مسلسل عرب لندن وإشكالية العلاقة مع الغرب
مواضيع بالغة الحساسية بالنسبة لذهنية الإنسان العربي

23/أيلول/2008

يُعالج المخرج أنور قوادري في هذا المسلسل مشكلة العلاقة بين الشباب العربي والغرب، وذلك عبر حبكة درامية محكمة تنسج إطار العلاقات الإنسانية بين مختلف الشخصيات التي قادها قدرها أو ظروفها أو إرادتها أحياناً إلى الوقوع في هذا الفخ، ظناً منها أنها بمجرد أن تطأ أعتاب العالم الغربي فسوف تفتح لها بوابات السعادة والنجاح.
إنها المغامرة القاسية التي عاشها أبطال هذا المسلسل الذين أتوا من بلدان وخلفيات مختلفة شكلاً ومتوحدة مضموناً، البحث عن السكينة والاستقرار، لتكتشف هذه الشخصيات واحدة إثر أخرى أن حل مشاكلها ليس هنا، وليست المسألة أكثر من الانتقال من مستنقع واقعي إلى مستنقع روحي لا يقل جسامة وخسراناً.
المسلسل سوري الإخراج والإنتاج والتأليف، كما أن معظم الممثلين المشاركين فيه سوريون، تشارك فيه كوكبة من النجوم والفنانين العرب من كل من مصر، مسلسل عرب لندنولبنان، والأردن، وفلسطين، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، والسعودية، والجزائر، والمغرب، بالإضافة إلى ممثلين من بريطانيا واليونان؛ وهو من إنتاج مشترك بين شركة «إيبلا الدولية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني» ومؤسسة «سندباد فيلم» للإنتاج الفني.
يعالج المسلسل العديد من القضايا الهامة التي تثير الإشكالية بين عقلية الإنسان العربي ومفاهيمه الأخلاقية والروحية من ناحية، وبين مقدار الحريات وطبيعة الحياة التي نراها في الغرب والتي تتناقض في كثير من فصولها مع هذه العقلية من ناحية أخرى.
ولهذا نرى الإنسان العربي في الغرب عموماً مشرداً ضائعاً، عاجزاً عن الاستقرار في إطار محدد، فلا هو قادر على أن يعيش كما يفكر ويعتقد، ولا هو يستطيع أن يتلبس أخلاق الحياة في الغرب. وهنا تنشأ الإشكالية الكبيرة التي يتناولها المسلسل بالمعالجة، وخصوصاً عند من يذهب إلى الغرب دون أن يكون لديه هدف محدد واضح يهتدي به كالدراسة وتحصيل العلم مثلاً، أو اكتساب الخبرة والمعرفة.
يتناول المسلسل بكل جرأة مواضيع بالغة الحساسية بالنسبة لذهنية الإنسان العربي، مبيناً المواقف التي يمكن أن يتعرض لها في غربته هذه، ومنها: فكرة المساكنة بين الرجل والمرأة بدون زواج، ومسألة الزواج من أجنبيات، وموضوع ضياع الهوية لدى قسم من الجيل العربي الشاب الذي نشأ وترعرع في الغرب دون أن يعرف الكثير عن تاريخ وجغرافية وحضارة وطنه الأم، كما يتناول مسألة الإرهاب وتأثيرها، وخصوصاً بعد أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة وتأثير ذلك على العرب المقيمين في الغرب.
مسلسل عرب لندنبلغت تكاليف إنتاج المسلسل حوالي ثلاثة ملايين دولار أمريكي، وهو يعرض يومياً على روتانا الخليجية، ويشارك فيه قدر كبير من النجوم السوريين، منهم جهاد سعد، عابد فهد، واحة الراهب، وغيرهم من النجوم والفنانين.
وفي لقاء سابق مع الفنان جهاد سعد مع «اكتشف سورية»حول المسلسل وهو قيد التصوير، ذكر في حديثه: «ألعب دور مُشرّد "هيبي"، أدت ظروف الحياة في الغرب إلى ضياعه، رغم أنه كان يمتلك ثقافة جيدة لكنه شرع في الهجرة لتحقيق حلم كبير جداً، ولم ينجح في ذلك، حيث ضغطت عليه قسوة الحياة في لندن وأصبح بلا عمل أو إنتاج، فوجد نفسه في الطريق مثل الكثير من العرب الموجودين في أوروبا». ويتابع: «وتُمثل هذه الشخصية شريحة حقيقية من العرب المغتربين، لم تستطع أن تندمج في المجتمع الأوروبي، كما رفضت أن تذوب ضمن المجتمع العربي غير النقي الموجود في لندن، والمتمثل بذوي المصالح المادية من التجار أو سماسرة العقارات الخ...، فهي عين ثالثة نستطيع أن نراقب من خلالها أحداث المسلسل».


محمد رفيق خضور
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
احمد:

اريد البريد الالكترونى لشركة ابيللا للانتاج الفنى مع الشكر

مصر