نموذج نادر لفن العمارة الطينية التدمرية 27/أيلول/2008
شهدت صالة بيت القوافل التدمرية للفنون التشكيلية معرضها الفني الأول بتدمر الذي ضم أكثر من 90 عملاً تشكيلياً من نحت وحفر وتصوير زيتي، عُلقت على جدران لها رائحة الطين والحوار في بيت تدمري يعود تاريخه إلى نحو مئة عام، والذي يُعد نموذجاً نادراً لفن العمارة الطينية التدمرية الذي مازال قائماً حتى الآن بعد أن أعيد ترميمه بأيد فنية محلية خبيرة تعود لذاكرة المكان والمساحة واللون.
وأغلب الأعمال المعروضة لها سمةٌ تاريخية مستمدة من المدرسة الفنية من نحت وتصوير وتحوير ممتدة إلى القرن الأول الميلادي في عصر الرخاء للملكة زنوبيا حيث المدارس الفنية أصبحت رمزاً لصياغة الحجر والطين واللون.
يقول الفنان التشكيلي أحمد خليف -المشرف الفني على بيت القوافل التدمرية-: «إنّ من ميزات هذا المعرض الطريقة العشوائية في عرض اللوحات حيث تعود الجمهور على مشاهدة العرض الكلاسيكي عن طريق الجدران المسطحة والأطر المزخرفة فقط لطبقة خاصة بينما نجد أعمال الفنانين المشاركين في هذا المعرض تتزاوج بين المدارس النحتية والفن الحديث من حديد وصلب ومواد تالفة».
وأضاف «أنّ هذه الرؤية التي بُني عليها بيت القوافل التدمرية لنقل عمقه الفني للناس العاديين الذين يعيشون حياة هامشية بسيطة وفي الوقت نفسه نجد على جدران منازلهم رسوماً تنقلها المدارس الأوروبية وتنسبها لفكرها بشكل متنور ورغم ذلك تشهد حصاراً بين صرعة الإسمنت والمواد المصنعة الأوروبية، ظاهرة في بواطنها أسلوب رزين يمتد إلى أعماق التاريخ من خلال موجودات ومقتنيات المتاحف الأوروبية التي بنيت أساساً على ثقافة الأفارقة والمدن الطينية الموزعة من الفرات إلى النيل بمعنى نحن نفخنا أول زجاج وصدرناه عبر ورق البردي والألواح الطينية إبلا، أور، طيبة، جرش، نينوى، تدمر، فينيقيا، أوغاريت».
ويرى الفنان خليف أنه يجب على كل فنان أن يزور تدمر البلدة القابعة في قلب خطوط المواصلات في العصر القديم طريق الحرير، التي كانت بوابة من يدخل إليها فهو أمن كما أمن هذا الوعل بين يدي هذا الحيوان المفترس وكل خارج من هذه المدينة دافع للنقد فأخرجت للعالم أول نصّ يمثل حصيلة النقد الضريبي القانون المالي التدمري.
والآن وفي بيت القوافل التدمرية للفنون التشكيلية تشكلت رؤية بسيطة حول البحث عن النسيج المطبوع الملبوس والمغزول والمصنوع كأداة نفعية، ودليلنا البعثات التي وجدت الكثير من المنسوجات التي تحمل بصمات فنانين مجهولين فالتقى هذا البحث بسبب التواصل بين من سكنوا والناس الذين حد من قدراتهم شظف العيش والبحث عن سبل الرزق، رغم ذلك أضحت البعثات الأثرية وعلماء التاريخ الأثري يستندون إلى فكر عمال عاديين يرممون وينقبون دون ذكر أسمائهم فكانت ثمرة أكيدة لإعادة تدوين اللقى الأثرية الموجودة في هذا البيت التراثي التدمري بشكل نماذج تشعر فيها يومياً أنها قريبة للعين واللباس والصنع.
|