كما أكدت الوزيرة يتفرع عنه الكثير من القضايا وقد خلصت إلى إغناء المؤتمر بجلساته وأوراقه المقدمة وأن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان. جلسات عمل نوعية تؤكد على عنوان المؤتمر وضرورة تفعيل دور المرأة العربية بواقعها.

أمن المرأة من المنظور الثقافي
ورشة أمن المرأة من المنظور الثقافي ترأستها مديرة إدارة الإعلام بوزارة الخارجية السورية وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة د. بشرى كنفاني وتحدثت عن الأمن الإنساني للمرأة وأن له أبعاداً مختلفة من المنظور الثقافي لكونه الأهم مشيرة إلى أنه وعلى مدار عقود استطعنا أن نخطو خطوات إيجابية في ما يخص قضايا المرأة وفي مجالات عدة كالتعليم والعمل وبعض مواقع صنع القرار والتي هي أمور نسبية بين الدول كما أن هناك خطوات إيجابية لتعديل بعض التشريعات.

وذكرت كنفاني أنّ الفجوة متباينة في القوانين بين الواقع والتطبيق والسؤال الأهم هل الإنجازات التي تحققت تمكنت من إحساس المرأة بأمنها؟، وأضافت «إنّ المسألة الثقافية تقف عقبة أمام المرأة العربية وعلينا أن نعمل على تعديل البنى الفكرية والثقافية نظراً لأنها مسألة مرتبطة بالموروث الثقافي وأمن المرأة وتحتاج إلى مزيد من دعم الأسس الثقافية التي تشكل صمام الأمان لكل المسارات الناهضة بالمرأة».

إنصاف حمد من سورية
ومن سورية تحدثت الدكتورة إنصاف حمد من كلية الآداب بجامعة دمشق عن المنظور الثقافي لأمن المرأة مشيرة إلى ما قدمه الإسلام من حقوق للمرأة تم تعليق قسم منها وما طبق منها قيد بتفسيرات متشددة حافظت على الامتيازات الذكورية ما أفقد الحق مضمونه الفعلي ومع تآكل مكتسبات المرأة الحقوقية تدريجياً استعادت المجتمعات المسلمة تقاليد الشعور بالعار من حضور المرأة في الفضاءات العامة مؤذنة بانطلاق عملية وأد جديد إنما بصيغة رمزية.
وأكدت د. حمد أنّ المشكلة وللأسف تزداد عمقاً عندما نجد أن الثقافة الشعبية الدينية في المجتمعات العربية لا تحال إلى النصوص المقدسة بقدر ما تحال إلى تأويل تلك النصوص وتفسيراتها المنجزة في وضعية تاريخية محددة ترسخت فيها تقاليد وأعراف ذلك النظام وأضحت عبئاً ثقيلاً يغيب جوهر الأصل. ولا يمكن تفكيك ذلك إلا بالاستناد والنظر إلى مصلحة الأمة والجماعة على حد سواء.

واستمرت جلسات عمل المؤتمر في يومه الثاني على أن يختتم أعماله اليوم في أبو ظبي.



الوطن

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك